ماسك يهين رئيس ألمانيا ويشتبك مع مستشارها ويدعم حزبا متطرفا فيها
بعد إهانته المستشار الألماني أولاف شولتس، وجَّه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إهانات للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في منشور على منصة إكس التي يمتلكها.
وكتب ماسك المقرَّب من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب “شتاينماير طاغية مناهض للديمقراطية. عار عليه”.
وعندما سئل مكتب الرئيس الألماني عن المنشور، قال إنه أحيط علما به لكنه لن يعلق عليه.
وأشار ماسك في تعليقه إلى منشور إحدى المؤثرات المقربات من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، الذي هاجمت فيه شتاينماير بعد أن تحدَّث ضد تأثيرات خارجية، خلال خطابه الذي ألقاه عند إعلان حل البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) قبل بضعة أيام.
وفي ذلك الخطاب، وجَّه شتاينماير انتقادات صريحة لتأثير منصة إكس على الحياة السياسية.
وحذر الرئيس الألماني، الجمعة، في خطاب بمناسبة العام الجديد، من “النفوذ الخارجي الذي يشكل خطرا على الديمقراطية، خصوصا عندما يتم التعبير عنه بطريقة علنية وغير خفية، كما يجري حاليا بشكل مكثف خاصة على منصة إكس”، على حد قوله.
تدخُّل ماسك في السياسة الألمانية
وتسبب ماسك في اضطرابات للسياسة الألمانية منذ أيام، حيث روَّج مجددا في صحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية لصالح انتخاب حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي في الانتخابات العامة المبكرة المقرر إجراؤها في 23 من فبراير/شباط المقبل.
وعقب انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا، هاجم ماسك -رئيس شركة تسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية التي تمتلك مصنعا في ألمانيا– المستشار شولتس على إكس، وكتب باللغة الألمانية “أولاف أحمق”.
ويوم الاثنين، عاد ماسك للهجوم على شولتس، وتوقع هزيمته في الانتخابات المقبلة.
شولتس يندد بمواقف ماسك
من جانبه، ندد شولتس ونائبه روبرت هابيك، الثلاثاء، باستمرار دعم ماسك لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، قبل شهرين من الانتخابات التشريعية.
وقال المستشار في خطابه بمناسبة العام الجديد “أنتم المواطنون تتخذون القرار. من يقرر ليس مُلّاك شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأضاف شولتس “من يصرخ بأعلى صوت ليس هو من يحدد ما سيحدث لاحقا في ألمانيا، بل الغالبية العظمى من المحترمين والعقلاء”.
كما انتقد نائبه، وزير الاقتصاد والتغير المناخي روبرت هابيك، في رسالته بمناسبة العام الجديد “المنطق” و”النظام” الذي وضعه إيلون ماسك.
وقال هابيك، مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار، إن ماسك “يدعم أولئك الذين يُضعفون أوروبا. أوروبا الضعيفة تصب في مصلحة أولئك الذين يشكل القانون بالنسبة إليهم حدّا لا يتناسب مع سلطتهم”.
دعم حزب البديل
ونشرت صحيفة (فيلت) الألمانية، السبت، مقال رأي لإيلون ماسك ذكر فيه أن “البديل من أجل ألمانيا” هو “بصيص الأمل الأخير” لهذه البلاد، معارضا بشدة تصنيفه “الخاطئ” ضمن اليمين المتطرف.
وفي المقال، أعاد ماسك تأكيد موقفه الداعم للحزب، الذي سبق أن أيّده في 20 من ديسمبر/كانون الأول، في تغريدة أثارت امتعاضا في ألمانيا في خضم الحملة الانتخابية.
ويُتوقع أن يحظى حزب “البديل من أجل ألمانيا” بنحو 20.5% من أصوات الناخبين، ويأتي في المرتبة الثانية بعد المعارضة المحافظة التي تحظى بـ31 % من أصوات الناخبين، وفق استبيان أجراه مركز الإحصاء الوطني، ونشرته صحيفة “بيلد” الثلاثاء.
ويتنامى الامتعاض في ألمانيا من تصريحات ماسك في ظل تنامي نفوذ الملياردير مع اقتراب ولاية ترامب الذي كلّفه بتولي وزارة مستحدَثة لكفاءة الحكومة.