الاخبار

وزيرة البيئة: إنشاء مركز معلومات لتغير المناخ بالتعاون مع الاكاديمية العربية

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

0:00

أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إنشاء مركز معلومات يرصد تغير المناخ، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى.

جاء ذلك خلال لقاء وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد برئيس الأكاديمية الدكتور إسماعيل عبدالغفار، لبحث آفاق الشراكة بين الطرفين والخطط المستقبلية في مجالات البيئة المختلفة، وتناول اللقاء سبل دعم عدد من المبادرات البيئية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل بين البحث العلمي والتطبيقات العملية.

إنشاء مركز معلومات لتغير المناخ

أحد أبرز الملفات التي تمت مناقشتها كان ملف تغير المناخ، حيث أكدت وزيرة البيئة أهمية إنشاء “مركز معلومات تغير المناخ” ليكون قاعدة متاحة لتمكين المعنيين بتغير المناخ من الوصول إلى البيانات والمعلومات الدقيقة. 

وسيتعاون الطرفان في إنشاء المركز من خلال شركة التكنولوجيا والاتصالات التابعة للأكاديمية، وسيعمل المركز على توفير معلومات محدثة حول التغيرات المناخية بالتعاون مع الإدارات الوزارية، وذلك في إطار مشروع “تمويل المناخ” المدعوم من وزارة البيئة.

أشارت الوزيرة إلى أهمية بناء القدرات في مواجهة تغير المناخ من خلال تشكيل وحدات متخصصة في الوزارات المختلفة بدعم من وزارة البيئة، حيث تتولى هذه الوحدات مهام متعددة تشمل البحث في الآثار البيئية والمناخية، مما يسهم في إعداد استراتيجيات مستدامة تعتمد على معلومات موثوقة يتم تزويدها من مركز المعلومات.

إطلاق تطبيقات إلكترونية للحد من الكربون

أعلنت وزيرة البيئة عن خطط طموحة لإطلاق تطبيقات إلكترونية للحد من انبعاثات الكربون بالتعاون مع الأكاديمية، ضمن مبادرة “معاً للحد من الكربون” التي تستهدف تشجيع الأفراد على تقليل بصمتهم الكربونية. 

سيتضمن البرنامج التعاوني إطلاق مسابقة لطلاب الأكاديمية لتطوير تطبيق إلكتروني يمكن المستخدمين من حساب انبعاثات الكربون الناتجة عن الأنشطة اليومية، واقتراح ممارسات بيئية تحد من هذه الانبعاثات.

 هذا التطبيق سيعمل بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسيدعم الطلبة في استكشاف أحدث الأساليب التكنولوجية لمتابعة الانبعاثات وخفضها من خلال تصاميم بيئية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تطوير حلول للحد من استهلاك البلاستيك

من بين الملفات الهامة التي ناقشتها الوزيرة ملف إدارة المخلفات البلاستيكية، حيث تم الاتفاق على التعاون لتطوير تطبيق يهدف إلى تشجيع الأفراد والمؤسسات على تقليل استهلاك البلاستيك وإعادة تدويره. سيتم تطوير التطبيق من قبل طلبة كلية الهندسة بالأكاديمية باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وبإشراف وزارة البيئة، ليتضمن حلولاً عملية للاستفادة من المخلفات وتقليل استهلاك البلاستيك في المجتمع. هذا المشروع يعزز من مساهمة الطلبة في تطبيقات عملية ضمن مجال البيئة المستدامة، كما يساعد على نشر الوعي البيئي وتحفيز المؤسسات والأفراد لتبني سلوكيات صديقة للبيئة.

كجزء من المشروع، ستقوم وزارة البيئة بتوفير الدعم الفني والتقني للمبادرة بهدف تسهيل استخدامها، وسيساهم التطبيق في تحقيق هدف الوزارة في تقليل استخدام البلاستيك. وستشمل الخطة مستقبلاً تنظيم فعاليات وورش عمل تساهم في توعية أفراد المجتمع بأهمية إعادة التدوير والاستخدام المستدام للموارد.

دعم ريادة الأعمال في مجال الصناعة الخضراء

في سياق دعم الاقتصاد الدائري وتحفيز الصناعة الخضراء، أطلقت وزيرة البيئة مبادرة لدعم أفكار ريادة الأعمال التي تركز على إعادة تدوير المخلفات وتحويلها إلى منتجات يمكن الاستفادة منها في القطاعات الصناعية. ومن المقرر أن تطلق الوزارة مسابقة لاختيار أفضل الأفكار الريادية التي تعتمد على إعادة تدوير المخلفات، وذلك تحت مظلة مشروع “التحول إلى الصناعة الخضراء”. هذه المبادرة تهدف إلى ربط الصناعة بالحلول البيئية المستدامة، وتأتي بالتعاون مع برنامج “التحكم في التلوث الصناعي” (EPAP III) لدعم الطلبة في مجالات التصميم والفنون بكليات الأكاديمية.

