منوعات

المعارضة السورية تواصل تقدمها.. 22% من أراضي البلاد تحت سيطرتها

أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

0:00

تستمر الأوضاع في سوريا في التحول بشكل متسارع، حيث أظهرت بعض الوكالات الإعلامية أن قوات المعارضة السورية المسلحة تمكنت مؤخرًا من توسيع نطاق سيطرتها بشكل ملحوظ. 

ووفقًا لهذه المعطيات، تسيطر المعارضة الآن على 40 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية، ما يعادل حوالي 22% من إجمالي مساحة البلاد، وهي نسبة تعكس زيادة كبيرة في رقعة نفوذها مقارنةً بما كانت تسيطر عليه في الماضي.

التوسع العسكري للمعارضة السورية  

قبل انطلاق عمليات “ردع العدوان” و”فجر الحرية”، كانت المعارضة السورية تسيطر على ما يقارب 11% من مساحة سوريا. ومع انطلاق العمليات العسكرية في 27 نوفمبر الماضي، تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من مضاعفة هذه المساحة، لتستعيد السيطرة على العديد من المناطق الحيوية في شمال ووسط البلاد. من أبرز هذه المناطق مدينة إدلب وريفها، وكذلك أجزاء واسعة من مدينة حلب باستثناء الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة القوات الكردية. كما أن الاشتباكات مستمرة في بعض المناطق من ريف حماة، مما يعكس تصاعد الأعمال العسكرية في هذه المناطق.

وخلال عمليات “ردع العدوان” و”فجر الحرية”، تمكنت المعارضة من استعادة السيطرة على عدة مطارات ومواقع عسكرية استراتيجية. من بين هذه المواقع الهامة، مطار حلب الدولي، ومطار منغ العسكري، ومطار أبو الضهور العسكري، بالإضافة إلى مطار كويرس. كما سيطرت الفصائل على مواقع عسكرية هامة أخرى مثل معامل الدفاع وكليات عسكرية، مما يعزز قدرتها على مواجهة قوات النظام السوري وحلفائه. في تطور بارز، دخلت قوات المعارضة إلى مدينة حلب في 6 ديسمبر، وتمكنت من السيطرة على معظم أحياء المدينة والمواقع الرئيسية فيها، بما في ذلك مبنى المحافظة، ومراكز الشرطة، وقلعة حلب التاريخية.

وأوضح الناطق باسم غرفة عمليات “الفتح المبين” حسن عبد الغني أن العمليات العسكرية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، من أهمها كسر مخططات النظام السوري وحلفائه، بالإضافة إلى توجيه ضربة استباقية لمواقع قوات النظام والميليشيات التابعة لها. كما أن العملية تهدف إلى الدفاع عن المدنيين، وتأمين المناطق المحررة، بالإضافة إلى إعادة المهجرين إلى ديارهم. وأكد عبد الغني أن العمليات تهدف أيضًا إلى الحد من الهجمات المتكررة من قبل النظام على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة باستخدام القصف المدفعي والصاروخي.

ومع استمرار الاشتباكات في مختلف أنحاء سوريا، يزداد التوتر على الأرض، حيث تتواصل المعارك في مناطق حيوية مثل حلب وريف حماة، بينما تظل سيطرة المعارضة على إدلب من أبرز المكاسب الإستراتيجية التي حققتها في الأشهر الأخيرة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تشهد الساحة السورية المزيد من التطورات العسكرية في ظل العمليات المستمرة واشتداد الصراع بين قوات المعارضة والنظام السوري.

وتظل سوريا تشهد حالة من عدم الاستقرار الشديد نتيجة للأوضاع العسكرية المعقدة، فيما تسعى قوات المعارضة المسلحة إلى توسيع نفوذها على حساب قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران وروسيا. مع تقدم العمليات العسكرية، يظل من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التحولات على التوازن العسكري والسياسي في البلاد على المدى الطويل.

وصف د. خالد الشنيكات، رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الوضع في سوريا بالغموض والتغير السريع، مشيرًا إلى أن سيطرة فصائل المعارضة على حلب أحدثت تحولات كبيرة في المشهد العسكري والسياسي، لا سيما بعد معركة “طوفان الأقصى”. كما أشار إلى أن إيران تعرضت لتقييد في وصولها إلى سوريا نتيجة للهجمات على مستشاريها العسكريين، بينما يعاني حزب الله من إرهاق نتيجة حربه مع إسرائيل، مما يقلل من قدرته على الاستمرار في سوريا. وأضاف أن تركيا تتسم بالحذر رغم أهدافها في عودة اللاجئين وضبط الحدود، بينما لا تزال العلاقة مع دمشق غير واضحة.

بالنسبة للموقف الروسي، أكد الشنيكات أن تورط روسيا في الحرب الأوكرانية قد أثر سلبًا على وجودها في سوريا، مما دفعها لتقليص قواتها هناك. فيما يتعلق بالولايات المتحدة، أوضح أن واشنطن لم تتوصل بعد إلى توافق مع النظام السوري، وهي تمارس دورًا مزدوجًا، مستهدفة تنظيم القاعدة والصراع مع الميليشيات الموالية لإيران. وأكد أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة تراقب الوضع وتنسق مع إسرائيل لضمان أمنها، مما يؤثر على سياستها تجاه سوريا.

من جانبه، قال المحلل السياسي، الدكتور خالد الشنيكات، إن سيطرة فصائل المعارضة على حلب أحدثت تحولات كبيرة في المشهد العسكري والسياسي، لا سيما بعد معركة “طوفان الأقصى”. 

وأشار الشنيكات في تصريحات لـ “مصر اليوم”، إلى أن إيران تعرضت لتقييد في وصولها إلى سوريا نتيجة للهجمات على مستشاريها العسكريين، بينما يعاني حزب الله من إرهاق نتيجة حربه مع إسرائيل، مما يقلل من قدرته على الاستمرار في سوريا. وأضاف أن تركيا تتسم بالحذر رغم أهدافها في عودة اللاجئين وضبط الحدود، بينما لا تزال العلاقة مع دمشق غير واضحة.

وأكد أن تورط روسيا في الحرب الأوكرانية قد أثر سلبًا على وجودها في سوريا، مما دفعها لتقليص قواتها هناك. فيما يتعلق بالولايات المتحدة، أوضح أن واشنطن لم تتوصل بعد إلى توافق مع النظام السوري، وهي تمارس دورًا مزدوجًا، مستهدفة تنظيم القاعدة والصراع مع الميليشيات الموالية لإيران. وأكد أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة تراقب الوضع وتنسق مع إسرائيل لضمان أمنها، مما يؤثر على سياستها تجاه سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى