منوعات

جثة وبركة دماء وسط الشارع.. حكاية مقتل الأسطى روشه في أتوبيس برطس | أغرب القضايا

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين

0:00

لم يدرٍ “عمرو” أن عتابه لأحد الرُكاب على وضع قدماه خلف “كرسي السواق” ستكلفه الفصل الأخير في حياته داخل موقف “برطس” بشكل مأساوي.

جثة وبركة دماء وسط الشارع.. حكاية مقتل الأسطى روشه في أتوبيس برطس

قبل مغيب شمس؛ قصد “عمرو” الشهير بـ “عمرو روشه” عمله المُعتاد على أتوبيس أجرة خط “إمبابة – المناشي” كونه “سائق وردية” بعد إصلاح الأتوبيس الذي تعرضه لحادث تصادم على طريق الوراق “قعد 3 أيام يصلح فيه وصاحبه رن عليه قاله اطلع جربه” تقولها الأم.

حمل “عمرو” (25 عامًا)، ركَابه من “إمبابة” بعد أن انتظر دوره في الموقف، وبينما في طريق عودته صعد راكب في منقطة “صقيل” فيما وضع قدماه خلف “كرسي السائق” وحينها شاهده “عمرو” وطلب منه “بعد اذنك نزل رجلك” إلا أن الراكب أبدى غضبه “هو أنا حطيتها فوق دماغك”.

كلام الأخير لم يقبله “عمرو” بالرضا حتى تناكفا سويا، لكن “هاني” -صديق السائق- تدخل للم الشمل، حينها هاتف الراكب شقيقه “تعالى عند البنزينة انا بتخانق”، دون أن يفصح له عما جرى -حسبما قال “هاني” أحد شهود العيان بالواقعة-.

وصل أتوبيس “عمرو” إلى محطته الأخيرة “برطس”، حينها كان القدر ينتظره “لقينا الواد اللي راكب معانا نزل جري على العصارة جاب قزازة عايز يعور عمرو”، وتدخل شقيق الراكب حينها وضرب “عادل” تباع الأتوبيس ثم كال للسائق بعدة طعنات في الرقبة والبطن بسكين أخرجها من طي ملابسه: “أخويا لما وقع الناس كلها كانت واقفة بتتفرج عليه” . تقولها رضا شقيقة الضحية.

التاسعة إلا ربع، هاتفت “فاطمة” زوجها “عمرو” كالعادة للاطمئنان عليه، لكن دون جدوى، حاولت مجدداً إلى أن رد عليها “عادل” -تباع الأتوبيس- باكيًا “عمرو متعور في رقبته وطلعنا بيه على الطواريء”، هرولت الزوجة الشابة إلى مستشفى الساحل بعد أن أخبرت والده ” الدكاترة قالوا الحالة كانت صعبة و حولناها لمستشفى تاني”، تحكي الأم.

حاول “هاني” و “عادل” إنقاذ ” عمرو” من الموت، وذهبا به إلى مستشفى أوسيم العام لكنه فارق الحياة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وفق تقرير الطبي المبدئي.

4 ليالٍ قضاها “عمرو” داخل ثلاجة الموتى بمشرحة زينهم، وعقب انتهاء الإجراءات القانونية، شُيع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة، فيما ألقت أجهزة الأمن القبض على الجناة، حيث كانت كاميرات المراقبة دليلاً قاطعا أمام رجال البحث الجنائي، لفك طلاسم الجريمة “ابني وقع قدام المحل والراجل جه شال الكرسي وسابه غرقان في دمه”، تواصل الأم.

داخل موقف “برطس” الكُل يتحاكى عما حدث للسائق الشاب :”بقاله 7سنين على السكة .. الناس كلها بتشهد على أخلاقه” يقولها محمد أحد سائقي الموقف، يقطع حديثه آخر: “لو حد منا كان موجود مكنش حاجة حصلت.. كل الناس كانت واقفة تتفرج عليه وهو بيتضرب بالسكينة”.

قبل عام مضى، تزوج “عمرو” (25 عامًا) من محبوبته “فاطمة” داخل شقة مستأجرة في “برطس” بعد خطبة دامت قرابة الـ 6 أشهر، “شافني في الأتوبيس وكان عارف ابن خالتي وجه اتقدملي” تحكي فاطمة ثم تصمت قليلاً: “لسه متجوزين من 7 شهور، وكان قاعد في البيت بقاله كذا يوم.. ويوم الواقعة قال أطلع أجيب مصاريف البيت”.

الضحية امتهن النجارة منذ أن كان طفلاً، لم يكن يشارف الثانية عشر من عمره حتى عمل مع والده في الأخشاب، لكن مشقتها كان عائقًا أمام الصبي فتركها وعمل داخل “بنزينة” من أجل إعانة والده بعد أن ترك تعليمه رفقة أشقائه البنات الأربعة: “أبويا طلعنا كُلنا من التعليم عشان الظروف” ـ تستطرد “رضا” حديثها.

داخل شقة “عمرو” يجلس الأب ومن حوله بناته و “فاطمة”، الحزن يغلب النجار الذي شارف عامه الخمسين، وأخذ يتذكر آخر حديث لنجله: “كان عكازي اللي بتسند عليه.. بيساعدني اليوم بيومه عشان نستر أخته”. يحكي الأب.

تطُالب الأم المكلومة القصاص لابنها “جنازته كانت زفة عريس، وزي ما قتلوا ابني الوحيد في ميدان عام .. عايزاهم يتعدموا في ميدان عام”.

وجدد قاضي المعارضات بمحكمة شمال الجيزة الإبتدائية، حبس المتهمين بقتل “عمرو” 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وطالب بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.

زر الذهاب إلى الأعلى