مدير الصحة بغزة: نخشى تدمير المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة

قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش إن الاحتلال الإسرائيلي يهاجم المستشفيات بشمال القطاع، إذ أرسل جنوده إلى المستشفى الإندونيسي ليطلب من العاملين فيه الإخلاء الفوري، وفي الوقت نفسه ذهب الجنود إلى مستشفى العودة وطالبوا بإخلائه وإلا سيتم تدميره.

وأوضح البرش في مقابلة مع الجزيرة مباشر، الجمعة، أن منظمة أطباء بلا حدود طلبت من الاحتلال معرفة مصير مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، فأنكر الاحتلال وجوده، ثم عاد وقال إنه معتقل بالفعل.

وتابع البرش “نخشى أن يتكرر سيناريو الاعتداء على مستشفى الشفاء في المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة، كما تكرر مؤخرا في مستشفى كمال عدوان”.

حياة أبو صفية مهدَّدة

وأشار البرش إلى أن هناك مخاوف “من تصفية الدكتور أبو صفية داخل السجون الإسرائيلية، كما تمّت تصفية الدكتور عدنان البرش” الذي كان رئيسا لقسم العظام بمستشفى الشفاء.

وأوضح البرش أن “الاحتلال يعمل بمزاجية شديدة مع المستشفيات في القطاع، فتارة يسمح لنا بالتنسيق وتارة يمنع التنسيق”، مشيرا إلى أن الطواقم الطبية في المستشفى الإندونيسي تطالب بإدخال الدواء والغذاء والمستلزمات الطبية وفك الحصار الذي فرضه الاحتلال على المستشفى.

كما يطالب مستشفى العودة بادخال الغذاء والمياه لأكثر من 110 أفراد في المستشفى.

“احتلال سادي يتفاخر بالقتل”

وأضاف البرش “الاحتلال يتصرف بشكل إجرامي نازي، حيث يقتل بشكل ممنهج، ويمارس شهوة القتل والاستمتاع بها، ولديه سادية، إذ يقوم الجنود بتصوير أنفسهم مع المعتقلين في المستشفى، وفي الأماكن التي تم تدميرها في شمال غزة وتحولت إلى ركام”.

وتابع “الاحتلال يتصرف بجنون حيث قتل أكثر من 100 شهيد أمس الخميس وأكثر من 50 شهيدا اليوم الجمعة، بحيث ارتقى 150 شهيدا منذ بداية العام الجديد 2025”.

لا خدمة طبية بشمال غزة

وأوضح أن نحو 75 ألف فرد في شمال قطاع غزة أصبحوا بلا خدمة طبية بعد تدمير مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة وإخلاء المستشفى الإندونيسي.

وذكر أن الاحتلال قتل حتى الآن 17 ألف طفل، كما دمر 25 مستشفى و80 مركزا طبيا، موضحا أن هناك حاليا 17 مستشفى فقط تعمل جزئيا في كل قطاع غزة.

وأشار إلى نقل الطواقم الطبية من مستشفيات شمال القطاع إلى مستشفيات بمدينة غزة للاستفادة منها.

الأمم المتحدة تدين استهداف المستشفيات

وفي السياق ذاته، دعت المقررة الخاصة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، التي اتهمت إسرائيل مرارا بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، والمقررة المعنية بالحق في الصحة الجسدية والعقلية تلالينغ موفوكينغ، الخميس، إلى “وضع حد للانتهاك الصارخ للحق في الصحة في غزة، بعد الهجوم على مستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي، واعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية واحتجازه تعسفيا”.

وقالت الخبيرتان في بيان “بعد مرور أكثر من عام على بدء الإبادة الجماعية، يصل اعتداء إسرائيل الصارخ على الحق في الصحة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى مستويات جديدة من الإفلات من العقاب”.

وكتبت الخبيرتان المفوضتان من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “نشعر بالصدمة والقلق إزاء التقارير الواردة من شمال قطاع غزة، وخصوصا الهجوم على العاملين في مجال الصحة، بما في ذلك آخر المستشفيات الـ22 التي تم تدميرها؛ مستشفى كمال عدوان”.

وأعربتا عن “قلق بالغ على مصير الطبيب حسام أبو صفية”، وطالبتا “بالإفراج الفوري عنه” وعن كل العاملين في المجال الصحي “المحتجزين تعسفيا”.

وأضافتا أن “هذا الوضع يندرج في إطار نمط إسرائيلي يهدف باستمرار إلى القصف والتدمير والقضاء التام على الحق في الصحة في غزة”.