حوادث و قضايا

عندما تتحول ”المساكنة” إلى وسيلة رخيصة للفت الانتباه على مواقع التواصل | مصر اليوم

في زمن أصبحت فيه الشهرة هدفًا يسعى إليه البعض بأي وسيلة، تتكرر أمامنا مشاهد وتصريحات صادمة على منصات التواصل الاجتماعي، تتعمد فيها بعض الشخصيات المثيرة للجدل كسر التقاليد والقيم المجتمعية من أجل حصد الإعجابات والمتابعين. من بين هذه الظواهر، خرجت مؤخرًا “الموديل آية خيري” بتصريح استفزازي مفاده أنها لا تمانع “المساكنة” ولكن بشروط، وهي تصريحات أرفقتها بصورة بملابس جريئة أثارت جدلاً واسعًا.

نموذج صارخ لاستغلال وسائل التواصل لنشر مفاهيم دخيلة على المجتمع

هذه التصريحات ليست مجرد رأي شخصي عابر، بل نموذج صارخ لاستغلال وسائل التواصل لنشر مفاهيم دخيلة على المجتمع العربي، واستخدام الجسد والجدل الأخلاقي كأداة للفت الأنظار والركوب على موجة “الترند”، حتى وإن كان ذلك على حساب الهوية الثقافية والدينية.

تحديًا صارخًا لقيم الأسرة والأخلاق، تحت شعار “الحرية الشخصية”

إن ما قامت به الموديل من طرح لفكرة المساكنة، التي تعني إقامة رجل وامرأة معًا دون زواج، مرفوض اجتماعيًا ودينيًا، ويُعد تحديًا صارخًا لقيم الأسرة والأخلاق، تحت شعار “الحرية الشخصية”. والأخطر من ذلك، هو توظيف هذا الخطاب بصيغة مغرية تستدرج فئة من الشباب الباحثين عن الانفلات تحت غطاء “العصرية”، مما يُشكّل خطرًا على وعي المراهقين الذين يعتبرون هذه النماذج قدوة.

ومن الناحية النفسية والاجتماعية، فإن تقديم نموذج الفتاة التي تروج لعلاقات غير شرعية بصفتها شيئًا طبيعيًا “إذا توفرت شروط الاحترام والولاء” هو خطاب خادع يتجاهل تبعات هذه العلاقات على المستوى النفسي والعاطفي، خاصة للمرأة. فالمساكنة ليست فقط تفريطًا في الكرامة، بل أيضًا في الأمان الاجتماعي والقانوني، حيث لا حقوق مضمونة ولا مسؤولية ملزمة.

ممارسات تشوه المرأة المصرية وتجعل منها سلعة

كما يجب التنبيه إلى أن هذه الممارسات الإعلامية تسهم في تشويه صورة المرأة العربية والمصرية تحديدًا، وتؤدي إلى تسليعها على أنها مجرد جسد قابل للعرض مقابل متابعات وتعليقات، في الوقت الذي تناضل فيه الآلاف من النساء من أجل الارتقاء بالعلم والعمل والقيم.

ما يحدث هو انحراف عن الغاية الحقيقية للإعلام الرقمي، الذي يفترض أن يكون أداة للتنوير والوعي، لا منصة للانحدار الأخلاقي والتشجيع على التمرد على القيم بحجة “الصراحة” أو “التجربة”.

نماذج تدمير المجتمع

الشهرة الحقيقية لا تُبنى على الخدش والإثارة، بل على المضمون والقيمة. وعلى المجتمع بكل أطيافه – الأسرة، المؤسسات التعليمية، الإعلام – أن يواجه هذا التيار بتعزيز الوعي النقدي والتمسك بالقيم التي تحفظ كرامة الإنسان وتحقق له الأمن النفسي والاجتماعي. كما ان : الحرية مسؤولية، ومن يتحدث في العلن عليه أن يدرك أن كلماته قد تصنع نموذجًا أو تهدم أسرة.

uk]lh jjp,g ”hglsh;km” Ygn ,sdgm vodwm ggtj hghkjfhi ugn l,hru hgj,hwg | lwv hgd,l
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي