وقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا
بعد انتهاء اتفاق عمره 5 سنوات
1/1/2025–|آخر تحديث: 1/1/202504:58 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
أكدت روسيا وأوكرانيا في بيانين منفصلين أن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا توقفت بشكل نهائي صباح الأربعاء، بعد انتهاء عقد مدته خمس سنوات وقعه الطرفان في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وقبل الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022.
وقال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو في بيان “أوقفنا عبور الغاز الروسي، إنه حدث تاريخي. روسيا تخسر أسواقا، وستتكبد خسائر مالية”.
وأوضح الوزير الأوكراني أن “أوكرانيا أبلغت شركاءها الدوليين” بالإغلاق المخطط له منذ أشهر.
من جهتها، قالت شركة الطاقة الروسية (غازبروم) في بيان “منذ الساعة 5 صباحًا بتوقيت غرينتش، لم يتم تسليم الغاز الروسي للمرور عبر أوكرانيا”.
وأشارت غازبروم إلى أنه “بسبب الرفض المتكرر والصريح من الجانب الأوكراني لتمديد هذا الاتفاق، حُرمت شركة غازبروم من الإمكانية الفنية والقانونية لتسليم الغاز لمروره عبر أوكرانيا اعتبارا من الأول من يناير/ كانون الثاني 2025”.
ومع توقف مسار عبور الغاز عبر أوكرانيا بعد مرور أكثر من عامين على التخريب الذي طال خطوط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق، لن يتم تزويد أوروبا الآن بالغاز الروسي إلا عبر خط أنابيب “تورك ستريم” (TurkStream) وامتداده “بلقان ستريم” (Balkan Stream) تحت البحر الأسود.
بجانب واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وفي عام 2023، تم ضخ 14,65 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب أوكرانية، بحسب الأرقام الرسمية.
ردود الفعل الأوروبية
هددت سلوفاكيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” والتي تقع على الحدود مع أوكرانيا، كييف بالعواقب المترتبة على اتخاذ هذه الخطوة.
وأدانت الحكومة السلوفاكية كييف بسبب هذا القرار، فيما أكدت للسكان أن منشآت تخزين الغاز لديها ممتلئة بنسبة 100%، وأن لديها ما يكفي من الاحتياطيات لفترة الشتاء.
وهدد رئيس الوزراء السلوفاكي، بوقف إمدادات الكهرباء من سلوفاكيا إلى أوكرانيا، حيث يُعد روبرت فيكو أحد أقوى معارضي تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ويعد فيكو من القادة الأوروبيين القلائل الذين حافظوا على علاقة ودية مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، وقام بزيارة موسكو في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2024 لمحاولة إيجاد حل لأزمة الغاز، الأمر الذي اثار غضب الرئيس الأوكراني زيلينسكي واتهم فيكو بالرغبة في “مساعدة” بوتين.
أزمة مولدوفا
بجانب سلوفاكيا تضررت أيضًا جمهورية مولدوفا جراء حظر أوكرانيا عبور الغاز، وكانت شركة غازبروم قد قررت بالفعل وقف الإمدادات إلى مولدوفا، الجمهورية السوفييتية السابقة، حيث تتصارع القوى المؤيدة لأوروبا وتلك المؤيدة لروسيا على السلطة فيها، بسبب ديون مزعومة، ونفت الحكومة المولدوفية أنها مدينة لشركة غازبروم بـ 790 مليون دولار.
وفي السياق نفسه أعلنت منطقة ترانسنستريا الانفصالية في مولدوفا والموالية لروسيا، قطع إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل اليوم الأربعاء.
هذا في الوقت الذي ستواصل فيه المجر استقبال الغاز الروسي عبر خط أنابيب “ترك ستريم”، الذي يحتوي على فرعين في قاع البحر الأسود.
وذكرت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي استعد لقطع الإمدادات، وقال متحدث باسم المفوضية “البنية الأساسية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي للتزود بالغاز من منشأ غير روسي، وتم تعزيزها منذ عام 2022 بقدرات جديدة وكبيرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال”.
