مصطفى البرغوثي: أتمنى أن تتراجع السلطة عن قرار تجميد عمل الجزيرة

قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إنه فوجئ بقرار السلطة الفلسطينية تجميد عمل قناة الجزيرة، وكان يأمل ألا يكون صحيحا، مشيرا إلى أنه يأمل التراجع عنه بسرعة.

وأضاف البرغوثي في مقابلة، الأربعاء، مع الجزيرة مباشر أن الجزيرة “لعبت دورا هاما في فضح وتعرية الجرائم الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة الجارية حاليا في قطاع غزة، بل وبشكل عام في دعم النضال الوطني الفلسطيني”.

وكانت السلطة الفلسطينية قررت تجميد عمل مكتب الجزيرة في فلسطين، وهي الخطوة التي استنكرتها شبكة الجزيرة واعتبرتها متماهية مع ممارسات الاحتلال ضد طواقمها.

وشدد البرغوثي على أن قرار تجميد عمل الجزيرة من جانب السلطة الفلسطينية “ليس أسلوبا سليما”، مشيرا إلى أنه “إذا كان هناك خلاف في الرأي في عدد من القضايا فيجب معالجته بالحوار”.

إضعاف حرية الرأي

وحذر البرغوثي أن تجميد عمل الجزيرة “سوف يؤدي إلى إضعاف حرية الرأي والتعبير في فلسطين، وليس هذا ما نحتاجه”، بحسب وصفه.

وأكد البرغوثي أننا اليوم “بحاجة إلى توحيد كل الطاقات في مواجهة الاحتلال وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم، ولسنا بحاجة إلى معارك جانبية”.

وتابع البرغوثي قائلا “على مدار الخمسة عشر شهرا الماضية كانت الجزيرة، بكل أفرعها وبرامجها، خير سند للنضال الوطني الفلسطيني، وخير سند لكشف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل”.

“أزمة عميقة”

وأشار البرغوثي إلى الأزمة العميقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حاليا بسبب الاحتلال في المقام الأول، والانقسام الفلسطيني ثانيا، مؤكدا أن “علاج هذا الوضع يتطلب توحيد الطاقات، بما في ذلك تجاه ما يجري في جنين وغيرها”.

وتحدث البرغوثي عن اجتماع لعدد كبير من الفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المدني أمس الثلاثاء، موضحا أن هذه القوى أصدرت بيانا “يدعو لحل كل المشكلات بالحوار وليس بالأساليب الأمنية”.

وأكد البرغوثي أنه “في نهاية المطاف الشعب الفلسطيني معرض لنفس الخطر، وكل القوى الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس والجبهة الشعبية، معرضة لنفس الخطر”.

وأوضح البرغوثي أن “الشعب الفلسطيني كله يتعرض لخطرين كبيرين، هما خطر التطهير العرقي وخطر الإبادة الجماعية التي تجري الآن في قطاع غزة، علاوة على خطر الضم والتهويد”.

وكرر البرغوثي قوله إنه يأمل في أن تتراجع السلطة الفلسطينية عن قرارها بتجميد عمل قناة الجزيرة بأسرع وقت ممكن.

تنديد

ونددت شبكة الجزيرة الإعلامية بإغلاق السلطة الفلسطينية مكتبها في الضفة، وأبدت استغرابها من الخطوة “التي تأتي وسط الحرب على غزة واستهداف الاحتلال وقتله للصحفيين الفلسطينيين”.

وقالت الشبكة في بيان إن “قرار السلطة الفلسطينية يأتي للأسف متناغما مع قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتبنا في رام الله”.

وأضافت أن “قرار منع صحفيينا من مواصلة عملهم محاولة لإخفاء حقيقة الأحداث بالأراضي المحتلة خاصة جنين ومخيمها”، مشيرة إلى أنه “يأتي في أعقاب حملة تحريض وترهيب مستمرة من جهات ترعاها السلطة الفلسطينية” ضد صحفيي الجزيرة.

وقالت شبكة الجزيرة إنها “تعتبر قرار السلطة الفلسطينية محاولة لثنيها عن تغطية الأحداث المتصاعدة التي تشهدها الأراضي المحتلة”.

وأكدت الشبكة أن “قرار السلطة لن يوقف التزامنا بمواصلة تغطية الأحداث والتطورات في الضفة الغربية بكل مهنية”.

وطالبت السلطة الفلسطينية “بإلغاء القرار فورا والسماح لفرقنا بالتغطية الحرة في الضفة دون ترهيب”.

وحمّلت الشبكة السلطة “المسؤولية الكاملة عن سلامة وأمن جميع موظفينا داخل الضفة الغربية”.