وبموجب هذه الخطة، سيتم توفير تدريب خاص لطلبة كلية التصميم والفنون حول فرص وتحديات صناعة الغزل والنسيج، والتي تعد من أهم الصناعات في مصر، من خلال دمج الاقتصاد الدائري والممارسات البيئية المستدامة فيها. إلى جانب ذلك، سيتم تقديم الدعم للأفكار المبتكرة وطرحها على المصنعين لتنفيذها بدعم ذاتي أو من خلال برنامج “الصناعات الخضراء المستدامة” (GSI) الذي يدعم تطوير الصناعة المصرية في هذا الاتجاه.

تعزيز القدرات في إدارة المخلفات الطبية

خلال الاجتماع، تطرقت الوزيرة أيضاً إلى ملف إدارة المخلفات الطبية، مؤكدةً أهمية العمل على تعزيز قدرات العاملين في القطاع الطبي للتعامل الآمن مع المخلفات. ولهذا الغرض، سيجري التنسيق بين وزارة البيئة ووزارة الصحة والسكان والأكاديمية لتقديم دورات تدريبية متخصصة للعاملين في المجال الطبي، مثل كليات الصيدلة، الطب البشري، وطب الأسنان، وذلك لبناء القدرات في التعامل مع المخلفات الطبية بطريقة آمنة ومستدامة.

من المتوقع أن توفر هذه الشراكة بين وزارة البيئة والأكاديمية مسارات تدريبية حديثة تخدم قطاع الصحة وتضمن توجيه المخلفات الطبية بطرق آمنة وصديقة للبيئة، حيث سيتم العمل مع شركاء التنمية لتقديم الدعم اللازم لهذه المبادرة، مما يساهم في الحفاظ على الصحة العامة والبيئة معاً.

تكريم مشروعات الحد من الكربون

وبالتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي لعام 2025، سيتم تنظيم احتفالية لتسليم جوائز لأفضل المشروعات البحثية المقدمة في مجال الحد من الكربون. 

ستمثل هذه الاحتفالية فرصة للاحتفاء بالمبادرات الشبابية وتشجيع الابتكارات في القطاع البيئي، كما ستحث الطلاب والشباب على المشاركة الفعالة في المشاريع البيئية وإدماج الاستدامة كجزء من حياتهم المهنية والأكاديمية.

إشادة بتوجهات الأكاديمية البيئية

أشادت الوزيرة بالدور الذي تضطلع به الأكاديمية في نشر الوعي البيئي بين طلابها ودمج مفاهيم الاستدامة البيئية ضمن مناهجها الأكاديمية، حيث تدعم الأكاديمية الطلبة في تطبيق تلك المفاهيم في مشاريعهم العلمية والتطبيقية. 

وأشارت إلى أن الأكاديمية تسهم بشكل بارز في تمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لدعم المشاريع البيئية.

من جهته، أعرب الدكتور إسماعيل عبدالغفار عن تقديره للجهود المبذولة من وزارة البيئة في دعم العمل البيئي، مشيراً إلى أن الأكاديمية تسعى جاهدة لتعزيز التكامل بين البحث العلمي والجهود مصر اليومية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتحسين البيئة. وأضاف أن التعاون مع الوزارة وجعل الأكاديمية ركيزة للتطبيقات البيئية يعد توجهاً مهماً لمواجهة التحديات البيئية المحلية والعالمية بأسلوب علمي مبتكر، موضحاً أن الأكاديمية ملتزمة بتقديم أفضل الموارد والخبرات لدعم هذه المبادرات.

خطط مصر للقضاء على السحابة السوداء

وكانت وزيرة البيئة قد أوضحت أن الهدف الأساسي هو إعداد خطة شاملة طويلة المدى، تُبنى على الجهود التي حققتها مصر في السنوات الأخيرة في مكافحة السحابة السوداء.

شددت الوزيرة على أهمية أن تكون الخطة متفق عليها بين جميع الأطراف المعنية لضمان الاستمرارية والفعالية. كما أكدت أن مصر تمتلك بالفعل نظامًا قويًا وطنيًا لإدارة جودة الهواء، والذي سيساهم بشكل فعال في تنفيذ هذه الخطة.

وأوضحت فؤاد أن العمل على الخطة يجب أن يتم في إطار زمني محدد لا يتجاوز أربعة أشهر، حيث سيتم اعتبار موسم 2024 فترة انتقالية حتى يتم اعتماد الخطة وتقديمها إلى مجلس الوزراء لبدء التنفيذ قبل حلول موسم السحابة السوداء القادم.

البناء على النجاحات السابقة

أشارت الوزيرة إلى أن الجهود السابقة التي بذلتها مصر في مواجهة السحابة السوداء، قد أثمرت عن تقليل آثارها بشكل ملحوظ، لكن يبقى الهدف هو تعزيز هذه الجهود وتحويلها إلى استراتيجية طويلة الأجل لمكافحة تلوث الهواء بشكل مستدام.

وأكدت فؤاد على ضرورة تحديد أدوار ومسؤوليات الوزارات والجهات المعنية لضمان استمرار التنسيق والتنفيذ السلس للخطة.

زر الذهاب إلى الأعلى