اخبار مصر

جرائم “عصابة الشاطر” في رسائل “هيثم أبو خليل”

جرائم "عصابة الشاطر" في رسائل "هيثم أبو خليل"

أحمد هريدي

أحمد هريدي

في الحادي عشر من أبريل 2012، دعا الإخواني هيثم أبو خليل إلى تشكيل مجلس رئاسي يضم أهم المرشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية، واقترح أن يتولى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئاسة الفريق، ويساعده خيرت الشاطر في منصب رئيس الوزراء، وحازم صلاح أبو إسماعيل وحمدين صباحي نائبين للرئيس، واعتبر “الناصح أبو خليل” أن تشكيل هذا المجلس هو “واجب الوقت” لإنقاذ مصر والعبور بها إلى بر الأمن والأمان، بعد “ثورة الخامس والعشرين من يناير”، وكانت اختياراته المُدهشة على النقيض من كتاباته السابقة واللاحقة عن “الشاطر، شيطان الإخوان وخصم أبو الفتوح اللدود” وحازم أبو إسماعيل “الداعية الكاذب الكذوب المُزَوّر”.

قبل أربعة أيام من الدعوة إلى تشكيل مجلس الإنقاذ الرئاسي العجيب، كتب هيثم أبو خليل منشورًا عبر “الفيسبوك” دعا فيه حازم أبو إسماعيل إلى تقديم قائمة من المستندات التي تثبت صحة ادعائه بأن والدته لا تحمل الجنسية الأمريكية، وأن يُقسم بالله أنها لا تحمل سوى الجنسية المصرية، إن كان صادقًا، وقال: “الشيخ حازم أبو إسماعيل بيخطب في مسجد أسد بن فرات خطاب تعبوي وشحن للجماهير لا أفهم مغزاه.. يا سيدنا.. خليك خط مستقيم ولا تضيعنا جميعًا بهذا العبث”، وأضاف: “أعتقد أن الشيخ حازم لو أظهر أيًا من هذه المستندات فهو صادق وهناك مؤامرة عليه بالفعل، أما لو ظل يخطب خطبا تعبوية وحماسية.. فآسف يا شيخ حازم، لا مؤامرة ولا يحزنون، وحضرتك استهلكتنا جميعًا في معركة خاسرة كاذبة”.

أما المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة “الإخوان”، فقد نال النصيب الأكبر من ضربات هيثم أبو خليل المُنهمرة فوق نواصي قيادات التنظيم الإرهابي، فهو من وجهة نظره “شيطان وزعيم عصابة يسيطر على الجماعة ويصعد بها إلى الهاوية، وهو فاجر في خصومته ويُنكّل بمن يخالفه ويطيح به خارج أسوار التنظيم الذي يعتقد أعضاؤه أنهم “الفرقة الناجية” ومن يخالفهم مثواه جهنم وبئس المصير!!

وفي السادس من مارس 2012، أكد أبو خليل أن القيادي خيرت الشاطر انتقم من قيادي آخر بسبب اتهامه بنقل معلومات من داخل مكتب الإرشاد إلى أحد الصحفيين، وقال: “لما أكتب وأقول مصدري مكتب الإرشاد، يطلع أخ يقول لك ما مصدرك؟.. خير إن شاء الله.. هو إحنا عايزين نطيّر البقية الباقية؟”، وأضاف: “هاحكي لكم قصة ربما لا يعلمها الكثير.. صحفي معروف ظل المهندس خيرت الشاطر يسأله عن مصدره في خبر تصعيد خمسة من الإخوان عام 2005، والصحفي يرفض.. المهم الصحفي غلط غلطة عمره وقال لسيدنا الشاطر عن مصدر الخبر وكان قياديًا من الإخوان.. والله والله الصحفي بيحكي لي إن الشاطر مسح القيادي من الإخوان بأستيكه”.

الإخواني هيثم أبو خليل

وفي الحادي والثلاثين من مارس 2012، كتب هيثم أبو خليل منشورًا عن ألاعيب “الشاطر” في مجلس شورى التنظيم الإرهابي، وقال: “للأسف مجلس الشورى العام للإخوان لا يعبر عن الإخوان بل يعبر عن تنظيم الشاطر الذي فرغه من القيادات المحترمة الجادة الشُجاعة، وإصرار الشاطر على عدم تغيير اللائحة وعدم تغيير نسبة التعيين الكبيرة بمجلس الشورى”، وأضاف: “مجلس شورى الجماعة تَعَلَّم الأدب خلال عشرة أيام وتَغيَّر قراره 180 درجة، بنفس اللعبة القذرة التي مُورِست في انتخابات مكتب الإرشاد والاستفتاء الذي تمت إعادته مرة ثانية في نفس الأسبوع، وليذهب قرار حزب الحرية والعدالة إلى الجحيم، فالشاطر ومجموعته هم المتحكمون في مفاصل الجماعة والكيان الهلامي المسمى حزب”.

وبعد وصول محمد مرسي “مندوب مكتب الإرشاد” إلى مقعد رئيس الجمهورية، كتب أبو خليل عدة منشورات مُسيئة للمندوب الرئاسي وجماعته، معتبرًا أن “خيرت الشاطر هو رئيس الرئيس، ومرسي رئيس كومبارس، ورئيس واجهة ومن يدير مصر هو خيرت الشاطر ومجموعة معه محدودة جدًا”، وحزب الحرية والعدالة هو في الحقيقة “قسم سياسي في جماعة الإخوان”، ودعا المخلصين من أبناء مصر إلى التصدي لعبث “الشاطر ومجموعته” وإسقاط حكمهم إذا استمرت أخطاؤهم، وأكد في منشور بتاريخ التاسع عشر من فبراير 2013، أن “قوة الإخوان والشاطر خرافة وتظهر جيدًا في خيبتهم الثقيلة في إدارة البلاد وشغل إسهال التبرير اللا إرادي إللي شغال طوال الوقت”.

واستمر أبو خليل على هذا النهج حتى الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2013، وأعلن أنه سوف يشارك في مظاهرات الثلاثين من يونيو “لتدشين تيار معارض قوي لمرسي بعد فشله في إدارة البلاد”.. وفجأة وبلا مقدمات عاد أبو خليل إلى “المستنقع الإخواني” وتصدر صفوف المدافعين عن “شرعية مرسي” المزعومة، ثم خرج من مصر عبر مطار القاهرة دون أن يكون مطلوبًا في أي قضية والتحق بصفوف الإرهابيين المصريين الهاربين في دول الملاذ اﻵمن، وقدم له “الإخوان” بعضًا من فتات تمويل قنواتهم التحريضية، ومنحوه ألقاب “حقوقي وصحفي وإعلامي” بعد أن كان يعمل بوظيفة “شيف حلواني” ويتبرأ من مهنة “مهندس زراعي” الثابتة في بطاقة الرقم القومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى