مطار دمشق يستأنف الرحلات الدولية الثلاثاء المقبل – قناة مصر اليوم

تُواجه الإدارة السورية بقيادة أحمد الشرع تحديًا جديدًا عقب إعلان وزارة التعليم في البلاد تغيير المناهج بحذف مقررات وإضافة أخرى، إذ أثارت هذه الخطوة مخاوف لدى البعض من «أسلمة المناهج» وعدم الأخذ بعين الاعتبار مساهمة بقية المجتمع.

التغيير الجديد اعتمد حذف حقبة أسرة الأسد من المناهج الدراسية، بما في ذلك القصائد الشعرية التي تحتفل ببشار ووالده حافظ، في دورات اللغة العربية، بالإضافة إلى إجراء تغييرات طالت جميع المواد، ليتساءل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب قيام الحكومة المؤقتة بهذا الإجراء، ورفض آخرون ما عدُّوه محاولات «لمحو» أجزاء من تاريخ البلاد.

تغيير المناهج في سوريا

نشرت صفحة وزارة التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية السورية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس الأربعاء، قرار تغيير المناهج السورية لجميع الفئات العمرية مدعومًا بجداول تفصيلية عن المناهج الجديدة.

واللافت أن مَن يستقرئ هذا التغيير يجد أنه يتخذ «طابعا إسلاميا» أكثر، فعلى سبيل المثال جرى اعتماد عبارة «الدفاع عن الله» بدلا من عبارة «الدفاع عن الوطن»، هذا بالإضافة إلى إسقاط أي إشارة إلى عهد الأسد في جميع المواد الدراسية بالمراحل المختلفة.

الوزارة بررت التعديلات التي أجرتها على المناهج للعام الدراسي 2025م، بأنها تتماشى مع «القيم والمبادئ التي تسعى إلى تعزيزها».

وشملت التعديلات حذف فقرات تتعلق بالنشيد الوطني السوري، مثل فقرة «أكمل النشيد الوطني»، وفقرات أخرى تطلب حفظ النشيد الوطني أو استكماله، كما جرى حذف شعارات وصور للقادة السابقين، ومحتويات تتعلق بـ«الفخر الوطني».

وفيما يخص التاريخ والفلسفة، حذفت الوزارة فقرات تتحدث عن الآلهة القديمة والرموز غير الدينية حيث أزالت البطلة السورية الملكة زنوبيا، التي حكمت مدينة تدمر في العصر الروماني، وفي الجغرافيا، حذفت أسماء مواقع ومعالم ارتبطت بالنظام السابق.

كما أضافت محتويات قالت إنها «تعزز التفكير النقدي» وفي الوقت نفسه حذفت فقرات تتناول الرموز غير الدينية.

وطال التغيير اللغة العربية، حيث حذفت الوزارة النصوص والصور التي تعكس توجهات النظام السابق، وأدخلت محتويات قالت إنها أكثر حيادية وترتبط بـ«القيم العالمية»، كما أزالت فقرات تحتوي على «مفاهيم سياسية قديمة»، وركزت على «الموضوعات العلمية والتاريخية الحديثة».

وحتى مادة العلوم، شملها التغيير الجديد، بإسقاط نظرية التطور والانفجار الكبير.

تغيير المناهج يثير الجدل

عقب الإعلان عن تغيير المناهج في سوريا سادت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلقت أجراس الإنذار بين الناشطين ومستخدمي مواقع السوشيال ميديا.

وبحسب «بي بي سي» في نسختها الإنجليزية، يخشى الناشطون من أن تكون هذه علامة على أن أصواتهم -وأصوات الجماعات والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد- قد لا يُستمع إليها في ظل تطور البلاد تحت قيادتها الجديدة.

ويريد الناشطون توضيح معارضتهم لأي تحركات من جانب الحكومة الانتقالية لإحداث تغييرات في النظام التعليمي -أو أي مؤسسة أخرى من مؤسسات الدولة- دون مشاركة جميع قطاعات المجتمع السوري.

ويعتقد الناشطون أن التغييرات الأحادية الجانب في المناهج الدراسية تقوض الوعود بالمشاركة، ويريدون اتخاذ موقف منذ البداية لمصلحة قيم الحرية والاندماج التي أصبح من الممكن تحقيقها بعد إزاحة بشار الأسد.

الناشط والصحفي شيار خليل انتقد هذه التغييرات في منشور على فيسبوك، محذرا من أن «التعليم المبني على الأيديولوجيات المتطرفة قد يشكل أفرادا تهدد أفكارهم الأمن الإقليمي والدولي».

مصر اليوم 2">

وقال خليل إن «تغيير المناهج الدراسية تحت إشراف هيئة تحرير الشام ليس خطرا تعليميا فحسب، بل يمثل تهديدا طويل الأمد للنسيج الاجتماعي ومستقبل سوريا».

من جهته، وصف الصحفي زياد حيدر في منشور على فيسبوك هذه التغييرات بأنها «إعدامات تعليمية»، محذرا من أن «مجموعات دينية محددة تم استهدافها».

وعدَّت الإعلامية السورية ريما نعيسة وزارة التربية والتعليم في سوريا مخالفة لنفسها، مشيرة إلى أنها قالت إن «المناهج على وضعها»، ثم عقبت: «التعديل شمل ما يتعلق بالنظام السابق».

رد رسمي

في أول رد رسمي من الإدارة السورية الجديدة على هذه التخوفات، قال وزير التربية والتعليم السوري نذير القادري إن المنهج الدراسي لم يتغير جوهريا وسيبقى كذلك حتى يجري تشكيل لجان متخصصة لمراجعته وتنقيحه».

وقال القادري في بيان نشره على تطبيق تليغرام للمراسلة، اليوم الخميس، إن التعليمات الوحيدة التي أصدرها كانت تتعلق بإزالة المحتوى الذي وصفه بأنه يمجد «نظام الأسد البائد» ووضع العلم الثوري السوري في جميع الكتب المدرسية.

وأضاف الوزير أنه جرى تعديل معلومات «غير صحيحة» في مناهج التربية الإسلامية، حيث «جرى شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة خاطئة».