«الصناعات الغذائية»: صادرات التمور لا تتناسب مع حجم الإنتاج الضخم

قالت الدكتورة مايسة حمزة، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إن صناعة التمور تمثل أحد المحاور الاستراتيجية التى تمتلك مصر فيها ميزات تنافسية قوية سواء من حيث وفرة الإنتاج وجودة الأصناف حيث تعتبر مصر أكبر الدول المنتجة حيث يبلغ حوالى ١.٨٧ مليون طن أى ما يعادل ١٩.٣٪ من الإنتاج العالمى تليها السعودية ١.٦٤ مليون طن.

أضافت حمزة خلال ندوة متخصصة للغرفة بعنوان «صناعة التمور بين الواقع والمأمول» أن الصادرات المصرية بلغت فى عام ٢٠٢٤ نحو ١٠٥.٦ مليون دولار، ويتوقع أن يصل حجم سوق التمور العالمى إلى ١٨.٧٦ مليار دولار بحلول عام ٢٠٢٩ بمعدل نمو سنوى ملح يبلغ ٣.٢٧٪ علمًا بأن حجم صادرات مصر لا يعبر عن موقع مصر من الإنتاج العالمى الذى تحتل فيه المركز الأول لأسباب تتعلق بنوعية الأصناف التى تطلبها الأسواق العالمية ولذلك اتجهت مصر إلى زراعة الأصناف ذات الجودة العالية مثل تمر المجدول والبارحى.

أوضحت أن سوق التمور العالمى يشهد تحولات ملحوظة مدفوعة بتغيرات فى أنماط الاستهلاك والتكنولوجيا والسياسات الزراعية ومن أبرز هذه الاتجاهات الطلب المتزايد على التمور كوجبة صحية ونمو التجارة الإلكترونية.

شارك فى الندوة نخبة من خبراء الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والتصدير وسلامة الغذاء، بهدف تقييم الوضع الراهن لصناعة التمور فى مصر واستكشاف فرص النمو والتصنيع وتعظيم القيمة المضافة.

وحسب المدير التنفيذى للغرفة أطلقت دول مثل السعودية منصات رقمية لتسويق التمور عالميًا مما سهل وصول المنتجين إلى أسواق جديدة بالإضافة إلى الاستثمار فى البحث والتطوير حيث يوجد تركيز متزايد على تحسين تقنيات الزراعة والتعبئة وسلاسل التبريد بخلاف تنوع الاستخدامات الصناعية، وأكدت المدير التنفيذى لغرفة الصناعات الغذائية أنه وعلى الرغم من ذلك لا يزال هناك الكثير من التحديات التى تعوق تعظيم الاستفادة من هذا القطاع وتحقيق القيمة المضافة المرجوة.

أكد الدكتور أمجد القاضى، المدير التنفيذى لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعى بوزارة الصناعة أن مصر تعمل على تطوير سلسلة القيمة وتعظيم القيمة المضافة والابتكار فى تصنيع التمور حيث يوجد حوالى ١٤٢ منشأة صناعية مرتبطة بالتمور ومصنعاتها.

أوضح أن قطاع التمور يحظى باهتمام القيادة السياسية ولدينا استراتيجية للتوسع فى زراعة الأصناف التصديرية ولدينا حوالى ٧ مليون نخلة من مختلف الأصناف على رأسها مزرعة توشكى المسجلة بموسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر مزرعة نخيل فى العالم.

أوضح أن لدينا فى مصر ٥ مواصفات قياسية آخرها مواصفة المجدول، وبلغ عدد محطات التعبئة والمصانع أكثر من ١٤٣ مصنع، وأضاف أننا حققنا أعلى صادرات تزيد عن ١٠٥ ملاين دولار صادرات تمور بحجم صادرات ٨٨ ألف طن إلى ٨٦ دولة وتقدمنا من المركز الـ١٢ إلى الخامس والثانى أفريقيًا بعد تونس، ودعا القاضى إلى ضرورة تعظيم القيمة المضافة بالتصدى لأسباب الفقد وانخفاض القيمة والحفاظ على جودة التمور من خلال رفع كفاءة التبريد والنقل المبرد واتباع أساليب متطورة لتسليم التمور وفرز وغسيل وتجفيف التمور وبطرق التخزين والتعبئة والتغليف بصفة عامة بالإضافة إلى التخلص من العيوب واستخدام طرق حديثة فى التصنيع والنقل والتخزين والتداول للحفاظ على الجودة وتقليل الفاقد.

وأكد على أهمية تطوير منظومة التعبئة والتغليف وتطوير الإنتاج المحلى لخطوط الإنتاج وتصديرها ورفع كفاءة الموارد البشرية وتدريبها وفتح قنوات تسويقية جديدة ووسائل التجارة الإلكترونية وتوعية المجتمع بالقيمة الغذائية والصحية للتمور ومصنعاتها، وأوصى بضرورة إعداد دراسات تسويقية متطورة لزيادة الصادرات وإنشاء علامات تجارية وفتح أسواق جديدة وتفعيل الاتفاقيات التجارية الدولية وتشجيع وتحفيز المصدرين المصريين والاهتمام بالمناطق الصناعية والاهتمام بتعظيم القيمة المضافة للتمور ومنتجاتها ومصنعاتها بصفة عامة وتعمل على توفيره على مدار العام وتمد من فترة صلاحية الغذاء وتوفير منظومة النقل واللوجستيات والبحث والتطوير من أجل زيادة القيمة المضافة وخفض الفاقد وتطوير مصانع التمور وإنشاء التلاجات والتعاون مع القطاع الخاص وتشجيع إنشاء كيانات فى مجال إنتاج التمور بالقرب من مراكز الإنتاج والاهتمام بالتعبئة والتغليف وخطوط الإنتاج ورفع كفاءة الموارد البشرية.

وأكد الدكتور رضا عبد الجليل مدير الإدارة الفنية بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أن هناك مقترحات لإنشاء مواصفات خاصة بالمنتجات المصنعة من التمور وأى منتج غذائى وأننا ندعو كافة العاملين فى قطاع التمور بإرسال مقترحاتهم وبدورنا فى الغرفة نتواصل مع هيئة المواصفات والجودة بعمل تطوير وتحديث مواصفات جديدة لقطاع التمور ومختلف المنتجات الغذائية.

أما الدكتور خالد ناجى، خبير هندسة التصنيع والتعبئة والتغليف بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، فيرى أهمية تعظيم دور التعبئة والتغليف فى حفظ وتسويق التمور، مشيرًا إلى أن حجم الإنفاق العالمى على التعبئة والتغليف تجاوز ١٥٠٠ مليار دولار سنويًا، وفى مصر فإن قيمة صناعة التعبئة والتغليف تتجاوز ٨ مليارات سنويًا، علاوة زيادة الوعى العالمى أصبحت التعبئة جزءًا أساسيًا من عملية التسويق.

أكد أن منظومة التعبئة والتغليف لها دور فى ضبط الجودة وظهرت طرق جديدة منها التعبئة الذكية والتى أصبحت أساسًا فى عملية التصدير من خلال اختيار المادة الخام الذكرى المناسبة والطريقة الصحيحة وفقًا لمعايير تتعلق بالسلامة والصحة.

قال المهندس خالد الهجان، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن الطلب العالمى على التمور فى تزايد مستمر ولابد من تطوير المنتجات للاستفادة من الفرص المتاحة، مشيرًا إلى أن العالم ينتج ١٢ مليون طن من المتوقع أن تزيد إلى ١٦ مليونًا فى ٢٠٤٠ وسنصل إلى ضعف الإنتاج وبالتالى نحتاج إلى زراعة ١٠٠ مليون نخلة لتغطية الفجوة المتوقعة. أكد تميم المسؤول نائب مدير المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، أن لدينا خططًا لعمل طفرة فى صادرات قطاع التمور ولدينا الفرص بالفعل والبداية بتعاون العاملين بالقطاعات فى المقام العينة وتطبيق نموذج العمل فى مجال الفراولة والذى بدأ منذ ٢٠١٣ بالتوازى مع قطاع التمور بصادرات لم تتجاوز ٤٠ مليون دولار واليوم وصلنا للعام الخامس أننا أكبر مصدر للفراولة المجمدة حيث حققنا ٣٦٠ مليون دولار ونستهدف ٤٠٠ مليون دولار حاليًا بينما نقف عند ١٠٠ مليون دولار صادرات لقطاع التمور مشيرًا إلى ضرورة عمل اجتماع من أصحاب المصلحة ممن يمثلون قطاع التمور والإنفاق على تنظيم القطاع من الداخل والعمل على النفاذ بقوة إلى أسواق التصدير.