وزير الأوقاف يدعو قادة الأديان إلى تضافر الجهود لحماية البيئة واطفاء نيران الحروب
دعا الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، جميع قادة الأديان في العالم أن تتضافر جهودهم على حماية البيئة، وعلى احترام الأكوان، وعلى إكرام الإنسان والعمل على إطفاء نيران الحروب، والعمل الضاغط والمكثف من أجل وقف العدوان على أشقائنا في فلسطين ولبنان، وقال إن أرض الكنانة مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ترى أنه لا حل لقضية أشقائنا في فلسطين، ولمواجهة كل صور القهر الذي يعانونه، إلا بإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1976م وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أنه إذا تواصينا معًا بهذه الوصايا، وانطلقنا إلى تفعيل برامج العمل التي تحتشد عليها كل مؤسساتنا على اختلاف أدياننا ومعتقداتنا وعلى اختلاف دولنا، وبهذا الكم التي تشهده القاعة اليوم، وانطلقنا إلى تفعيل مؤسساتنا جميعًا من أجل إطلاق برامج عمل طويلة الأمد، تنمّي وعي الإنسان وتنيره وتثقفه بمثل هذه المعطيات، فإن هذا يبشر بخير كبير فيما يتعلق بقضية المناخ.
وأكد فضيلته أن إطفاء نيران الحروب، واجب شديد الأهمية، والتزام ينبغي أن نسعى جميعًا لتحقيقه، وهو إطفاء نيران الحروب في العالم أجمع.
وقد ألقى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ، والتي تنعقد في باكو عاصمة أذربيجان، برعاية الرئيس إلهام علييف تحت شعار:“الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر”.
وتوجه وزير الأوقاف لجميع الحضور بالتحية والإجلال، مؤكدًا على الأهمية الكبيرة للمؤتمر، وأن جمهورية أذربيجان قد وفقت في اختيار عنوانه ”الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر”، ضمن القمة العالمية لقادة الأديان، والتي تنعقد على هامش مؤتمر 29 COP والذي يأتي على إثر نسختين سابقتين، الأولى كانت cop27 في مصر، و الثانية كانت cop28 في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأضاف أن هذه القمم والفعاليات التي تحتشد فيها حكومات ومؤسسات العالم، تتوالى من أجل التأكيد على قضية بالغة الأهمية والخطورة، وتتناول مصير كل إنسان على وجه الأرض، ألا وهي قضية التغير المناخي، والإجراءات والتدابير التي ينبغي أن نحتشد من أجل القيام به،ا لضمان مستقبل آمنٍ للإنسان على ظهر هذا الكوكب.
وأضاف أننا كمسلمين ننظر لقضية البيئة من خلال أن الإضرار بها لا يهدد الإنسان حاليا فقط، بل يهدد الأجيال القادمة، وهنا ينبغي أن نواجه معا كل صور الإسراف والعدوان على موارد الكوكب، وأن نواجه معا أسباب تغير المناخ، وصور التلوث وأن نحمي الموارد الطبيعية.
وأشار إلى حديث القرآن الكريم المستفيض عن الحدائق ذات البهجة وعن الزرع والثمار والجبال ،وعن البحار والسحب والأمطار وعن الرياح، وإلى تأكيد الشرع الشريف على أن كل هذه المكونات أمانة في يد الإنسان، وذكر فضيلته حديثا نبويا شريفا للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن أحد الجبال في المدينة المنورة، فيقول: “إن هذا الجبل يحبنا، ونحبه” ليبين أن رؤية الإسلام لتعامل الإنسان مع البيئة يأتي من منطلق الحب، وليس من باب التعامل المعتاد.
وأضاف، أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث في عدد من الأحاديث عن أمور عجيبة يذكر فيها أن ”سبعة يجري للعبد أجرهن من بعد موته وهو في قبره : “من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موت “. وفي هذا الحديث يجعل النبي صلى الله عليه وسلم من يغرس شجرة واحدة، ينزل في نظر الإنسان المسلم من الإجلال والتقدير والاحترام المنزلة التي ينزلها بناء المسجد الذي هو بيت الله وموطن العبادة.