نتنياهو يقاوم وغالانت غائب وبن غفير يثير ضجة.. مشهد فوضوي في الكنيست – قناة مصر اليوم
في مشهد كاشف لحالة الانشقاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأقرب حلفائه، وصفته صحيفة هآرتس بالفوضوي، وافق الكنيست بأغلبية محدودة على ميزانية قوبلت بمعارضة شرسة قادها وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
ودفعت الأصوات المعارضة نتنياهو إلى الخروج من المستشفى بعد جراحة في البروستاتا لمتابعة إقرار الموازنة لعام 2025، رغم تعليمات الأطباء.
نتنياهو يقاوم المرض
وحضر نتنياهو إلى الكنيست لضمان الموافقة على التشريع، بعد تهديدات من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وبعض الأحزاب المتشددة في المعارضة بعدم التصويت لصالحه.
بحسب مقال رأي للكاتب يوسي بور بصحيفة هآرتس «بدا بنيامين نتنياهو متألماً وشاحبًا. فقد كان يجد صعوبة في الجلوس والوقوف، وكان بالكاد يصعد وينزل الدرجات الثلاث للمنصة».
واعتبر أنه لا يستحق الشفقة أو التعاطف، «لأنه جلب هذه المتاعب على نفسه عندما جلب إلى الائتلاف والحكومة مجرمًا، وطفلًا، ومتعجرفًا، وعنيفًا، ووقحًا في شخص بن غفير».
وفي التصويت الأول الذي أُجرى الشهر الماضي، وافق المشرعون الإسرائيليون بهامش ضئيل على مشروع الموازنة رغم معارضة شركاء في الائتلاف طالبوا بإقالة النائب العام الإسرائيلي.
وقال نتنياهو، أمس الثلاثاء «أتوقع من جميع أعضاء الائتلاف، بمن فيهم الوزير بن غفير، التوقف عن زعزعة الائتلاف وتعريض وجود حكومة يمينية للخطر».
وسعى نتنياهو في سبتمبر/أيلول إلى تعزيز ائتلافه، الذي يستحوذ على 64 مقعدًا مقابل 56 لخصومه في الكنيست، باستقطاب النائب المعارض جدعون ساعر والمقاعد الأربعة لحزبه أمل جديد (تكفاه حدشاه)، حتى يقلص اعتماده على أعضاء آخرين في ائتلافه الحاكم. وأصبح ساعر الشهر الماضي وزيرًا للخارجية.
غالانت تحت المقصلة
وفقًا لتقرير صحيفة معاريف، تعرض وزير الجيش السابق، وعضو الكنيست يوآف غالانت (الليكود)، لانتقادات بسبب غيابه عن جلسة الكنيست، الثلاثاء، في اليوم الذي نجح فيه الائتلاف الحاكم في تمرير قوانين الضرائب بأغلبية ضئيلة، وبفضل حضور نتنياهو من المستشفى وعضو الكنيست بوعاز بيسموت بعد عزائه لوفاة والدته، وبدأت دعوات داخل حزب الليكود لمعاقبة وزير الجيش السابق بأشد الطرق.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر، قوله إن غالانت قال في المرة الأخيرة التي سُئل فيها عن موقفه من الميزانية، مساء الخميس، إنه يعارضها.
مصر اليوم 2">
وتعقيبًا على هذا الموقف، قال عضو الكنيست أبيغاي بوارون «المسؤول عن الوضع الحالي هو عضو الكنيست من الليكود، الشخص المتعجرف وغير المسؤول الذي لا يملك أي قيود، أناشد قادة الليكود أن يعلنوا أن غالانت كعضو كنيست مفصول».
وحال اتخاذ قرار الفصل ضده، سيتم بموجبه منع غالانت من الترشح في الانتخابات المقبلة في أي قائمة كانت قد تمثل الكنيست الحالي، ولن يتمكن أيضًا من تأسيس حزب جديد بالتعاون مع أعضاء من حزب موجود حاليًا، كما تردد سابقا.
ولكن إذا قرر الترشح عن طريق حزب جديد تمامًا، فإنه سيكون مؤهلًا للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
بن غفير يثير ضجة
بحسب مقال يوسي بور في هآرتس فإن موقف بن غفير أدى إلى ظهور مشهد من الفوضى الكاملة، حيث بدا أن نتنياهو فقد السيطرة على ائتلافه.
ويقول إن «الأمر لا يقتصر على بن غفير، بل يمتد إلى إسحاق چولدكنوف، رئيس حزب (أغودات يسرائيل)، وكان أي رئيس وزراء يحترم نفسه عليه أن يطرده».
وأوضح أنه بعد التصويت، أصدر مكتبه بيانًا فاترًا طلب فيه من الوزير أن يكف عن سلوكه المشاغب وأن يبدأ في التصرف بشكل لائق.
ويسمح القانون، الذي أُقر بأغلبية 59 صوتًا مقابل 58 صوتًا، حيث أدلى نتنياهو بصوت حاسم، للحكومة بفرض ضرائب على «الأرباح المحاصرة»، التي تعرف بأنها المكاسب التي تحققها الشركات والشركات المتعددة الجنسيات والتي لا يتم توزيعها كأرباح على المساهمين وإعادة استثمارها في تطوير الأعمال والبنية التحتية ومراكز البحث والتطوير.
وبحسب صحيفة «يسرائيل هايوم»، فإن هذا القانون يجلب نحو 10 مليارات شيكل لخزينة الدولة ويجعل موازنة 2025 أسهل. وبدون هذا القانون سيكون من الصعب على الحكومة المصادقة على الموازنة، وهذا قد يؤدي إلى إحباطها.
ومع كل تصويت حاسم، ينجح نتنياهو ورفاقه في إقناع عضو الكنيست عن حزب العظمة اليهودية ألموغ كوهين بتحدي بن غفير والتصويت مع الائتلاف.
وانتقد عدد من أعضاء الائتلاف، بما في ذلك قادة الأحزاب، قرار بن غفير، الثلاثاء، بالتصويت ضد مشروع قانون ضريبي حاسم سيكون جزءًا من ميزانية 2025.
أزمة الحريديم
ويتزامن هذا مع مطالبة الحريديم – المتزمتون دينيًا – بإعفاء من التجنيد للجيش، ما زاد من التوتر قبيل التصويت.
ونجح نتنياهو في الفوز بالمعركة بعد اضطراره للتعامل مع تمرد حزبي «العظمة اليهودية» و«أغودات يسرائيل»، ولم يستمع إليه جولدكنوف ولا بن غفير.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس سحب صلاحيات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وإبعاده عن المشاورات الأمنية.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش «بن غفير سحب رئيس الوزراء من سرير المرض لأجل المهاترات ودق الأسافين».
ونقلت القناة 7 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع في ائتلاف نتنياهو، قوله إن «بن غفير تسبب بخروج نتنياهو من المستشفى للتصويت في الكنيست، وأضر بصحته، وهذا أمر لن يُغتفر».
وقالت يسرائيل هيوم «نتنياهو يعتزم إبعاد بن غفير عن المشاركة في المشاورات الأمنية في خطوة عقابية بسبب تهديد بن غفير لاستقرار الحكومة».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى «إلغاء اجتماع الكابينيت الذي كان مقررًا غدًا الأربعاء بسبب ظرف نتنياهو الصحي».
ــــــــــــــــــ
مصر اليوم| البث المباشر لقناة مصر اليوم
