أخبار سوريا

سوريا لن تكون مصدر تهديد لأحد بما في ذلك إسرائيل – قناة مصر اليوم

0:00

كشفت حرب غزة، التي استمرت 15 شهرا، النقاب عن واقع معقد، امتزجت فيه المكاسب والخسائر في معركة امتدت تداعياتها إلى ما هو أبعد من حدود القطاع.

بدأت المواجهة بأهداف معلنة من إسرائيل، سرعان ما اصطدمت بصمود المقاومة الفلسطينية، التي فرضت نفسها كقوة لا يمكن تجاهلها.

على مدار 15 شهرًا، تحولت الحرب إلى اختبار مكلف لجميع الأطراف سياسيًا، اقتصاديًا، وعسكريًا، بينما دفعت غزة ثمنا باهظا من البنية التحتية والأرواح.

اندلعت المواجهة بعنف، وأعلنت إسرائيل أهدافًا محددة، بينما صمدت المقاومة الفلسطينية في وجه آلة الحرب.

ولم تقتصر تداعيات الحرب على غزة وإسرائيل فقط؛ حيث امتدت آثارها لتطال أطرافا أخرى مثل مصر، لبنان، الأردن، اليمن، وأيضا الولايات المتحدة، ودول أوروبا، التي دفعت ثمنًا باهظًا على مستويات مختلفة.

يرصد التقرير التالي أبرز المكاسب والخسائر في حرب غزة بعد أكثر من عام، وما خلفته من جراح وحقائق جديدة على الأرض، مع رصد الحصاد الفعلي للحرب، ما تحقق من أهداف، وما بقي عالقًا في الحسابات، في مشهد ألقى بظلاله الثقيلة على المنطقة والعالم.

أهداف حرب غزة

مع بداية حرب غزة، أعلنت إسرائيل هدفين رئيسيين: القضاء على وجود حركة حماس في قطاع غزة، والإفراج عن المحتجزين لديها، وامتدت الأهداف عبر رسائل قادتها لتشمل تدمير البنية التحتية لإضعاف قدرة حماس والجهاد الإسلامي على إطلاق الصواريخ.

رغم مضي 15 شهرًا، لم تتحقق هذه الأهداف بالكامل، المقاومة الفلسطينية استعادت قدرتها على إطلاق الصواريخ. وتشير تقارير موثوقة إلى تصنيع أسلحة جديدة.

جنود الاحتلال يقفون بالقرب من القبة الحديدية - مصدر الصورة: Ap
جنود إسرائيليون يقفون بالقرب من القبة الحديدية – أ ب

 

كما أظهرت الاستطلاعات الإسرائيلية انخفاض ثقة المواطنين في الحكومة بشأن إدارة الصراع.

قوبل ذلك بمكاسب حققتها المقاومة الفلسطينية بعد أن أدت حرب غزة إلى تشكيل زخم دولي واسع حيث اندلعت المظاهرات في لندن، وباريس، ونيويورك، وعواصم ومدن أخرى، وأيضا في إسرائيل نفسها، منددة بسياسات الاحتلال.

وشهدت جامعات أميركية كبرى تحركات طلابية مؤيدة للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إبراز معاناة الفلسطينيين، وتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني، كما عززت الحرب من موقف المقاومة كقوة دفاعية أمام العدوان.

كلفة المعركة

أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية قبل يومين تكبد إسرائيل نحو  34 مليار دولار منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة في بيانها إن إسرائيل سجلت عجزا في الميزانية قدره 5.2 مليارات دولار في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرة إلى ارتفاع النفقات لتمويل الحربين في غزة ولبنان.

لكن تلك التقديرات أقل بكثير مما ذكرت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية، والتي حددت كلفة الحرب على قطاع غزة بنحو 67.57 مليار دولار حتى نهاية عام 2024.

القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية - مصدر الصورة: أ ب
القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية – أ ب

 

واعتمدت هذه الأرقام على تقديرات بنك إسرائيل، وتشمل الكلفة الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية والخسائر في الإيرادات.

في المقابل تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أسطولا يتألف من أكثر من مائة شاحنة سوف يستغرق 15 عاما لتطهير غزة من نحو 40 مليون طن من الأنقاض في عملية تتراوح تكلفتها بين 500 مليون دولار و600 مليون دولار.

وأعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في يوليو/تموز من العام الماضي تضرر 137297 مبنى في غزة ، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي، من بينها، تم تدمير ما يزيد قليلاً على ربعها، وحوالي عُشرها تعرض لأضرار جسيمة والثلث تعرض لأضرار متوسطة.

وتدمرت البنية التحتية في قطاع غزة، حيث انقطعت الكهرباء والماء عن مناطق واسعة. كما أن شبكات الطرق الرئيسية تعرضت للتدمير، مما أثر على حركة التنقل والإغاثة.

وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، أي بعد مرور 6 أشهر فقط من الحرب، قدرت بيانات البنك الدولي، تعرض ما يقرب من 90% من المرافق الصحية للأضرار أو للتدمير، ودُمرت المدارس أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين الجدد، مما يكشف النقاب عن تدهور كامل لمقومات الحياة بعد 15 شهرا كاملة من الحرب.

وفي يوليو/تموز الماضي علقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على حسابها عبر منصة إكس حول الأوضاع في قطاع غزة، مشيرة إلى أن مرافق الصرف الصحي والبنية التحتية بقطاع غزة معرضة للخطر الشديد ما يجبر آلاف الأسر على الاعتماد على مياه البحر للاستحمام والتنظيف وحتى الشرب.

خسائر بشرية

تقول القوات الإسرائيلية إن 405 من جنودها قتلوا في القتال منذ بدء عمليتها البرية في غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي، فإن عدد المصابين في صفوف الجيش وصل إلى 5617 ضابطًا وجنديًا منذ اندلاع الحرب، بينهم 833 وُصفت إصابتُهم بالخطيرة.

وأكد قسم التأهيل في وزارة الأمن أنه جرى استقبال 12 ألف مصاب من الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدة أن 50% منهم يعانون مشكلات نفسية.

كما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن أكثر من 9 آلاف ضابط وجندي أُحيلوا إلى العلاج النفسي.

وأدت حرب الإبادة إلى تفاقم الغضب ضد إسرائيل، حيث أفادت صحيفة يسرائيل هيوم، بأنه تم تسجيل 15 محاولة لملاحقة واعتقال جنود إسرائيليين في الخارج حتى اللحظة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن وزارة الخارجية توعدت بتعقب الجمعيات الحقوقية التي تلاحق جنود الجيش في الخارج.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن إسرائيل ساعدت جنديا سابقا على مغادرة البرازيل بعد أن تم اتخاذ إجراءات قانونية ضده من قبل جماعة تتهم إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، استنادا إلى منشوراتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

على الجانب الآخر من تلك الصورة، ذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 46788 شهيدا و110453 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023.

فلسطيني يمشي بين أنقاض مبان دمرتها إسرائيل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. رويترز
فلسطيني يمشي بين أنقاض مبان دمرتها إسرائيل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. رويترز

 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي صرح مفوض وكالة الأونروا، فيليب لازاريني أن العملية العسكرية المستمرة في شمال غزة منذ سبعة أسابيع أدت إلى نزوح 130 ألف شخص، وأوضح أن النساء يُجبرن على الانفصال عن الرجال، ويلجأن إلى منازل مهجورة، وعيادات، ومتاجر مدمرة، فيما يضطر بعضهن للنوم في العراء، ويواجهن الخوف والعنف القائم على النوع الاجتماعي وسوء المعاملة والأمراض.

أضاف أن هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة يواجهن معاناة شديدة بسبب الظروف الصحية الصعبة.

تأثر الوسطاء من الحرب

أدت الحرب المستعرة في قطاع غزة إلى إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني مما أدى إلى تقييد حركة البضائع والمساعدات من البوابة المصرية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية والضغط على المدنيين في غزة.

وأعلنت مصر انخفاض الإيرادات السنوية لقناة السويس بواقع الربع تقريباً في العام المالي المنتهي في يونيو/حزيران 2024، نتيجة لتحول بعض شركات الشحن إلى مسارات ملاحية بديلة لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وأعلن أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس في مصر، عبر بيان، أن إيرادات القناة تراجعت إلى 7.2 مليار دولار في العام المالي 2023-2024، مقارنة بـ9.4 مليار دولار في العام المالي 2022-2023.

blank
سفن تعبر قناة السويس في مصر كما شوهدت من نافذة طائرة – رويترز

 

وأوضح ربيع أن معدل عبور السفن للقناة انخفض إلى 20148 سفينة في العام المالي 2023-2024، بعد أن كان 25911 سفينة في العام المالي السابق.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن التوتر الذي شهدته منطقة البحر الأحمر في الآونة الأخيرة والتحديات الإقليمية كبدت مصر نحو 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس في 2024.

وأضاف السيسي في بيان أن مصر خسرت أكثر من 60% من إيرادات القناة في 2024 مقارنة مع 2023.

وتأثرت الدول الغربية الداعمة لإسرائيل بشكل مباشر بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد بدأ الحوثيون في استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية، والمرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، إضافة إلى شن هجمات على تل أبيب نفسها، مؤكدين أن ذلك يأتي ضمن دعمهم للفلسطينيين.

منذ أكثر من عام، أصبح البحر الأحمر نقطة ساخنة للنشاط العسكري، حيث تقاتل القوات الأميركية الحوثيين في اليمن، التي نفذت عدة هجمات على شحنات بحرية في المنطقة.

وهذا بالطبع بخلاف مليارات الدولارات التي مولت بها الولايات المتحدة ودول غربية شراء الأسلحة والذخائر التي استخدمتها إسرائيل في حربها الطويلة ضد أبناء غزة.

وفي أغسطس/آب، أعلنت وزارة الجيش الإسرائيلية أن 500 طائرة نقل و107 سفن حملت أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي الشهر ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية موافقة الولايات المتحدة على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار. تضمنت الصفقة عشرات الطائرات المقاتلة وصواريخ جو-جو المتقدمة.

وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، شكلت الولايات المتحدة 69% من واردات إسرائيل من الأسلحة التقليدية الرئيسية بين عامي 2019 و2023.

وتقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية سنوية لإسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار، بموجب اتفاق يمتد لعشر سنوات، يهدف إلى ضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل على الدول المجاورة.

في مارس/آذار 2024، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الإدارة الأميركية أبرمت أكثر من 100 صفقة عسكرية جديدة لإسرائيل منذ بداية الحرب، معظمها بمبالغ أقل من الحد الذي يتطلب إخطار الكونغرس رسمياً.

شملت هذه الصفقات آلاف الذخائر الموجهة بدقة، قنابل صغيرة القطر، قنابل اختراق المخابئ، والأسلحة الصغيرة.

كما تعد ألمانيا ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل، حيث تمثل 30% من الواردات بين عامي 2019 و2023، وفقًا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام.

وقالت الحكومة الألمانية في يناير/كانون الثاني إن المبيعات شملت معدات عسكرية بقيمة 306.4 مليون يورو وأسلحة حربية بقيمة 20.1 مليون يورو.

وفي عام 2023، بلغت مبيعات الأسلحة التي أبرمتها الدولة الأوروبية لإسرائيل 326.5 مليون يورو (361 مليون دولار أمريكي؛ 274 مليون جنيه إسترليني) – وهو ما يمثل زيادة قدرها 10 أضعاف مقارنة بعام 2022 – حيث تم منح غالبية هذه التراخيص التصديرية بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

بينما تعد إيطاليا ثالث أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل، لكنها مثلت 0.9% فقط من واردات إسرائيل بين عامي 2019 و2023، وفقًا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام. وتشمل هذه الواردات طائرات هليكوبتر ومدفعية بحرية.

وفقًا لتقارير، قالت حملة مناهضة تجارة الأسلحة (CAAT)، وهي مجموعة ضغط مقرها المملكة المتحدة، إن صادرات وتراخيص السلع العسكرية من إيطاليا إلى إسرائيل بلغت قيمتها 17 مليون يورو (18.8 مليون دولار أمريكي؛ 14.3 مليون جنيه إسترليني) في عام 2022.

بدء الاتفاق

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية عن توصل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى والمحتجزين، والعودة إلى الهدوء بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين. ومن المقرر أن يبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من 19 يناير 2025.

وجاء في بيان الدول الثلاث «يتضمن الاتفاق 3 مراحل، تبدأ المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا بوقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتسليم رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في غزة، إضافة إلى تسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج».

وأضاف البيان أن المرحلة الأولى تشمل أيضًا تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، مع إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، فضلًا عن توفير مستلزمات إيواء للنازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب الحرب.

s,vdh gk j;,k lw]v ji]d] gHp] flh td `g; Ysvhzdg – rkhm lwv hgd,l
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأعز الإسلام والمسلمين