ظلال الاخبار

“كابوس متجدد وفئران تجارب”.. عاصفة من الجدل في الشارع المصري بشأن نظام البكالوريا

0:00

“الثانوية العامة كابوس متجدد مع اختلاف التفاصيل”. بهذه الكلمات يحاول سيد مصطفى، ولي أمر لاثنين من الطلبة، تلخيص عاصفة الجدل المتصاعد بشأن تعديلات حكومية حملت عنوان “البكالوريا الجديدة”.

مصطفى -المهندس بهيئة الاتصالات- قال للجزيرة مباشر إن ابنه الأكبر اجتاز الثانوية العامة قبل عامين وسط عاصفة مشابهة بشأن استخدام “التابلت” في الامتحانات، بينما الثاني في نهاية المرحلة الإعدادية حاليا ويستعد لخوض “غمار البكالوريا”.

وحمّل مصطفى التعديلات الحكومية المتكررة المسؤولية عن فشل ابنه في اللحاق بإحدى كليات القمة قائلا “نحن فئران تجارب”.

ويبدو مصطفى كغيره من عديد أولياء الأمور لا يعرف الكثير عن “البكالوريا” منتقدا ما اعتبره تسرعا حكوميا في طرح النظام الجديد.

وعرضت الحكومة المصرية خطتها للتعديل على مجلس النواب في نحو ساعتين فقط مما أثار انتقادات واسعة تراجعت على إثرها لتعلن طرح “البكالوريا” للحوار المجتمعي واستدعاء وزراء التعليم السابقين وعدد من الخبراء لطرح أفكارهم.

ما هو نظام البكالوريا؟

  • تشمل شهادة البكالوريا الصفين الصف الثاني والثالث الثانوي، بعد أن كانت تشتمل الثانوية العامة على الصف الثالث فقط.
  • هناك 4 مسارات للطالب “بدلا من 3 وفق النظام القديم” إما الالتحاق بشعبة الطب وعلوم الحياة، أو الكيمياء والبرمجة، أو الأعمال، أو الآداب والفنون.
  • خلال الصف الثاني يدرس الطالب 4 مواد (تتضمن 3 مواد أساسية ومادة تخصصية) والمواد الأساسية هي اللغة العربية والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولى.
  • يدرس الطالب خلال الصف الثالث الثانوي 3 مواد (مادتان داخل التخصص إضافة إلى مادة “التربية الدينية” وهي المرة الأولى التي يتم إدراج مادة الدين ضمن المواد المحتسبة داخل المجموع الكلي).
  • يدرس الطالب 7 مواد موزعة على عامين بدلا من 7 مواد خلال عام واحد وفق النظام القديم.
  • عودة نظام تحسين المجموع بالامتحانات بحيث يكون للطالب 6 فرص “4 في الصف الثاني و2 بالصف الثالث” لإعادة الامتحان في أي مادة حال عدم رضائه عن مجموعه بها، مع احتساب أعلى درجة ضمن المجموع الكلي.
  • إقرار فرض رسوم لكل مادة يختار الطالب تحسين مجموعه بها وتقدر بـ 500 جنيه.

التطوير يحتاج دراسات معمقة

ورأى الخبير بالمركز القومي لضمان جودة التعليم صلاح رشاد أن التعديلات ضرورية وتصب بمصلحة الطالب، لكنه قال للجزيرة مباشر إن التطوير يحتاج دراسات معمقة.

واعتبر رشاد أن أزمات التعليم في مصر معروفة وتحتاج علاجا فوريا مثل الكثافة الطلابية والعجز القياسي بعدد المعلمين الذي تجاوز كما يقول 324 ألف معلم فضلا عن الرواتب والأجور.

ولفت رشاد إلى أن الحوار المجتمعي قد يكون مقدمة جيدة لتصحيح المسار مطالبا بالاستماع لكل وجهات النظر لتشمل أيضا أولياء الأمور والمعلمين.

بدوره، كشف وزير التعليم السابق رضا حجازي عبر صفحته على فيسبوك عن أن مقترح تطوير الثانوية العامة بدأ منذ سنوات مشيرا إلى أن عرضه للحوار المجتمعي يهدف للوصول إلى صيغة نهائية ترضي جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية، مع إدخال تعديلات مستمرة تعكس التطورات الواقعية.

