الرحمن الرحيم الخالق – أموالي
تفسير سورة الرحمن من السور المكية، وعدد آياتها 78. سُميت السورة باسم “الرحمن” نسبةً إلى اسم الله الذي بدأ به السورة، حيث يتجلّى فيها ذكر نعم الله الكثيرة التي أنعم بها على البشر والجنّ، وتذكيرهم بفضله ورحمته.
التفسير الإجمالي:
الآيات 1-4: تبدأ السورة بتعظيم الله تعالى وذكر اسمه “الرحمن“، الذي علّم القرآن وخلق الإنسان وعلّمه البيان، مما يبرز عظمة الخلق وتعليم الله للبشر.
الآيات 5-13: تذكر الآيات مظاهر قدرة الله في خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والنباتات. وتوضح أنّ كل هذه المخلوقات مسخّرة بأمر الله، وهي دليل على وحدانيته وعظمته.
الآيات 14-25: يتحدث الله عن خلق الإنسان من الطين وخلق الجن من نار. ثم تتناول الآيات نعم الله على المخلوقات في الأرض وفي البحر، مثل الجبال والأنهار والبحار.
الآيات 26-30: تبيّن هذه الآيات أن كل ما على الأرض فانٍ، ولا يبقى إلا وجه الله ذو الجلال والإكرام. وتُذكّر بأن الله يُسأل كل يوم عمّا يريد من تدبير الكون ومخلوقاته.
الآيات 31-45: تكرّر الآيات خطاب الله للجن والإنس، تُذكّرهم بنعم الله وتحذّرهم من عاقبة إنكارها. ثم تصف الآيات مشاهد العقاب في يوم القيامة لأولئك الذين يكذّبون بآيات الله.
الآيات 46-78: تختتم السورة بوصف نعيم الجنة وما أعدّه الله لعباده المؤمنين، من جنات وأزواج مطهّرة ونعيم لا ينقطع. وتكرّر الآيات الثناء على الله وذِكر فضله ورحمته.
تتخلّل السورة آية تتكرّر كثيرًا وهي: “فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”، وهي سؤال توبيخي لكل من الجن والإنس على إنكارهم لنعم الله.
المحور الرئيسي:
سورة الرحمن تعنى بتذكير الناس والجن بنعم الله المتعددة التي تشمل كل مناحي الحياة، وتبرز قدرة الله في خلق الكون، مع توجيه الإنذار للمكذبين وبيان جزاء المؤمنين يوم القيامة.
خاتمة أهداف سورة الرحمن تتمثل في تذكير الإنسان والجن بنعم الله العظيمة التي لا تُعد ولا تُحصى، من مظاهر الطبيعة إلى الهداية بالقرآن الكريم. السورة تدعو للتأمل في هذه النعم والاعتراف بها، وتحث على الشكر والامتنان لله، إذ تكرار الآية: “فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” يعزز هذا التذكير المستمر. كما تسلط الضوء على الفرق بين عاقبة المكذبين وجزاء المؤمنين في يوم القيامة، مما يدفع إلى التفكر في الآخرة والاستعداد لها من خلال العمل الصالح والاعتراف بوحدانية الله وكماله.