لماذا لا يوجد بعوض في آيسلندا؟! (فيديوجراف)
تُعَدّ آيسلندا واحدة من أجمل الدول في العالم، حيث تجمع بين جمال الطبيعة وتاريخها العريق، ولعل ما يجعل هذه الجزيرة الصغيرة فريدة من نوعها هو تنوع معالمها السياحية؛ من الشلالات الجبارة إلى الأنهار الجليدية والبراكين النشطة، فضلاً عن فرصة مشاهدة الشفق القطبي، لكن هل لدى آيسلندا كل شيء؟
الأجابة بالتأكيد النفي، فهناك شيء يفتقر إليه البلد، وهو “البعوض”.
يوجد حوالي 3.5 ألف نوع من البعوض في العالم، والذي يتكاثر في البيئة المائية، وعادةً ما يظهر البعوض في المروج الرطبة بالقرب من البحيرات، ويلدغ الإنسان دون آثار صحية خطيرة.
ومع ذلك، فإن البعوض قد يصبح خطيرًا في المناطق الاستوائية، حيث ينقل أمراضًا مميتة مثل: “الملاريا” و”فيروس زيكا”، وعلى الرغم من كونه مزعجًا، فإن البعوض جزء لا يتجزأ من النظام البيئي.
إذ يلعب البعوض دورًا حيويًا في السلسلة الغذائية، ويُعد غذاءً لأنواع عدة من الحيوانات، مثل الطيور والخفافيش والضفادع، كما أن يرقات البعوض تُعَدّ غذاءً للأسماك، إلى جانب ذلك، يقوم ذكور البعوض بتلقيح الأزهار خلال التغذية على رحيقها، ما يسهم في الحفاظ على تنوع النباتات.
اقرأ أيضًا:احذر من خدش موضع لدغة البعوض.. الأمر أخطر مما تتخيل
آيسلندا تُعَدّ استثناءً، حيث لا يوجد فيها بعوض، وهناك تفسيران رئيسيان لذلك، الأول والأكثر شيوعًا هو أن الطقس الآيسلندي غير مناسب لتكاثر البعوض، فعلى الرغم من قدرة البعوض على التأقلم مع درجات الحرارة الباردة، إلا أنه لا يستطيع النجاة في ظل التغيرات المناخية الحادة في آيسلندا.
إذ تشهد أيسلندا ثلاثة فصول صقيع رئيسية في السنة، ما يجعل من الصعب على البعوض إكمال دورة حياته، وعندما تبدأ اليرقات في التطور، يأتي البرد ويجمد المياه التي تحتاج إليها، ما يمنعها من النمو والتكاثر.
أما النظرية الأخرى فتشير إلى أن الماء والتربة في آيسلندا يحتويان على مواد كيميائية غير مناسبة لعيش البعوض، ومع ذلك، فإن التغيرات المناخية المتسارعة قد تؤدي إلى ظهور البعوض في المستقبل، حيث بدأت أنواع جديدة من الحشرات تظهر في البلاد نتيجة لارتفاع متوسط درجات الحرارة.