وأوضح حجازي “البكالوريا الدولية نظام تعليمي بمناهج ونظم تقييم مختلفة تمامًا عن النظام التعليمي في مصر“.

وأشار إلى أن “نظام العامين كان معمولًا به مسبقًا، وتم العدول عنه نظرًا لإرهاق الأسرة المصرية نفسيًا وماديًا لذا، أنصح الوزارة بالاطلاع على أسباب ذلك والاستفادة من تجارب الماضي”.

 

في السياق، رصدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في تحليلها للموازنة العامة المعلنة للعام المالي 2024/2025، استمرار تراجع الإنفاق على التعليم من الناتج المحلي الإجمالي لتبلغ 1.72% بدلا عن 4% يفرضها الدستور.

وفي العام الدراسي 2024/2023 التحق قرابة 25 مليون طالب بالمدارس الحكومية والخاصة في كافة المراحل بينما وصلت الكثافة ببعض المدارس حسب إحصاءات وزارة التعليم إلى 200 طالب بالفصل الواحد.

وأشار خالد عبد الغفار وزير الصحة المشارك بالحوار بشأن “البكالوريا” إلى أن النقاش مفتوح لكل الآراء وينفي وجود توجيهات بإقرار مسار معين.

 

اللعب بالنار

وفي اتجاه آخر، حذر المحامي محمد بكر عبر صفحته على فيسبوك من خطورة اللعب بالمشاعر الدينية في التطوير المقترح.

وألمح إلى أن “إضافة التربية الدينية للمواد الأساسية التي تضاف للمجموع سيخلق نوعا من الفتنة بين طلاب مادتي التربية الإسلامية والمسيحية من باب اتهامات متبادلة بتخفيف امتحان أي منهما لأسباب طائفية، وهو ما يعد لعبا بالنار”، على حد وصفه.

وفي محاولة لطمأنة الملايين من أولياء الأمور أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي للصحفيين أن الحوار المجتمعي سيؤدي لتطوير مقترح نظام البكالوريا قائلا: “النظام يأتي لتخفيف الأعباء النفسية”.

وأضاف مدبولي “شيء قاسي بالنسبة لي كأب إني أسمع خبر كل عام بشأن انتحار ابن أو بنت من أولادنا بسبب الثانوية أو تعرضهم لانهيار عصبي ونفسي”.

من جهته، رحب أشرف عبد الواحد -معلم لغة عربية وولي أمر- بالتحرك لتخفيف الضغوط النفسية، قائلا: “هناك تعديلات جيدة مثل العودة لنظام تحسين المجموع وإضافة التربية الدينية للمواد الأساسية وتنمية المهارات الفكرية والنقدية”.

وأشار عبد الواحد خلال حديثه مع الجزيرة مباشر إلى أن عدد الطلاب المسجلين لاجتياز الاختبارات النهائية بالمرحلة الثانوية العامة بلغ 783 ألفا بجميع المحافظات وهو ما يؤشر على أهمية التعديلات. لكنه لفت إلى أن التعديلات تجاهلت أزمة المعلمين.

وقال معوض قابيل -معلم لغة إنجليزية- للجزيرة مباشر إن منح الطالب فرصة تحسين الدرجات بمقابل مادي يجعل “التفوق للأغنياء فقط” ويقضي على تكافؤ الفرص.

بينما رأت أم عمر -ولي أمر- أن مصيرا مجهولا ينتظر الجيل الحالي وقالت للجزيرة مباشر “مشاكل التعليم مزمنة”.

وقال النائب فريدي البياضي عضو مجلس النواب “إشكاليتنا الكبيرة في المدرسين أهم من تطوير المناهج وتغيير النظام رغم أهميته”.

وأضاف في تصريح لوسائل إعلام محلية أن “العجز في عدد المعلمين بلغ 650 ألفا وشدد على أن الميزانية هذا العام والسنوات السابقة لا تفي بالنسب الدستورية”.

ومع تصاعد الجدل والقلق، حذر الخبير التربوي صلاح رشاد مما يسميه “اللعب بالنار” في ملف الثانوية العامة المستقر منذ عشرات السنين مطالبا بتوفير الوقت الكافي للنقاش والتريث في التنفيذ أو التحرك بشكل تدريجي وتقييم كل مرحلة.

“;hf,s lj[]] ,tzvhk j[hvf”>> uhwtm lk hg[]g td hgahvu hglwvd faHk k/hl hgf;hg,vdh
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم