منازل مدمرة وشهداء تحت الأنقاض.. صدمة بين سكان غزة بعد الحرب – قناة مصر اليوم
في اليوم الثالث من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، بدأ الكثير من الفلسطينيين الذين أنهكهم العدوان الذي استمر طوال 15 شهرا على قطاع غزة، في العودة إلى أطلال منازلهم سيرا على الأقدام أو على متن عربات بسيطة، وقد صدمهم مشهد الدمار الكامل.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يوم الأحد الماضي، وذلك بتسليم 3 محتجزات إسرائيليات، والإفراج عن 90 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال.
وبدأ الاهتمام الآن يتحول إلى إعادة بناء القطاع الساحلي الذي سواه جيش الاحتلال بالأرض في عدوانه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الاول الماضي.
ولم يتمكن بعض سكان غزة حتى من التعرف على المكان الذي كانوا يعيشون فيه ذات يوم فأداروا ظهورهم للأحياء المدمرة عائدين إلى الخيام التي كانوا يحتمون بها خلال الأشهر الماضية، في حين بدأ آخرون في إزالة الأنقاض في محاولة للعودة إلى ركام منازلهم.
وقالت الفلسطينية ولاء العر: «ننظف البيت ونرجع نشيل الردم عشان نرجع للبيت، هاي المخدات فيش شيء فاضل بالبيت»، مشيرة إلى المتاع المدمر في منزلها الذي تعرض للقصف في النصيرات، وهو مخيم للاجئين عمره عقود في وسط غزة.
وأضافت أن الشعور بالعودة إلى حيها «لا يوصف».
وأوضحت أنها بقيت مستيقظة طوال الليل يوم السبت في انتظار سريان اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم التالي، لكن التفاؤل المحيط به تضاءل.
وعبرت عن حزنها قائلة: «لما أنا فت على المخيم عينيا دمعت لأن مخيمنا مش هيك، كان الأفضل، إحنا طلعنا والأبراج واقفة والدور واقفة لا جيران كتير مستشهدين».
وفي مدينة غزة بشمال القطاع، انتظرت عبلة، وهي أم لثلاثة أطفال، بضع ساعات للتأكد من سريات الاتفاق قبل أن تتوجه إلى منزلها في حي تل الهوى الذي دمره القصف الإسرائيلي والهجمات البرية.
وقالت إن المشهد «مروع»، إذ تم تدمير المبنى المكون من 7 طوابق بالكامل، مؤكدة: «اتدمر مثل البسكوت».
وأضافت لرويترز عبر تطبيق للتراسل: «سمعت أن المنطقة تضررت بشدة وقد يكون المنزل اختفى، لكنني كنت مدفوعة بالشك وآمل أنه كان من الممكن إنقاذه».
وتابعت: «ما وجدته لم يكن مجرد منزل، إنه صندوق ذكريات، حيث أنجبت أطفالي واحتفلت بحفلات أعياد ميلادهم وصنعت لهم الطعام وعلمتهم كلماتهم وحركاتهم الأولى».
السابق
1 من 2
التالي
خيام على أنقاض المنازل
ونصب البعض خياما بجوار أنقاض منازلهم أو انتقلوا إلى منازل محطمة متسائلين متى ستبدأ إعادة الإعمار.
وأوضح تقييم للأضرار أجرته الأمم المتحدة هذا الشهر أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض المتبقية بعد القصف الإسرائيلي قد تستغرق 21 عاما وتكلف ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.
ومما زاد الطين بلة مخاوف من تلوث بعض الحطام بالأسبستوس، إذ من المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين المدمرة في غزة، التي بنيت في المدن على مدى عقود، تم بناؤها بهذه المواد.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 47 ألف شخص قُتلوا في الصراع، ومن المحتمل وجود رفات آلاف آخرين تحت الأنقاض.
وذكرت تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التنمية في غزة تراجعت 7 عقود بسبب الحرب.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، في إفادة صحفية في جنيف، اليوم الثلاثاء: «إنهم (سكان غزة) قادرون على العودة إلى ديارهم.. إن وصفها بالمنازل أمر مبالغ فيه بعض الشيء، لأن معظم ما يجدونه، خصوصا في الشمال، عبارة عن جبال من الأنقاض، لذا فهم بحاجة إلى المساعدة في هذا الشأن».
البحث عن جثث تحت الأنقاض
من جهته، قال الدفاع المدني الفلسطيني إن رجال الإنقاذ يواصلون البحث عن جثث مدفونة تحت أنقاض منازل أصحابها أو على جوانب الطرق، وقد عثروا على 150 جثة على الأقل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور صادمة لجثث متحللة.
وظل رجال يحفرون في مقبرة الشجاعية، التي دمرتها دبابات وجرافات الاحتلال خلال الشهور الماضية، بحثا عن قبور أقاربهم.
وقال عاطف جندية، متحدثا في المقبرة الواقعة بمدينة غزة: «أنا هاي تاني يوم ببحث وبدور عن قبر أبويا وقبر أخويا وزوجة أخويا ومش ملاقيهم».
وأضاف: «إحنا ارتحنا من وقف إطلاق النار، لكن برضو في نفس الوقت إحنا قاعدين ندور على شهدائنا، وبندور على قبورنا، وبندور على الشهداء ومش ملاقينهم».
ويقدر الدفاع المدني الفلسطيني أن هناك 10 آلاف جثة لا تزال تحت الأنقاض، ودعا إلى الحصول على آلات ومركبات ثقيلة للمساعدة في عملية استخراج الجثث التي يتوقع مسؤولون أن ستستمر لأشهر عدة.