آلاف الذخائر التي أسقطها سلاح الجو على غزة لم تنفجر – قناة مصر اليوم
على خلفية التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مقتل 3 من جنوده في عملية للمقاومة الفلسطينية استهدفت دبابة في بيت حانون شمال قطاع غزة قبل أيام بعبوة ناسفة، تسود تقديرات باستخدام متفجرات ألقتها الطائرات الإسرائيلية على القطاع ولم تنفجر.
وفي تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أشارت إلى أن عدد لا بأس به من الذخائر والصواريخ التي أطلقها الجيش لم تنفجر، موضحة أنه لا يمكن تحديد موقعها ولا يمكن الوصول إليها جميعا، ما يترك المجال أمام عناصر المقاومة في القطاع بالوصول إليها واستغلالها.
وأكدت أن هذه الحادثة ليست الأولى من هذا النوع حيث سبق وأن نفذت المقاومة الفلسطينية في غزة عدة عمليات باستخدام ذخائر إسرائيلية لم تنفجر.
ليست الأولى
ولفتت القناة إلى أن من بين تلك العمليات تلك التي حدثت في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2024، عندما نفذت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو هجومًا روتينيًا في منطقة البريج، ولم تنفجر إحدى القنابل التي يبلغ وزنها 250 كيلوغراما وبقيت الطائرة في الميدان، والتي استطاع عناصر حماس من الوصول إليها وقاموا بنصب كمين في الموقع انتظارا لوصول قوات الجيش الإسرائيلي.
وبعد وقت ليس بطويل، خرجت قوات مدرعة وهندسية من اللواء 14 لمداهمة المنطقة، وكانت لديهم معلومات حول القذيفة التي لم تنفجر، حيث تم الدفع بفرقة هندسية للتعامل معها، وخلال العملية انفجرت القذيفة ما أدى لتدمير جرافة (D9) وإصيب جنديان.
آلاف القذائف
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن استخدام الذخائر والقنائل التي لم تنفجر بات أمر لا يفاجئ الجيش، مشيرة إلى أنه منذ بدء الحرب على غزة ألقى جيش الاحتلال عشرات الآلاف من الذخائر على القطاع، وبعضها يزن طنا.
وأشارت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أسقط وحده ما يقرب من 30 ألف قنبلة منذ بداية الحرب.
جنود إسرائيليون يطلقون قذائف الهاون على قطاع غزة في جنوب إسرائيل – رويترزوبرغم أن الجيش الإسرائيلي لا ينشر بيانات رسمية حول الأمر، إلا أن التقديارت تشير إلى أن ما يقرب من 10% من القذائف سقطت دون انفجار.
وتابعت القناة أن حوالي 40% من القذائف التي سقطت على غزة منذ بداية الحرب هي «قنابل غبية»، بحد وصف التقرير، أي أنها ليست ضمن القنابل الذكية.
واستطردت أن شحنات ضخمة من الذخائر والأسلحة وصلت لإسرائيل من الولايات المتحدة، وغيرها، ولكن ثبت أن تلك الذخائر بها مشاكل تتسبب بنسب عالية من الأعطال، وذات الشيء ينظبق على قذائف الهاون والمدفعية والدبابات.
إعادة استخدام
وقال مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي للقناة 12 إن هناك آلاف الذخائر التي سقطت ولم تنفجر في غزة، وأن عدد ليس بالقليل منها عبارة عن قنابل يزن الطن والتي أسقطتها طائرات مقاتلة تابعة للسلاح الجو، موضحين أن عناصر حماس تستخدم هذه الذخائر لتصنيع العبوات الناسفة.
وفي أغلب الأحيان، لا يستطيع طيارو سلاح الجو الإسرائيلي التأكد من أن القذائف التي أسقطوها قد انفجرت، بسبب الارتفاع ومدى إلقاء القذائف وإطلاق الصورايخ عليها (بحسب التقرير).
في بعض الأحيان تتلقى القوات البرية معلومات حول صاروخ أو عبوة موجودة في القطاع الذي من المقرر أن تعمل فيه أو تشن هجومًا عليه، لكن في حالات قليلة خاصة في الأشهر الأخيرة، يصل إليها عناصر حماس ويزيلون المواد المتفجرة من تلك المناطق لإعداد العبوات الناسفة، أو حتى يحولونها إلى كمين لقوات جيش الاحتلال.
وأوضح ضابط في سلاح الهندسي الإسرائيلي أن في القنابل بشكل عاك يتواجد 45% إلى 50% من المواد المتفجرة، وتقوم عناصر حماس باستخراج تلك المواد من القذائف ويصنعون منها عبوات ناسفة أخرى، مؤكداً أن عناصر المقاومة اكتسبت خبرة في هذا الأمر.
«مشكلة عالمية»
وفي نهاية التقرير، أكدت القناة 12 أن سقوط الذخيرة دون انفجارها يعتبر مشكلة عالمية وليست مشكلة إسرائيلية فقط. حيث تظل تلك الذخائر فوق وتحت الأرض لسنوات طويلة وتودي بحياة المئات من المواطنين، بينهم أطفال.
وأشارت إلى حرب لبنان الثانية، حيث أودت الذخائر الإسرائيلي التي لم تنفجر إلى مقتل العديد من الأطفال في لبنان.
وأوضحت أن المنظومة الأمنية بحاجة إلى معالجة هذا الأمر بسبب الانتقادات الدولية الشديدة التي تتلقاها إسرائيل، خاصة أن الانتقادات اشتدت خلال العام الماضي.