ظلال الاخبار

نازحو مخيم طولكرم يروون معاناتهم بعد تهجير الاحتلال لهم

0:00

|

شكا عدد من العائلات في مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة من إجبار الاحتلال لهم على الخروج من منازلهم، بينما تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة التي امتدت إلى مخيم نور شمس، الذي أخرج الاحتلال مئات العائلات منه.

وأسفرت العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم ومخيمها حتى الآن عن نزوح حوالي 9 آلاف فلسطيني، حسبما أعلن محافظ طولكرم.

وقالت أم عمر، والدة 7 أطفال، التي نزحت في اليوم الحادي عشر للاقتحام الإسرائيلي، للجزيرة مباشر “خاطرت بحياتي أنا وأطفالي ونزحت من بيتي إلى إحدى مدارس الإيواء، بعد نفاد الماء والطعام وانقطاعنا عن العالم الخارجي بالكامل إثر قطع شبكات الكهرباء والإنترنت”.

وتابعت “كنا نعيش في قمة الخوف والرعب بسبب القناصة وإطلاق النار والتفجيرات، وحاولت الاتصال بالهلال الأحمر لإخراجنا، لكن لم يتمكن أحد من ذلك، فخاطرت بالخروج مع أطفالي ليلًا، وأتمنى العودة إلى بيتي ومخيّمي، وأن يخرج الاحتلال منه”.

النزوح: لحظات مرعبة

وتحدثت أم عمر بينما أحاط بها أطفالها، الذين يعجزون عن استئناف تعليمهم لعدم توفر الأجهزة والإنترنت، وأكبرهم نعيمة، الطالبة في مرحلة الثانوية العامة، التي لم تستطع أن تواكب أقرانها في متابعة دروسها بالتعليم الإلكتروني، بعد تحويل الدوام المدرسي في المدينة وضواحيها إلى النظام الإلكتروني.

وقالت نعيمة “لا يوجد إنترنت ولا أجواء مناسبة حتى نتعلم، وخصوصا أن المدرسة التي نزحنا إليها مزدحمة بالناس، ولا يوجد تركيز للمذاكرة”، مشيرة إلى أنها عاشت هي وأسرتها لحظات مرعبة بسبب اقتحام جيش الاحتلال لمخيم طولكرم.

الاحتلال لا يستثني أحدا

وبالإضافة إلى معاناة الإقامة في المخيمات ومراكز الإيواء، أخلى جيش الاحتلال عددًا من الأحياء والمنازل من سكانها وحولها إلى ثكنات عسكرية أو قام تفجيرها، فضلًا عن توجهه في عمليته الحالية إلى تنفيذ عمليات إخلاء جماعية على نطاق واسع، بعد تفتيش الأهالي وترويعهم، من دون مراعاة لحساسية الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتحدث أحمد الدوش، الذي يعاني من شلل رباعي، عن مشهد اقتحام حارتهم في مخيم طولكرم، قائلًا “عندما دخلوا الحارة، أطلقوا الرصاص بعشوائية وهمجية. صياح، وحرق شوادر، وأمروا الناس في البيوت بالخروج. فخرجت مع عائلتي وجميع الجيران”.

ولم يسمح جيش الاحتلال لأحمد بإخراج مقعده الكهربائي المتحرك، وأجبروه على الخروج مع أسرته وعائلات أخرى، بعد تجريد الرجال من ملابسهم لتفتيشهم، مضيفًا “خرجت بصعوبة إلى الشارع بسبب حالتي، وساعدني بعض الشباب، لكنهم عانوا بشدة في نقلي بسبب تجريف الاحتلال للطرق، وفي كل الاقتحامات السابقة كنت أرفض الخروج، لكن هذه المرة أخرجونا بالقوة”.

مخاوف وأمل بالعودة

تجمع سكان المخيمات الذين أخرجهم الاحتلال من بيوتهم مخاوف متشابهة، كما يجمعهم أمل واحد بالعودة إلى منازلهم، التي تمثل بالنسبة لهم أكثر من مجرد محل إقامة، بل رمزية تربطهم بالذاكرة وبقضية العودة بعد 77 عامًا من لجوئهم.

وعبّر النازح محمد موسى عن أمله في العودة إلى المخيم، قائلًا: “نحن بحاجة للعودة إلى بيوتنا، ولا نريد أن نظل مشردين، النزوح بهذا الشكل لم يحدث إلا في عام 1948، لقد عاد بنا الاحتلال 100 سنة إلى الوراء”.

من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن العملية التي تشنها قوات الاحتلال في شمال الضفة الغربية أدت إلى تهجير 40 ألف لاجئ فلسطيني، موضحة أن هذه العملية هي الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية عام 2002.

وأشارت الوكالة في بيانها، الاثنين، إلى أن آلاف العائلات الفلسطينية هُجِّرت قسرًا منذ بدء القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة منتصف عام 2023، مؤكدة أن العمليات المتكررة والمدمرة جعلت مخيمات اللاجئين في شمال الضفة غير صالحة للسكن.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسَّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 شخص، وإصابة 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 14 ألفًا و300 شخص، وفق بيانات فلسطينية رسمية.

kh.p, lodl ',g;vl dv,,k luhkhjil fu] ji[dv hghpjghg gil
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين