تقرير إسرائيلي: هكذا اخترقت حماس جدار أمن الاحتلال خلال سنوات قبل طوفان 7 أكتوبر
المعلومات التي جمعتها حماس تعكس “جيشا منظما بكل معنى الكلمة”
30/12/2024–|آخر تحديث: 30/12/202411:15 AM (بتوقيت مكة المكرمة)
كشفت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأحد، عن تحقيق يتضمن معلومات استخبارية عُثر عليها في أجهزة حاسوب تابعة لعناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأظهرت هذه المعلومات أن الحركة، بقيادة يحيى السنوار، خططت بشكل دقيق ومنهجي لتنفيذ هجومها على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن ذلك التخطيط استمرّ سنوات عديدة بدأت منذ عام 2016.
اختراق أنظمة وأجهزة حاسوب حساسة
ووفقًا للتحقيق، جمعت حماس معلومات استخبارية واسعة النطاق عبر اختراق أجهزة حاسوب في مستوطنات غلاف غزة، وشملت هذه البيانات تسجيلات من كاميرات المراقبة، ومستندات تحتوي على معلومات أمنية حساسة.
وتمكّنت حماس من التغلغل في الأنظمة الداخلية لرؤساء السلطات المحلية، وضباط الأمن، وحتى السكان العاديين؛ مما أتاح لها مراقبة دقيقة ومستمرة للأوضاع.
وصرّح شالوم بن حنان، المسؤول السابق في جهاز الشاباك، بأن المعلومات التي جمعتها حماس تعكس “جيشًا منظمًا بكل معنى الكلمة”.
وأضاف أن مستوى التفاصيل ودقة المعلومات كانا مفاجئين، حيث تضمّنت ملفات استهداف دقيقة لكل بلدة، مع تقييمات لخطط الهجوم على كل منها.
اختراق كاميرات المراقبة
وتمكّنت حماس من اختراق كاميرات المراقبة التي كانت ترصد الأحداث في نقاط حيوية ببلدات الغلاف. وأظهرت التحقيقات أن هذه الصور لم تُرسل فقط إلى مراكز القيادة المحلية، بل وُجّهت أيضًا إلى مراكز القيادة التابعة لحماس. ومكّن هذا الاختراق الحركة من متابعة الأنشطة اليومية والتخطيط لهجماتها.
وإلى جانب الكاميرات، تمكنت حماس من اختراق أجهزة الحاسوب الخاصة برؤساء المجالس المحلية وضباط الأمن. وتضمّنت البيانات المسروقة قوائم بأسماء الضباط وأرقام هواتفهم، إضافة إلى مراسلات إلكترونية تحتوي على طلبات أمنية وتعليمات لتحسين التحصينات.
خطة طويلة الأمد
وتشير الوثائق إلى أن يحيى السنوار بدأ التخطيط للهجوم منذ عام 2016، حيث ركّز على جمع معلومات دقيقة عن الأهداف في البلدات الإسرائيلية.
وأظهرت وثيقة تعود إلى عام 2020 أن حماس حصلت على عناوين “المعرّف الرقمي” (IP) لجميع كاميرات المراقبة في المنطقة؛ مما سمح لها بمراقبة كل التحركات في المناطق المستهدفة.
وركزت خطة حماس على استهداف الأماكن العامة مثل العيادات، ورياض الأطفال، ومراكز الشرطة، إضافة إلى ملاحقة المسؤولين المحليين.
وأظهرت وثيقة من عام 2016 تفاصيل دقيقة عن مواقع حساسة مثل المدارس، والمراكز الأمنية، وحتى منازل المسؤولين.
تنفيذ الهجوم
وفي السابع من أكتوبر، نفذت حماس هجومها المنظم مستفيدة من البيانات التي جمعتها على مدار سنوات. واستهدفت الهجمات مناطق حيوية مثل كيبوتس بئيري، وسديروت، وأوفكيم؛ مما يعكس مستوى عاليا من الاستعداد والاختراق الأمني.
وأكد الخبراء الأمنيون أن هذا الاختراق يشير إلى مستوى غير مسبوق من التحضير والتنظيم من قبل حماس، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية لمواجهة التهديدات المستقبلية.
المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام إسرائيلية