يونهاب: آمال وشكوك تحيط بمنهج ترامب فى التعامل مع المأزق النووى الكورى الشمالى

رأت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب” أنه مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الشهر المقبل، مازالت الآمال والشكوك تحيط بالطريقة التى سيتعامل بها مع المأزق النووى لكوريا الشمالية، والذى أزعج الإدارات السابقة.

وقالت الوكالة فى تحليل لها إن ما يزيد من احتمالات إعادة الارتباط مع بيونج يانج، اختيار ترامب، أليكس وونج، المسؤول السابق عن سياسة كوريا الشمالية، مستشارًا رئيسيًا للبيت الأبيض، والمناقشات التى أجراها فريقه الانتقالى بشأن المحادثات المباشرة مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون.

لكن التساؤلات تظل قائمة حول ما إذا كان ترامب يستطيع إعطاء الأولوية لكوريا الشمالية فى وقت تنشغل فيه واشنطن بتحديات عالمية أخرى، بما فى ذلك حرب روسيا المطولة فى أوكرانيا وعدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، علاوة على التنافس المتزايد بين الصين والولايات المتحدة.

والسؤال الذى يظل يطرح نفسه هو ما إذا كانت بيونج يانج ستستجيب لأى مساعى دبلوماسية من واشنطن، لأن شهية النظام الكورى الشمالى للحوار مع الولايات المتحدة ربما تكون تراجعت بشكل أكبر فى ضوء تعميق وتوسيع تعاونه مع موسكو.

وقال فرانك أوم، المُستشار السابق فى البنتاجون لشؤون كوريا: “صرح الرئيس المنتخب ترامب بأنه يخطط للتوافق مع كوريا الشمالية، لذا فمن المحتمل جدًا أن يتواصل مع كيم جونج أون ويسعى إلى استئناف المفاوضات. ومع ذلك، فإن الديناميكيات فى شبه الجزيرة (الكورية) اليوم مختلفة عما كانت عليه فى عام 2018”.

وأضاف: “تتمتع كوريا الشمالية بنفوذ أكبر بسبب الدعم الروسي، وينتاب كوريا الشمالية بالفعل شكوك فى تعاملاتها مع الولايات المتحدة بغض النظر عن من هو فى السلطة، ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس ترامب سيغير أهداف الولايات المتحدة أو تكتيكات التعامل”.

وخلال حملته الانتخابية، تفاخر ترامب مرارا وتكرارا برسائله الودية مع كيم وعلاقاته الشخصية معه، مما أثار احتمالات إعادة الارتباط مع الشمال. وقال أيضا إن “التفاهم” مع الزعيم الكورى الشمالى هو “شيء جيد”.

وعقد ترامب ثلاثة اجتماعات شخصية مع كيم، وكانت قمتهما الأولى فى سنغافورة فى عام 2018. ومنذ القمة التى لم تسفر عن اتفاق فى هانوى فى عام 2019، توقفت المفاوضات النووية ذات المغزى بين واشنطن وبيونج يانج.

وقال مراقبون إن اختيار ترامب لوونج، الذى شارك فى محادثات نووية على مستوى العمل مع كوريا الشمالية خلال فترة ولايته الأولى، نائبًا رئيسيًا لمستشاره للأمن القومي، يُبشر بالخير لاستئناف الدبلوماسية مع الشمال.

وأشار خبراء إلى أن نهج ترامب “غير التقليدي” فى الدبلوماسية بدا فعالا على الأقل فى جلب كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات رغم التحديات التى كانت لا تزال قائمة، والسؤال هو ما إذا كان ترامب يستطيع أن يقدم نهجا جديدا يتغلب على الخلافات من الجولة السابقة من المفاوضات وما إذا كان يستطيع التوفيق بين وجهات النظر المتباينة حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية داخل إدارته ومع حليفه الكورى الجنوبي.

والتحديات تتمثل فى التحالف العسكرى المتزايد بين موسكو وبيونج يانج ــ والذى تجلى فى إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم حرب روسيا فى أوكرانيا ــ كعامل رئيسى يتعين على الولايات المتحدة أن تأخذه فى الاعتبار.

والأسوأ من ذلك – من وجهة نظر وكالة يونهاب الكورية الجنوبية – أن بيونج يانج لم تبد اهتماما يذكر بالمحادثات مع واشنطن، فقد رفضت العروض المتكررة من إدارة بايدن للمشاركة فى حوار “دون شروط مسبقة”.

وسلطت الوكالة الضوء على خطاب للزعيم الكورى الشمالى فى معرض دفاعى فى بيونج يانج الشهر الماضى حيث قال: “لقد بذلنا بالفعل كل جهد ممكن فى المفاوضات مع الولايات المتحدة، وما كان مؤكدًا من النتيجة هو … السياسة العدوانية العدائية الثابتة تجاه كوريا الشمالية”.

وقالت “يونهاب” إن الأنظار الآن مُسلطة على المسار المُستقبلى للعلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، نظرا لأن ترامب، المعروف ببراعته فى عقد الصفقات، قد يحاول استكمال العمل غير المكتمل المتمثل فى معالجة معضلة كوريا الشمالية.