تعليق خليل الحية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
16/1/2025–|آخر تحديث: 16/1/202501:29 AM (توقيت مكة)
قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) ورئيس الحركة في قطاع غزة إن صمود الشعب الفلسطيني في القطاع و”تضحياته وبسالة المقاومة أجهض وأفشل أهداف الاحتلال (الإسرائيلي) المعلنة والمستترة” من الحرب على القطاع.
ووجّه الحية، في كلمة بمناسبة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، أمس الأربعاء، التحية إلى شعب غزة وما قدمه من تضحيات وصبر وكل “الذين ارتقوا في معركة الدفاع عن القدس والأقصى في طوفان الأقصى”، و”لمن بقي بعدهم ثابتًا على العهد، وواصل وأكمل الطريق وحمل الراية من بعدهم”.
كما قدّم التحية إلى الشهداء من الفصائل المقاومة كلها، وإلى القادة الشهداء.
وقال الحية إن معركة “طوفان الأقصى” كانت إعجازا وإنجازا عسكريا وأمنيا، وشكلت منعطفًا مهمًا في تاريخ القضية الفلسطينية، مؤكدا أن “آثار هذه المعركة ستستمر ولن تتوقف بانتهاء هذه الحرب”.
وذكر الحية أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي و”داعموه من حرب إبادةٍ وحشية، وجرائمَ نازيةٍ، ومعاداة للإنسانية، على مدى 467 يوماً سيبقى محفوراً في ذاكرة شعبنا والعالم وإلى الأبد، كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث، بكل ما فيها من أصناف الألم والعذاب وألوان المعاناة”.
وأكد أن “حرب الإبادة ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل، ولن ينسى شعبُنا كل من شارك في حرب الإبادة، سواء من وفر لها الغطاء السياسي والإعلامي، أو من قدموا آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أُسقطت على رؤوس أهلنا وأبنائنا وبناتنا في قطاع غزة، ونؤكد أن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وفعلوا ولو وبعد حين”.
وقال الحية إن الاحتلال الإسرائيلي حاول منذ بدء الحرب تحقيق العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر، لكنه “اصطدم بصلابة شعبنا، وتشبثه بأرضه، ففشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه السرية أو المعلنة، فقد ثبتَ شعبُنا في أرضه، لم يرحل أو يهاجر، وكان الدرعَ الحصينَ لمقاومته”.
وأشاد بمقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية “الذين أذهلوا العالم أجمع ببطولاتهم وعملياتهم الاستثنائية، واستمروا حتى آخر لحظة من لحظات هذه الحرب، يقاومون بشرف وأخلاق، في الدفاع والهجوم، ونفذوا عملياتٍ نوعيةً، بجرأةٍ لم يرَ العالمُ مثلَها، واستبسال قَلّ نظيرُه”.
وأكد الحية أن الاحتلال الإسرائيلي “لم ولن يهزم شعبَنا ومقاومتَه بفضل الله ومعيتِه، ولم يحقق سوى الخرابِ والدمارِ والمجازرِ بحق شعبِنا، ولم يأخذ أسراه إلا باتفاق مع المقاومة بوقف الحرب والعدوان وصفقة تبادل مشرفة”.
وشدد على أن صمود الشعب في غزة و”عظيمَ تضحياتِه وبسالةَ مقاومتِه قد أجهض وأفشل أهداف الاحتلال المعلنة والمستترة من هذه الحرب، ولا زالت إرادة شعبنا حرةً أبية نقية، لا تشوبها شائبةٌ من تخاذل أو ضعف، بل بقي عزيزاً شامخاً حتى آخر لحظة بفضل الله”.
ووجّه رئيس حركة (حماس) في قطاع غزة التحية والشكر لكل “من وقف معنا ومع شعبنا ومقاومتِنا في اللحظات القاسية”، خاصة في جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وإيران.
كما وجّه التحية “إلى الوسطاء الذين بذلوا جهوداً مُضنية وجولاتٍ متعددة من المفاوضات منذ اليوم الأول، للوصول إلى وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا، ونخص منهم الإخوةَ في دولة قطر الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة”.
وأشار إلى “المواقف المضيئة للعديد من الدول التي وقفت معنا في مختلف الميادين: الإخوةَ في تركيا وجنوب إفريقيا والجزائر وروسيا والصين وماليزيا وإندونيسيا وبلجيكا وإسبانيا وإيرلندا، وأحرارَ العالم”، وإلى “كلَ من وقف معنا بالكلمة والقلم والصوت والصورة، والمَسِيرة والمظاهرة، وسلاحِ المقاطعة، وبالجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني، ورفع صوتَه ضد العدوان والظلم، على مستوى المنطقة والعالم، أولئك الأحرار الذين كسروا مؤامرة الصمت وفضحوا جرائم الاحتلال ضد الإنسانية في غزة، وأدركوا حقيقة المشهد”.
وأكد الحية أهمية التضامن والتعاطف في المرحلة المقبلة خلال إعادة إعمار قطاع غزة، وبنائه من جديد.