مقتطفات

هل توقف تحركات المبعوث الأممي الجديدة جولة الحرب المنتظرة؟

 تنظر الأمم المتحدة للأزمة اليمنية على أنها نار حرب لم تخمد بعد، وتخشى انفجار الوضع العسكري في أي لحظة، إذ يتنقل المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، بين دول الإقليم حاملا بيده الملف اليمني، وهو يدرك أن ما يقوم به لا يحقق السلام المرجو.

 وصل “غروندبرغ” مجددا إلى العاصمة المؤقتة عدن، والتقى رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، الذي أكد له موقف الحكومة الثابت ودعمها لجهود الأمم المتحدة بموجب المرجعيات المتفق عليها، كما وصل إلى محافظة مأرب لأول مرة، منذ تعيينه في منصبه، يختتمها بزيارة إلى صنعاء.

تأتي تحركات المبعوث الأممي من أجل بحث تثبيت وقف إطلاق النار، والدخول في مفاوضات سلام دائم بالتزامن مع حشد عسكري لمليشيا الحوثي صوب مأرب، وتلويحها المتكرر بالعودة إلى القتال. 

– شرعنة المليشيا

يقول رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، سيف الحاضري: “إن المعلومات الأولية التي لدينا أن هناك ترتيبات لتوقيع تفاهمات بين مليشيا الحوثي، والسعودية، بوساطة عُمانية، فيما يبدو أن عودة المجلس الرئاسي إلى عدن تأتي لتوقيع هذه التفاهمات، وتقديم تنازلات جديدة لصالح مليشيا الحوثي”.

وأضاف: “مهمة المبعوث الأممي تأتي في سياق شرعنة مليشيا الحوثي، وتسليم اليمن في إطار كنتونات مسلحة، من خلال انتزاع المزيد من التنازلات لصالح المليشيا”.

 وأشار إلى أن “التنازلات التي ستقدمها الحكومة الشرعية تتمحور حول ملف المرتبات التي ستتمكن مليشيا الحوثي من انتزاعها من الشرعية بطرق غير سليمة”.

 من جهته، يقول وكيل وزارة الإدارة المحلية، عبداللطيف الفجير: “زيارة المبعوث الأممي إلى مأرب التقى خلالها عضو المجلس الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، والتي تهدف إلى أن يكون هناك حضور لمأرب في العملية السياسية، إضافة إلى أن عند إحاطة المجتمع الدولي يكون المبعوث قد تعامل مع كافة الفرقاء السياسيين عن قرب، ومعرفة ما الذي يدور في هذه المحافظة، التي تحتضن نحو 3 ملايين نازح”. 

وأوضح: “كل ما يدور في لقاءات المبعوث الأممي هي نقاشات حول السلام، فالمجتمع الدولي اليوم يريد أن يضغط نحو السلام، فيما الحكومة الشرعية ترحب بذلك بشرط أن يكون وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها”.

– إخضاع الحكومة

يقول المحلل السياسي، الدكتور عبدالوهاب العوج: “إن التحركات الإقليمية والداخلية للمبعوث الأممي إلى اليمن تأتي نتيجة للمفاوضات السعودية – الحوثية”.

وأضاف: “زيارة المبعوث الأممي إلى مأرب تأتي لشعوره بأن فيها مركز قوة ممثلة باللواء سلطان العرادة، الذي أدارها بحكمة وقدرة، واعترافا بثقلها ودورها في معركة التوازنات التي يجري التوصل لها إقليميا ودوليا مع مليشيا الحوثي”.

وأوضح: “مليشيا الحوثي عينها على محافظة مأرب منذ سنوات عديدة، وبعد أن دخلت بمفاوضات مع السعودية، وخروج سلاح الجو السعودي من المعركة، ستعمل المليشيا على تهديد مأرب، وستتحول المعركة يمنية – يمنية”.

ولفت إلى أن “مليشيا الحوثي تمتلك مئات الطائرات المسيَّرة التي ستقاتل فيها محافظتي مأرب وشبوة، للسيطرة على مصفاة ومورد النفط، والغاز الطبيعي، لا سيما وأن مأرب حجر الزاوية في المعركة القادمة، ومن المتوقع أن إيران ستقاتل مع مليشيا الحوثي بكل ما تملك، خصوصا بعد فتح ميناء الحديدة على مصراعيه، ووصول الكثير من الأسلحة النوعية، والطائرات المسيَّرة، والصواريخ الباليستية”.

 ويرى أن “ذهاب المبعوث الأممي إلى مأرب يأتي ضمن مساعي الأمم المتحدة للتسهيل لمليشيا الحوثي، كما حدث في ميناء الحديدة، واتفاق ستوكهولم”. 

وتابع: “الخوف من أن يتم إزاحة اللواء سلطان العرادة من قيادة محافظة مأرب، بعد أن تم تعيينه في مجلس القيادة الرئاسي لغرض في نفس يعقوب”.

واستطرد: “يبدو أن السعودية خضعت للشروط الحوثية، وهذا الأمر لن يتم إلا بالضغوط على الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، بتشكيلاته المختلفة، لذا سيكون على المبعوث الأممي زيارة مأرب وعدن وحضرموت وتعز، لأنه لا يوجد ما يقدمه سوى هذه الزيارات المكوكية التي يمارس من خلالها المزيد من الضغوط على الشرعية المرتهنة للخارج”.

 وبيّن: “هناك مشروع يتخمر ويتشكل، من خلال زيارات الرئيس رشاد العليمي الأخيرة إلى محافظتي حضرموت والمهرة، وأخيرا إلى العاصمة المؤقتة عدن، وهو مشروع منح الصلاحيات الكاملة للمحافظات في إدارة نفسها بإمكانياتها ومواردها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى