حوادث و قضايا

أب يقتل طفليه أثناء عودتهما من درس تحفيظ القرآن في المنوفية | مصر اليوم

في جريمة مؤلمة هزّت أرجاء قرية “قويسنا البلد” التابعة لمحافظة المنوفية، استيقظ الأهالي على فاجعة لا تُصدق، بعدما أقدم أب على ارتكاب جريمة بشعة راحت ضحيتها طفلان بريئان، هما فلذتا كبده، حيث طعنهم بدمٍ بارد مستخدمًا سكينًا، ثم فرّ هاربًا، تاركًا وراءه صدمة لا تزال تلقي بظلالها على وجوه أهل القرية حتى اللحظة.

تفاصيل الواقعة

في ظهيرة يوم دامٍ، خرج الطفل حسن، 13 عامًا، وشقيقته مريم، 10 أعوام، كعادتهما اليومية، متجهين إلى درس تحفيظ القرآن الكريم داخل قريتهما الصغيرة، بصحبة شقيقهما الأصغر. لم يكن في مخيلتهم أن هذا اليوم سيحمل نهايتهم، ليس على يد غرباء، بل بيد من كان من المفترض أن يكون أول من يحميهم.. والدهم.

بعد انتهاء الدرس، وأثناء عودتهم إلى منزل جدتهم التي تكفلت برعايتهم بعد انفصال والدهم عن والدتهم، اعترض الأب طريقهم في أحد الشوارع الجانبية. لم يكن اللقاء لاحتضانهم أو حتى رؤيتهم بعد غياب، بل تحوّل إلى مأساة حقيقية. فقد استل سكينًا، ووجّه طعناته مباشرة إلى جسدي حسن ومريم، وسط صراخ وذهول شقيقهما الأصغر، الذي فرّ هاربًا وركض بأقصى سرعته نحو منزل الجدة يصرخ طلبًا للنجدة.

البلاغ وتحرك قوات الأمن

فور تلقي مركز شرطة قويسنا بلاغًا بالحادث، وجّه اللواء محمود الكموني، مدير أمن المنوفية، بسرعة انتقال قوات الشرطة إلى موقع الجريمة. وبالفعل، تم العثور على جثتي الطفلين وقد فارقا الحياة، متأثرين بعدة طعنات نافذة. تم نقلهما إلى مشرحة مستشفى قويسنا العام تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثمانين للوقوف على أسباب الوفاة.

القبض على الجاني واعترافات صادمة

لم يمر وقت طويل حتى نجحت جهود المباحث الجنائية، بقيادة فريق متخصص، في تحديد مكان اختباء الأب، وتمت مداهمته والقبض عليه، حيث بدا عليه الاضطراب لكنه لم يُنكر فعلته، واعترف أمام رجال الأمن قائلاً: “كنت عايز أخلص عليهم”. هذه الكلمات الباردة زادت من عمق الفاجعة، وأثارت تساؤلات حول الدافع الحقيقي وراء الجريمة.

النيابة تأمر بالتحريات

النيابة العامة فتحت تحقيقًا موسعًا في الواقعة، وأمرت بتكليف رجال البحث الجنائي بإجراء تحريات موسعة لكشف دوافع الجريمة، وملابسات ما إذا كان الأب يُعاني من اضطرابات نفسية، أو أن هناك خلافات أسرية دفعته إلى ارتكاب تلك الفعلة. كما طالبت النيابة بفحص العلاقة بين الأب والأبناء، وظروف الانفصال، وما إذا كان هناك تهديدات سابقة.

القرية تحت الصدمة

في شوارع القرية، لم يتوقف الهمس والذهول، حيث تساءل الجميع: “كيف لأب أن يذبح أبناءه؟!”، مؤكدين أن الأطفال كانوا معروفين بسيرتهم الحسنة وحبهم لتحفيظ القرآن. وقال أحد الأهالي: “كنا نراهم يوميًا يذهبون لدرس القرآن.. كانوا أطفالًا طيبين، لا نعرف كيف تحوّلت الأمور إلى هذه المأساة.”

الجنازة كانت مهيبة، شارك فيها المئات من أبناء القرية، وسط بكاء الأمهات، وذهول الأطفال، الذين شيّعوا أصدقاءهم إلى مثواهم الأخير.

الطفل الناجي.. شاهد على المأساة

الناجي الوحيد، وهو الشقيق الأصغر، لم ينطق بكلمات كثيرة، لكنه يعيش اليوم في صدمة نفسية عميقة. عيونه تحكي ما لا يمكن التعبير عنه بالكلام. فقد شهد الجريمة، ورأى شقيقيه يُقتلان أمام عينيه، على يد من يُفترض أن يكون الأب الحامي لا القاتل.

بينما يستكمل فريق التحقيق أعماله لكشف كافة ملابسات الحادث، تبقى قرية “قويسنا البلد” مكلومة، وعائلة فقدت اثنين من أطفالها بطريقة لا تخطر على عقل أو قلب. ويبقى السؤال المؤلم معلقًا: أي قسوة يحملها قلب هذا الأب ليذبح أولاده؟

Hf drjg 'tgdi Hekhx u,]jilh lk ]vs jptd/ hgrvNk td hglk,tdm | lwv hgd,l
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات