ظلال الاخبار

«محمود خليل»..الاعتقال والترحيل ووقف التمويل!

0:00

محمود خليل.. تذكروا هذا الاسم جيدا، فيبدو أنه سيكون المسمار الأول في نعش مخططات ترامب الفاشية، أو هكذا نأمل.

فرغم أن القرن الحادي والعشرين، شهد انتهاكات متكررة من جانب الإدارات الأمريكية لحرية التعبير، ولكن خطوة اعتقال القيادي الطلابي الفلسطيني البارز محمود خليل، بسبب أرائه السياسية تعد الاكثر تطرفًا، فهي هجوم مباشر على الدستور. الاختفاء القسري الأمريكي! والاعتقال جاء بعد إعلان الخارجية الأمريكية خططها لترحيل الطلاب المرتبطين بالاحتجاجات المؤيدة لفلسطين خلال حرب غزة. وحتى وقت قريب، لم تكن محامية خليل، آيمي غرير، ولا زوجته الأمريكية، على علم بمكانه.  ورغم الإبلاغ في البداية بأنه محتجز في منشأة تابعة لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية في مدينة إليزابيث، بولاية نيوجيرسي، لكن زوجته علمت، بأنه لم يكن هناك بالفعل عندما حاولت زيارته. ثم، تأكد أنه أُرسل إلى لويزيانا، على بُعد 1300 ميل.  كل هذا يُذكرنا بوضوح وبشكل مُقلق بممارسة الاختفاء القسري الخارجة عن القانون، الشائعة في الأنظمة الديكتاتورية.

أعداء الوطن!

وتحت ذريعة التفوّق السياسي والأخلاقي لما يُسمّى بالديمقراطيات الغربية، بما في ذلك إسرائيل! يُجرَّم أعداء الداخل إلى حد إعلان شخص ما عدواً للدولة أو الشعب أو الإنسانية، بهدف قمع أي معارضة ولو ضئيلة تجاه الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

وحين لا تكفي الخطابات الإعلامية والسياسية، تتدخل الشرطة.

ومؤخراً، خضع خليل – بين عدد من الناشطين المناصرين للفلسطينيين- لتحقيق أجرته هيئة تأديبية شُكّلت حديثاً في جامعة كولومبيا، للتحقيق في شكاوى التحرّش والتمييز.

وكان خليل، أحد أبرز قادة الاحتجاجات الطلابية لدعم غزة، وكان يخطب في المتظاهرين، ويتفاوض باسمهم، ويتواصل مع وسائل الإعلام.

ورفض خليل، ومعه قادة “تنسيقية كولومبيا لسحب الاستثمارات ومقاطعة إسرائيل”، الاتهامات الموجه لهم “بمعاداة السامية”، مؤكدا بأن انتقاد إسرائيل، لا يعد “معاداة للسامية”.

ويختصر الاستخدام المشين لتهمة “معاداة السامية” تعريف العدو اليوم.

فمنذ الإبادة الجماعية التي أُطلِقت ضد الفلسطينيين، تُنفّذ “الحرب العادلة” والحرب الأهلية علناً ضد كل من يرفض الخضوع للعسكرة الجارية: الشك في الحق الخاص خيانة؛ الاهتمام بحجة الخصم عدم ولاء؛ ومحاولة النقاش تصبح توافقاً مع العدو.

الصوت اليهودي

وأثار اعتقال، خليل، انتقادات واسعة من المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن جماعات طلابية ومدافعة عن الحريات المدنية، ومن عدد محدود من نواب الحزب الديمقراطي بالكونغرس.

ومن أبرز هذه الجماعات حركة “الصوت اليهودي من أجل السلام”، التي احتلت برج ترامب في نيويورك، ورفع المحتجون، الذين ارتدوا قمصانًا كتبوا عليها “اليهود يقولون أوقفوا تسليح إسرائيل”، شعارات تندد بسياسات إدارة “ترامب-ماسك”.

ووقعت عضو الكونغرس الديمقراطية رشيدة طليب، وثلاثة عشر نائبًا ديمقراطيًا آخرين، فقط، رسالةً مفتوحةً تصف خليل بـ “السجين السياسي” وتطالب بالإفراج عنه فورًا.  وعندما داهمت الشرطة جامعة كولومبيا في مايو/أيار الماضي، قارن المعلقون الحملة بقمعها للحركة الطلابية عام 1968. لكن عداء الجامعة للحركة المناهضة للحرب يعود إلى عام 1917، عندما فصلت إدارتها أعضاء هيئة التدريس واعتقلت الطلاب.وعلى مدار ربع القرن الماضي، سألت مؤسسة غالوب الأمريكيين سنويًا: “في وضع الشرق الأوسط، هل تعاطفكم مع الإسرائيليين أكثر أم مع الفلسطينيين؟”.  هذا العام، أجاب 46% فقط بـ “الإسرائيليين”. وهذا أدنى مستوى على الإطلاق. أما نسبة من قالوا “الفلسطينيين” فقد بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق، 33%.

الاعتقال والترحيل ووقف التمويل

ولوقف موجة التضامن غير المسبوقة مع غزة، لم تكلف إدارة ترامب نفسها عناء التظاهر، بأن “خليل، الحاصل على إقامة دائمة في أمريكا، مُستهدف لأي سبب سوى محتوى خطابه السياسي المحمي دستوريًا.

