الاخبار

ولمواجهة تحديات المياهزير الرى: البحث العلمى ركيزة أساسية

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

0:00

أكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى أن العمل على تعزيز البحث العلمي ركيزة أساسية في مساعي مصر لمواجهة تحديات المياه الراهنة والمستقبلية، مشيراً إلى أن تطبيق الحلول العملية يستند إلى رؤية طويلة الأمد تسعى لتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد المائية.

تعزيز التعاون لخلق رؤية واضحة لمستقبل المياه في مصر

جاء ذلك خلال حضور الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، فعاليات ورشة العمل الأولى التي نظمها المركز القومي لبحوث المياه لمناقشة خطته البحثية وتطوير منظومة البحث العلمي في الوزارة، بحضور قيادات الوزارة والمركز. 

 أكد وزير الرى على أهمية الحوار وتبادل الأفكار بين الجهات المختلفة داخل الوزارة وبين المعاهد البحثية التابعة للمركز، بهدف بناء رؤية موحدة للتعامل مع التحديات المائية التي تواجه مصر. وأوضح أن استجابة فعالة لهذه التحديات تتطلب التفكير الخلاق القائم على أسس علمية، بالإضافة إلى الاستفادة من أحدث التطبيقات والتقنيات المستخدمة في دول العالم.

وأشار الدكتور سويلم إلى أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية يتطلب تبني الابتكار كقاعدة أساسية، مؤكداً أن البحث العلمي هو المحرك الرئيسي لما أسماه بمنظومة “الري 2.0″، التي تعتمد على الأبحاث التطبيقية لتوفير حلول عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

 في ظل ما يواجهه قطاع الموارد المائية من تحديات، يعتبر تطوير وتحديث البحث العلمي خطوة أساسية لضمان كفاءة واستدامة مشاريع المياه مصر اليومية.

تكثيف الأبحاث التطبيقية: خطوة نحو الحلول العملية

أكد الدكتور سويلم على ضرورة زيادة عدد الأبحاث التطبيقية داخل المركز القومي لبحوث المياه، باعتبارها أساساً لإيجاد حلول عملية للمشكلات المائية، مقارنة بالدراسات الاستشارية. وتهدف هذه الأبحاث إلى تقديم رؤى شاملة تساهم في دعم اتخاذ القرارات السليمة من قبل المسؤولين، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف مستدامة وفعالة.

كما شدد على أهمية تخصيص موارد مالية وتقنية لتحسين البنية التحتية البحثية للمركز، وتعزيز قدراته البشرية واللوجستية من خلال توفير برامج تدريبية للكوادر البحثية. 

وأشار إلى أن هذه الخطوات ستسهم في سد الفجوة في عدد الباحثين الشباب، مما يدعم استمرار تطور المركز القومي لبحوث المياه ويعزز دوره كداعم رئيسي لحل التحديات المائية التي تواجه مصر.

التوجه نحو مجالات بحثية مبتكرة: من الذكاء الاصطناعي إلى التكيف مع التغيرات المناخية

وجه الدكتور سويلم بضرورة توسيع نطاق البحث العلمي في مجالات متعددة تخص المياه، وأبرزها معالجة مياه الصرف الزراعي، واقترح إعداد خطة متكاملة لإدارة محطات معالجة مياه الصرف الزراعي، مثل محطات “الدلتا الجديدة”، و”بحر البقر”، و”المحسمة”. 

تهدف هذه الخطة إلى تقييم نوعية المياه الناتجة عن هذه المحطات، وتحديد المحاصيل الزراعية الملائمة لاستخدام هذه المياه، بالإضافة إلى معالجة مشكلات ملوحة التربة الناجمة عن استخدامها.

وأشار الدكتور سويلم إلى أهمية البحث في مجال الري الحديث وكيفية تأثيره على كميات المياه المتاحة، إلى جانب تطوير دراسات تتناول سبل التكيف مع التغيرات المناخية. 

ولفت إلى ضرورة رفع كفاءة استخدام المياه، والاستفادة من المواد الصديقة للبيئة في المشروعات المائية، مؤكداً على دور الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لإدارة المنظومة المائية بفاعلية ودقة أكبر.

استعراض إنجازات الخطة البحثية للمركز القومي لبحوث المياه

خلال ورشة العمل، استعرض رئيس المركز القومي لبحوث المياه الإنجازات التي تحققت في الخطة البحثية لعام 2023/2024، مشيراً إلى الجهود المبذولة لتحديد المشكلات المتعلقة بقطاع المياه على مستوى الوزارة. وقد تم تصنيف المشكلات إلى دراسات بحثية واستشارات فنية، مع تحقيق إنجازات ملموسة شملت نشر 97 ورقة بحثية، وإصدار 318 تقريراً فنياً، وتنظيم برامج تدريبية متخصصة.

ولم يقتصر عمل المركز على الجانب البحثي فقط، حيث تقدم المركز بتسعة مقترحات بحثية للحصول على تمويل محلي ودولي، إضافة إلى تقديم استشارات فنية لقطاعات حكومية وأفراد. كما وقع المركز تسعة بروتوكولات تعاون مع جهات دولية وجامعات مصرية وهيئات بحثية، في إطار تعزيز التعاون البحثي وتطوير التطبيقات العلمية.

خطوات مستقبلية نحو تحسين التعاون والتوسع في الأبحاث المشتركة

تضمن البرنامج المقدم في ورشة العمل استعراض الخطة البحثية لعام 2024/2025، مع التركيز على تطوير التعاون بين المركز والمعاهد البحثية المختلفة داخل الوزارة. ويهدف التعاون إلى تنفيذ دراسات بحثية مشتركة تدعم رؤية متكاملة لمواجهة التحديات المائية، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات المتنوعة داخل هذه المعاهد.

وفي هذا السياق، عرض عدد من مديري المعاهد البحثية إنجازات كل معهد وفق الخطة البحثية لعام 2023/2024، وطرحوا مقترحاتهم للعام المقبل. 

ويعكس هذا التعاون التكاملي حرص المركز على تفعيل الاستفادة من جميع المصادر البحثية المتاحة، بهدف تحقيق نقلة نوعية في الأبحاث العلمية المتعلقة بالمياه وتحقيق أهداف استراتيجية تنموية تدعم استدامة الموارد المائية في مصر.

رؤية مستقبلية لدعم البحث العلمي وتطوير الحلول المستدامة

وفي ختام الورشة، أكد الدكتور سويلم أن العمل على تعزيز البحث العلمي يعد ركيزة أساسية في مساعي مصر لمواجهة تحديات المياه الراهنة والمستقبلية، مشيراً إلى أن تطبيق الحلول العملية يستند إلى رؤية طويلة الأمد تسعى لتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد المائية.

 كما شدد على ضرورة تنفيذ دراسات بحثية متكاملة تغطي جميع الجوانب الفنية، البيئية، والاجتماعية، مما يضمن دقة نتائج الأبحاث ويسهم في تحقيق نتائج مستدامة وقابلة للتطبيق.

يعد هذا التوجه نحو تطوير المركز القومي لبحوث المياه وزيادة عدد الأبحاث التطبيقية خطوة نحو تحويل البحث العلمي إلى قوة فاعلة تحقق تطوراً مستداماً وتدعم جهود مصر في التغلب على تحديات المياه، من خلال الابتكار وتكثيف التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية في الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى