مستقبل الحرب في السودان بعد عقوبات واشنطن على حميدتي
رجَّح خبراء للجزيرة مباشر أن تتأثر قوات الدعم السريع بشكل سلبي على المستويين العسكري والسياسي نتيجة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قائدها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) و7 شركات مرتبطة بها.
مستقبل مظلم
وقال اللواء معتصم عبد القادر الحسن، المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، إن الخطوة الأمريكية جاءت “متأخرة”، لكنه رأى أنها تشكل “ضربة قوية لقدرة قوات الدعم السريع على التسليح والإمداد”.
وذكر الحسن للجزيرة مباشر أن مستقبل قوات الدعم السريع “أصبح مظلمًا بعد هذه العقوبات”.
واتهم الولايات المتحدة بغض الطرف عما يجري في السودان منذ بدء الحرب، وهو ما “أسهم في إطالة أمد الحرب وارتكاب الانتهاكات الفظيعة ضد المدنيين السودانيين”.
وأوضح الحسن للجزيرة مباشر أن العقوبات “ستمنع التحرك الحر لقادتها بين الدول والظهور في المحافل الدولية مثلما كان يحدث في بداية الحرب، كما سيعطل قدرتهم على التحرك وسط قواعدهم، ويشل تسلسل التعليمات، ويجعل تلك القواعد تعمل في جزر معزولة دون استراتيجية متكاملة”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن العقوبات جاءت في حين تحقق قوات الجيش السوداني تقدمًا من الناحية الميدانية في ولايات الوسط والخرطوم ودارفور وكردفان، في مقابل تقهقر مستمر لقوات الدعم السريع منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وتوقع الحسن أن تؤدي كل هذه العوامل إلى “ترجيح كفة النصر لصالح القوات المسلحة السودانية”.
وفرضت الولايات المتحدة، في 7 من يناير/كانون الثاني الجاري، عقوبات أمريكية على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) و7 شركات مرتبطة بالدعم السريع “لدورهم في زعزعة الاستقرار وتقويض الانتقال الديمقراطي في السودان”.
بدوره، توقع الخبير العسكري عمر أرباب في تصريحات للجزيرة مباشر أن تؤثر العقوبات الأمريكية بشكل سلبي على الأداء العسكري لقوات الدعم السريع، خاصة ما يتعلق بالإمداد العسكري والدعم اللوجستي، لكنه استبعد أن تؤثر هذه العقوبات على قوات الدعم السريع لدرجة انهياره كليًّا.
ورأى أرباب أن العقوبات الأمريكية “محاولة لمنع قرار تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع”، لكنه قال إن العقوبات لن تؤثر في هذا الأمر بالنظر إلى تصميم الأطراف الداعية إلى تشكيل الحكومة.
وتوقع أن تقوم هذه القوى باتخاذ هذا القرار في غضون الأيام القليلة المقبلة، لتصبح أمرًا واقعًا مع تسلُّم الإدارة الأمريكية القادمة.
أثر اقتصادي
من جهته، توقع المحلل السياسي محيي الدين محمد أن يكون للعقوبات الأمريكية “أثر اقتصادي” على قوات الدعم السريع، سيظهر بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
وقال للجزيرة مباشر إن العقوبات تضع القوى السياسية في مجموعة “تقدم” أمام مصاعب إذا أرادت الذهاب في اتجاه تشكيل حكومة، لأن ذلك سيضعهم تحت طائلة العقوبات لأنهم يتعاملون مع منظمة “ترتكب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية”.
ورأى محمد أن ذلك يمثل تحولًا كبيرًا في الموقف الأمريكي “سيؤثر على سير العمليات العسكرية على أرض الواقع، وسيسهم في قطع الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع، كما سيُضعف من قدراتها العسكرية والميدانية”.
وأشار محمد إلى أن توصيف الإدارة الأمريكية للدعم السريع بأنه “جماعة ترتكب إبادة جماعية” قد يلحقه توصيف آخر وهو تصنيفها “جماعة إرهابية” الأمر الذي سيسهم في إضعاف القدرات العسكرية لتلك القوات، وتراجع موقفها السياسي والدبلوماسي، وسينعكس على الواقع السياسي والعسكري في ظل التقدم الذي يحققه الجيش السوداني على محاور مختلفة.
أما البروفيسور محمد حسين أبو صالح فقال إن العقوبات على الشركات الممولة للدعم السريع يعني “إيقاف أهم عنصر مساعد للعمل العسكري والسياسي للدعم السريع، وهو المال”.
وأضاف أن العقوبات الأمريكية سوف “تنهى المستقبل السياسي للدعم السريع”، على حد قوله.
ورحبت الخارجية السودانية بفرض واشنطن عقوبات على قوات الدعم السريع، في حين رفضت الأخيرة القرار الأمريكي، قائلة إنها تصعّب تحقيق السلام الشامل في السودان.