ترامب أبدى رأيه عبر منصات التواصل الاجتماعي قائلا إن خليل “طالب أجنبي متطرف مؤيد لحماس”، مؤكدا أن اعتقاله يمثل “بداية سلسلة من الاعتقالات القادمة”.

وقال على منصته “سوشيال تروث”، من باكر،”سيتوقف كل التمويل الفيدرالي عن أي كلية أو مدرسة أو جامعة تسمح بالاحتجاجات غير القانونية.. سيتم سجن المُحرِّضين أو إعادتهم نهائيًا إلى بلدهم الأصلي. سيتم طرد الطلاب الأمريكيين نهائيًا، أو، حسب… جريمتهم، سيتم اعتقالهم. ممنوع ارتداء الأقنعة! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر”.

وأعلنت جامعة كولومبيا، أنها فرضت مجموعة من العقوبات على الطلاب الذين احتلوا مبنى جامعياً، خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. وجاء الإعلان بعد أسبوع من إعلان إدارة ترامب إلغاء 400 مليون دولار من المنح المخصصة للجامعة رداً على ما وصفته بـ “ضعف استجابتها لمعاداة السامية”. خطة الإنقاذ

وفي محاولة لتفسير هذه الممارسات، التي تتخذها الإدارة الأمريكية، يرى عالم الاجتماع الإيطالي، ماوريزيو لازاراتو، أن الديمقراطية في الغرب الأوروبي والأمريكي، تمكنت أن تنقذ القلة الرأسمالية المحتكرة، من الأزمة الممتدة، عبر المساعدة والمساهمة في صعود الفاشيين لسدة الحكم.

وهكذا انتقلت الرأسمالية، من طور الرأسمالية الإمبريالية الاحتكارية إلى الرأسمالية الفاشية، وهي المرحلة الراهنة من مراحل الرأسمالية النيوليبرالية المتوحشة.

واعتبر المفكر الإيطالي أن الحكومات التي سمّاها بـ”الذوات المهزومة”، لا يمكنها سوى الرضوخ للنيوليبرالية المتحالفة تحالفاً مقدساً مع الفاشية.

وأكد لازاراتو، في مقال على موقع “صفر” اللبناني، على أن الجوهر السياسي والاجتماعي والإعلامي للنيوليبرالية الرأسمالية هو ذاته جوهر الفاشية، وأنها لا تؤمن في حقيقتها بمبادئ وقيم الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان.

سمات الفاشية الرأسمالية

وفي الطور الفاشي للرأسمالية، تتعاون الحكومات التي تسيطر عليها الغالبية اليمينية المتطرّفة مع الشركات الكبرى لتحقيق “الهيمنة الاقتصادية والسياسية”.

وتستفيد هذه الشركات الكبرى من هذا الدعم الحكومي، بينما تقدّم الدولة الحماية السياسية والاقتصادية لهذه الشركات، مثل ضمان الاستقرار السياسي أو حماية السوق الداخلية من المنافسة الخارجية. وهذا هو برنامج ترامب مع المنافسين كالصين.

وتروّج هذه الأنظمة، حسب المفكر الإيطالي، لأيديولوجية “الاستعلاء الوطني”، حيث يتم تصوير “المواطنين” من “الأعراق أو الثقافات الأخرى” على إنهم أعداء أو تهديد للأمة.

وترتبط الفاشية الجديدة بـ “التوسّع العسكري” و”الهيمنة الخارجية” على الدول الضعيفة أو “الاستعمار الجديد”. وقد تسعى لاحتلال أراضٍ جديدة، لتعزيز مصالحها الاقتصادية أو السياسية.

رمزية معركة خليل

لقد حول ترامب، خليل، 29 عاماً، المولود في سوريا للاجئين فلسطينيين، إلى رمز يلتف حوله كل من يؤمن بحرية الرأي والتعبير، وبحرية فلسطين.

وباتت كلمات زوجته عنه، “محمود فلسطيني، يدافع عن شعبه ويقاتل من أجله.” تتردد في كل الفاعليات التضامنية.

ولذا لم يكن غريبا أن يوقّع أكثر من 2.5 مليون شخص على عريضة يطالبون فيها بإطلاق سراح خليل فوراً.

وأن يصوت طلاب كلية الحقوق في جامعة هارفارد، في نفس الأسبوع، لصالح سحب الاستثمارات من الاحتلال.

وحتى الآن، لا يوجد دليل على أن خليل دعم حركة “حماس”، وحتى لو فعل، فإن وصفه بـ “سجين سياسي” سيظل صحيحًا تمامًا.

وكما قالت المفكرة الثورية روزا لوكسمبورغ ذات مرة: “الحرية دائمًا وحصريًا لمن يفكر بشكل مختلف”.

بمعنى آخر، أن اختبار التزامنا بحرية التعبير يكمن دائمًا في مدى امتداد هذه القناعة إلى من نمقت آراءهم.

والمؤكد أن ترامب، الذي يعِد بمزيد من التعامل الحازم مع الطلاب الأجانب المنخرطين في حركة التظاهرات، عازم على تنفيذ أجندته الفاشية.

بيد أنه، من المؤكد أيضا، أنه سيواجه باحتجاجات متنامية، في الداخل والخارج، قد يكون اعتقال خليل هو شرارتها الأولى.

«lpl,] ogdg»>>hghujrhg ,hgjvpdg ,,rt hgjl,dg!
اللهم إني أسألك علماً نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم