مسن سوري: عذبوني في الجوية ورموني كأنني جثة ميؤوس منها (فيديو)
“الجلّاد قتلهم أمامي”
التقت الجزيرة مباشر بعائلة أبو مالك في درعا، التي فقدت عددًا من أفرادها على أيدي قوات نظام بشار الأسد المخلوع خلال الثورة السورية، لتروي العائلة تفاصيل معاناتها وآلامها المستمرة في ظل ما خلّفته الحرب من آثار.
الأب.. جراح جسدية ومعنوية
وروى الحاج أبو مالك، الذي يعاني من سرطان في الحنجرة، تفاصيل مروعة عن التعذيب الذي تعرض له داخل فرع الجوية التابع للنظام السوري، قائلا “اختطفوني من منزلي واتهموني بالتحريض على التظاهر. تعرضت للتعذيب وشاهدت 7 من المعتقلين يلقون حتفهم أمام عيني”.
وأضاف “عذبوني حتى أصبحت بلا حيلة، ثم ألقوني خارج السجن كأنني جثة ميؤوس منها”.
ورغم خروجه من السجن بعد إصابته بجروح خطيرة، يعيش أبو مالك اليوم في ظروف صعبة، حيث يعتمد على مساعدة طفيفة من ابنه العامل بسوق الخضار.
الأم.. مأساة الفقد المتواصل
وتحدثت أم مالك بحرقة عن معاناتها مع فقدان أولادها، قائلة “اعتقلوا ابني من المنزل وأخذوا شابين آخرين. لم يتركوا لنا شيئاً، دُمر منزلنا بثلاث طوابق بالكامل. ولدي الآخر، الذي انضم للجيش الحر، استشهد في معركة الموت ولا المذلة، تاركاً خلفه زوجة وطفلاً رضيعاً”.
وتعيش أم مالك على أمل الحصول على أي خبر عن أبنائها المعتقلين أو حتى معرفة مصيرهم.
الأخوات.. حكايات من الحصار والمخيمات
وأشارت إحدى بنات العائلة إلى أنها فقدت شقيقها أثناء سفرهم لتجهيز زواجه، حيث أُخذ من حاجز أمني بدعوى تشابه الأسماء ولم يظهر منذ ذلك الحين. وأوضحت “13 سنة من البحث والأمل، وكل يوم أنتظر أن يظهر اسم أو أثر له”.
وتوجهت العائلة برسائل إنسانية من خلال الجزيرة مباشر، وقال الحاج أبو مالك “نطالب بحق أبنائنا المفقودين وبحياة كريمة لما تبقى من الأجيال القادمة”، فيما أضافت إحدى الأخوات “كل ما نطلبه أن نجد جثث أحبائنا أو نعرف أماكن دفنهم. لا نريد شيئاً سوى أن ندفنهم بكرامة”.
ورغم الألم والمعاناة، ختم أفراد الأسرة حديثهم بالدعاء أن يعوض الله أطفالهم وأحفادهم عن الظلم والقهر الذي تعرّضوا له، وطالبوا العالم بالوقوف إلى جانب الشعب السوري والعمل على المساعدة في إعادة بناء بلادهم من جديد.