تريند اليوم

ممر الهند الأقتصادى الجديد – بوابة الاخبارية نيوز الالكترونية

بقلم : يوحنا عزمى

الممر البري الجديد الذي سوف يربط الهند بالشرق الأوسط بأوروبا والذي يقولون عنه في أمريكا وفي الدول المشاركة فيه ، أنه سوف يكون بداية ثورة جديدة وغير مسبوقة في نظم النقل الدولي وفي إعادة ترتيب شرايين التجارة العالمية بربط أوروبا بآسيا من خلال هذا الممر ، وما إلي غير ذلك مما يتردد حاليا في عواصم هذه الدول.

أصبح معروفا للعالم الآن ان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد قام بدور كبير ، وربما اكبر بكثير من اي من المشاركين الآخرين ، في إقتراح فكرة هذا الممر وفي إعداد خططه التفصيلية واقتراح آلياته التنفيذية وفي إقناع الآخرين به ، وهو ما أشاد به الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا في إعلانه من واشنطن عن دعمه الكامل لهذا المشروع الجديد ..

وهذه الإشادة العلنية برئيس الإمارات من قبل الرئيس الأمريكى تنطوي علي مغزي بالغ الأهمية والدلالة لانها تبرهن علي عمق وتميز علاقة الشراكة الإستراتيجية التي أصبحت تجمع بين الدولتين .. ولقوة الروابط التي تجمع بين الإمارات وإسرائيل التي دخلت معها شريكا مهما في هذا الممر البري الدولي الجديد.

وإذا كان الرئيس الأمريكي قد أعترف للامارات بدورها الكبير في هذا المشروع ، فإن ذلك لا يعني التقليل من أهمية دور السعودية التي تجمعها بالهند شراكة اقتصادية وسياسية متميزة هي الأخري وهو ما يجعلهما من بين أعمدة هذا المشروع ومن اهم مؤسسيه
إلا ان اهم ما يلفت النظر هو غياب تركيا عنه وهي دولة شرق أوسطية وقوة تجارية واقتصادية وسياسية لها ثقلها ووزنها.

اما مصر ، فلم يكن من المتصور ان تشارك في هذا الممر البري او تدعي إليه وفيها قناة السويس التي سوف يكون لهذا الممر انعكاس واضح علي حركة الملاحة البحرية فيها ، وهي التي ظلت علي مدار تاريخ طويل شريان التجارة الدولية الأولى في العالم.

ما يحدث في الشرق الأوسط ويجري التحضير له باهتمام كبير الآن يضعنا أمام ثلاث فئات من دوله : دول تحلق لاعلي بحكم ما تملكه من طموحات عالية وثروات مالية ونفطية مهولة وفي الطليعة منها السعودية والإمارات وفي ذيلهما إسرائيل بما تملكه من تكنوبوجيا متقدمة ومن شبكة تحالفات إستراتيجية وثيقة مع الطرفين الأمريكي والأوروبي ، ودول طافية علي السطح بحكم صعوبة ظروفها وكثرة اعبائها وتواضع امكاناتها ، ودول ثالثة غارقة في حروبها وصراعاتها وازماتها .. وهذه المفارقات الهائلة في الاوضاع والظروف تجعل من الصعب تماما ان يجتمع كل هؤلاء الفرقاء في كيان شرق اوسطي واحد .. الشرق الأوسط يتغير فعلا ولكن للاسوأ وليس للافضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى