لماذا تصمت البعثة الأممية عن جرائم الحوثيين في الحديدة؟
اتهمت الحكومة اليمنية البعثة الأممية (أونمها)، في محافظة الحديدة، بأنها تصمت تجاه انتهاكات مليشيا الحوثي، وتغطّي على جرائمها وتصعيدها، وذلك عقب إعلان المليشيا تنفيذ تجارب صاروخية في البحر الأحمر، مستعرضة قوتها العسكرية بين الفينة والأخرى، وملوحة بالتصعيد وإعاقة الملاحة البحرية.
وفي غضون ذلك، طالب وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، بنقل مقر البعثة الأممية إلى مناطق سيطرة الحكومة، أو منطقة محايدة للتحرر من الضغوطات الحوثية.
– تواطؤ أممي
يقول الصحفي بشير الحارثي: “من يتابع دور الأمم المتحدة ودور البعثة الأممية المشرفة على الأحداث، التي تجري في محافظة الحديدة، وعلى إيقاف العمليات العسكرية منذ اتفاق ستوكهولم، يعرف جيدا مدى تواطؤها مع مليشيا الحوثي”.
وأضاف: “دور البعثة الأممية في الحديدة اقتصر على إلزام الحكومة الشرعية بتنفيذ كل بنود اتفاق ستوكهولم، بينما تركت مليشيا الحوثي، تمارس أعمالها العسكرية والعدائية بشكل متواصل”.
وأوضح: “كل التنازلات والالتزامات، منذ اتفاق ستوكهولم، جاءت من طرف الحكومة، بينما مليشيا الحوثي لم تنفذ بندا واحدا”.
وأشار إلى أن “موقف الحكومة الشرعية من دور البعثة الأممية في الحديدة جاء متأخرا، وكان من المفترض أن يأتي منذ وقت طويل، وليس هناك أي مبرر لهذا التأخير والصمت والإذعان من قبلها طيلة هذه الفترة”.
– لعب حوثي وتنزه أممي
يقول الصحفي مصعب عفيف: “حديث مليشيا الحوثي عن العمليات العسكرية، التي تنفذها في الحديدة، ليس مستغربا، فهي، قبل عامين من اليوم، قرصنت سفينة عسكرية في البحر الأحمر، والجميع يعلم بهذه الحادثة الشهيرة، بل إن المليشيا سحبت السفينة إلى ميناء الصليف، واستعرضت ذلك أمام التلفزيون، دون أن تخجل من الظهور كعصابة وقراصنة”.
وأضاف: “مليشيا الحوثي تدرك مدى رخاوة المجتمع الدولي، وضعف الحكومة الشرعية، لذا تلعب على هذه المساحات في ملف اتفاق ستوكهولم، والحديدة”.
وأوضح: “منذ إعلان اتفاق ستوكهولم ونحن نتحدث كصحفيين متابعين، وكصحفيين من أبناء الحديدة، إن هذا الاتفاق فاقم معاناة أبناء الحديدة أكثر ممّا فعلته الحرب خلال ثماني سنوات”.
وتابع: “البعثة الأممية منذ أن جاءت إلى الحديدة وهي تتلقى ملايين الدولارات، وتقيم في سفينة فارهة بميناء الحديدة، وكأنها لم تأتِ لمهمة دولية من أجل إيقاف معركة، وإنهاء تداعياتها وآثارها، وإنما جاءت لتقضي صيفا طويلا داخل مدينة الحديدة، وتكتفي بإصدار بيانات التنديد والإدانة”.
وقال: “نحن اليوم لدينا ملف يؤرق أبناء محافظة الحديدة، فكل يوم لدينا ضحايا بفعل الألغام، التي زرعتها مليشيا الحوثي، وهذه البعثة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي تقدم في هذا الملف، بل على العكس تماما ما زال الدعم والتمويل يقدم لمليشيا الحوثي تحت عنوان نزع الألغام”.
وأوضح: “ما يسمى بالمركز الوطني للألغام التابع للمليشيا ما يزال يتلقى الدعم من الأمم المتحدة، وهذا الدعم لن يصل إلا بموافقة البعثة الأممية”.
وذكر أن “بعد كل هذه السنوات من وجود هذه البعثة، الواضح أن وجودها لم يكن لإيقاف الحرب، ولا مراقبة الأطراف، التي تخترق وقف إطلاق النار، بل كانت مهمتها حماية مليشيا الحوثي”.
واعتبر أن “المجتمع الدولي تدخل عبر الأمم المتحدة في الحديدة باللحظة الحاسمة، بعد أن كانت القوات الحكومية على بُعد 5 كيلو مترات من بوابة ميناء الحديدة، وتمكَّن من إنقاذ مليشيا الحوثي من الضربة القاضية في الحديدة”.
وأشار إلى أن “في حال كانت القوات الحكومية سيطرت على ميناء الحديدة، لما استمرت المليشيا بهذه القوة إلى اليوم، كونها تتلقى كامل دعمها المالي والعسكري عبر ميناء وسواحل الحديدة، التي تمثل لها أهم مورد اقتصادي، وأهم منفذ لتهريب الأسلحة”.