الاخبار

وزيرة البيئة تشارك في قمة “مياه واحدة”المنعقدة فى كولومبيا

اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره

0:00

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على الأهمية التي توليها مصر لملف المياه العذبة، مشيرة إلى كون المياه إحدى الركائز الأساسية التي تتقاطع مع اتفاقيات دولية في مجالات المناخ والتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر. 

جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة المصرية في قمة “مياه واحدة” لتعزيز الالتزامات الدولية حول النظم البيئية للمياه العذبة ودورها في حماية التنوع البيولوجي

في إطار مشاركتها في فعاليات الشق رفيع المستوى لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (COP16) المنعقد في كولومبيا، قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، رؤية مصر الطموحة في قمة “مياه واحدة”. 

ركزت القمة، التي حضرها عدد من الشخصيات العالمية البارزة في مجال البيئة، على أهمية تعزيز الالتزامات الطموحة تجاه حماية النظم البيئية للمياه العذبة والارتقاء بممارسات الحفاظ على التنوع البيولوجي.

حضر القمة وزراء ومسؤولون عالميون من دول عدة، من بينهم السيدة باربرا بومبيلي، المبعوثة الخاصة لرئيس الجمهورية الفرنسية لقمة المياه الواحدة، والسيدة آمنة الضحاك وزيرة تغير المناخ والبيئة الإماراتية، والسيد موريس توكوي وزير المياه والغابات بالجابون، والسيدة موسوندا مومبا الأمين العام لاتفاقية رامسار. وقد مثّلت وزيرة البيئة المصرية واحدًا من أبرز الأصوات الحاضرة في الجلسة الرئيسية للقمة، حيث قدمت عرضًا شاملاً عن جهود مصر في مجال حماية المياه العذبة ومساهماتها في دعم التنوع البيولوجي.

التزامات مصر حيال المياه العذبة والتنوع البيولوجي

أبرزت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال كلمتها، الأهمية التي توليها مصر لملف المياه العذبة، مشيرة إلى كون المياه إحدى الركائز الأساسية التي تتقاطع مع اتفاقيات دولية في مجالات المناخ والتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر. 

أكدت الوزيرة على الدور الريادي لمصر في هذا المجال، حيث كانت الدولة الأولى التي وضعت المياه ضمن التزاماتها المناخية الدولية، وذلك خلال مؤتمر المناخ (COP27) الذي استضافته مصر في شرم الشيخ.

وذكرت الوزيرة كيف ساهمت مبادرة مصرية رفيعة المستوى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2018 تحت مسمى “المبادرة المصرية للتآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث” في تحفيز المجتمع الدولي على ربط سياسات المياه العذبة بأهداف التنوع البيولوجي والتصدي لتداعيات تغير المناخ.

 كما سلطت الضوء على مبادرة “AWARE” التي أطلقتها مصر، والتي تهدف إلى ربط سياسات المياه بالتنوع البيولوجي ومواجهة التغيرات المناخية، مشيرة إلى أنها تُعد خطوة هامة تسهم في الحفاظ على الموارد المائية وتحسين إدارة الأزمات المرتبطة بالمياه.

مبادرات بيئية مبتكرة وإعادة تأهيل الأراضي الرطبة

تطرقت الوزيرة إلى الجهود المصرية في إعادة تأهيل الأراضي الرطبة، حيث أكدت على توجيهات القيادة السياسية منذ عام 2015 بشأن استعادة التوازن البيئي لتلك المناطق. وأوضحت أن الأراضي الرطبة تلعب دورًا أساسيًا في تقديم خدمات بيئية متنوعة، بما يشمل تحسين استدامة الموارد المائية ودعم الحياة البرية وتوفير مصدر رزق للعديد من المجتمعات المحلية.

واستعرضت فؤاد بعض السياسات مصر اليومية الرامية إلى تحسين إدارة الموارد المائية وحمايتها، ومنها وقف عمليات الصرف الصناعي المباشر إلى المياه، والاعتماد على معالجة مياه الصرف لاستخدامها في مشاريع التشجير، وكذلك الاستفادة منها مرة أخرى في عمليات التصنيع، مما يساهم في تقليل التكاليف على القطاع الصناعي وتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية على حد سواء.

وأشارت أيضًا إلى بعض الحلول القائمة على الطبيعة، مثل تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مشددة على أن مصر تتبنى مقاربة شاملة تسعى لدمج السياسات المتعلقة بتغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي، مع تعزيز دور المياه كعنصر أساسي في هذه السياسات.

دور التحالفات الدولية نحو تحقيق هدف “30×30” لحماية التنوع البيولوجي

كما شاركت الوزيرة في مناقشات حول التحالف الطموح من أجل الطبيعة والمياه، والذي يهدف إلى حماية النظم البيئية الحيوية التي تعد مصدرًا أساسيًا للأمن الاقتصادي العالمي. وأكدت على أهمية تحقيق هدف “30×30” الذي يسعى إلى حماية 30% من الأراضي و30% من المحيطات على مستوى العالم بحلول عام 2030، موضحة أن مثل هذه الأهداف هي بمثابة دعامة قوية لمواجهة التحديات البيئية المتنامية.

أكدت فؤاد أن مصر تدعم مثل هذه الأهداف عبر مشاريعها مصر اليومية والدولية، وتعمل مع شركائها في المجتمع الدولي من أجل توسيع نطاق التزاماتها البيئية، وتحقيق إدارة مستدامة وفاعلة للموارد المائية، مما يعزز من قدرات المجتمعات في التكيف مع تغير المناخ.

قمة كوكب واحد للمياه ونتائج متوقعة لتعزيز حوكمة المياه العالمية

من المتوقع أن تستمر الحوارات والتوصيات التي طُرحت في قمة “مياه واحدة” في قمة كوكب واحد للمياه، المقرر عقدها في ديسمبر المقبل ضمن فعاليات مؤتمر اتفاقية التصحر (COP16) في السعودية.

 ستستضيف هذه القمة المملكة العربية السعودية بالشراكة مع فرنسا وكازاخستان والبنك الدولي، ومن المأمول أن تسهم هذه الشراكة في تعزيز حوكمة المياه على مستوى العالم، إلى جانب تسريع تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمياه والصرف الصحي.

وتهدف القمة إلى مواصلة ما تم تحقيقه خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في عام 2023، والبناء على هذه الجهود لدفع العمل نحو توفير مياه صالحة للشرب والصرف الصحي للجميع، خصوصًا في المناطق التي تعاني من نقص حاد في موارد المياه. كما ستمثل القمة فرصة للتباحث حول حلول مبتكرة لتحديات المياه وإيجاد سياسات مستدامة تساعد على مواجهة مشاكل المياه المتفاقمة في ظل التغيرات المناخية.

أهمية توحيد الجهود العالمية في مجال المياه العذبة

اختتمت الدكتورة ياسمين فؤاد مشاركتها بتأكيد أهمية توحيد الجهود العالمية لتحقيق حماية فعالة للنظم البيئية للمياه العذبة. وأشارت إلى أن التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والممولين ضروري لتحقيق إدارة شاملة ومستدامة للموارد المائية، مشددة على ضرورة تبادل أفضل الممارسات والتجارب بين الدول المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى