أخبار فلسطين اليوم

قبيل رحيله.. بلينكن يبرر جرائم إسرائيل في غزة.. ويرفض اتهامها بارتكاب «إبادة جماعية»

0:00

أبى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن يغادر منصبه في إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، إلا بمواصلة الدفاع عن إسرائيل وتبرير حربها الوحشية على غزة بوصف جرائمها بأنها «دفاع عادل»، زاعمًا أن حركة حماس هي من تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فيما يقترب العدوان على القطاع المحاصر من إكمال شهره الـ15.

وقبل أسبوعين من مغادرة منصبه، أظهر بلينكن انحيازه السافر إلى يهوديته وصهيونيته وإلى دولة الاحتلال، واصفًا الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في حربها على غزة بـ«الدفاع العادل»، وذلك على الرغم من أن ما يحدث على الأرض يشهد تنديدًا دوليًا واسعاً بعد استشهاد نحو 46 ألف فلسطيني وتدمير البنية التحتية وخاصة المستشفيات والتسبب في نزوح 90% من سكان القطاع.

دفاع عادل!

وردًا عى سؤال بشأن عدم احترام إسرائيل لقواعد الحرب في غزة، قال بلينكن في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، «عندما يتعلق الأمر بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، في دفاعها العادل في محاولة للتأكد من عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر، قلنا منذ اليوم الأول إن الطريقة التي تقوم بها إسرائيل لتحقيق ذلك مهمة».

وعن استمرار الولايات المتحدة في تزويد إسرائيل بالأسلحة بمليارات الدولارات، رغم كل الدمار الذي لحق بغزة والقنابل الأميركية التي قتلت المدنيين وحركة حماس التي لم تعد تشكل تهديدًا كما كان في السابق بحسب الصحيفة، رد بلينكن قائلاً: «كنا وما زلنا ملتزمين بشكل أساسي بالدفاع عن إسرائيل، ومن المؤسف أنها تواجه خصومًا من كل الاتجاهات، لذلك فإن الدعم الذي تقدمه واشنطن على مدار سنوات عبر الإدارات السابقة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، هو دعم حيوي للغاية».

دعم أميركي مستمر

كما اعتبر أن هذا الدعم لضمان «قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وردْع أي عدوان» من إيران أو وكلائها سواء حزب الله، أو الحوثيين، زاعمًا أنه «كان من الضروري الحفاظ على دعم إسرائيل لمنع توسع الصراع بما ينتج عنه من موت ودمار».

ويتعارض ذلك مع تصريحات بلينكن بأن إدارة بايدن كانت مصممة على القيام بكل ما في وسعها للمساعدة في ضمان عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول مرة أخرى، والتأكد من أن «الحرب لن تتوسع وأن الصراع لن يمتد إلى جبهات أو دول أخرى».

وقال بلينكن «إن إسرائيل دمرت قدرات حماس العسكرية وقضت على القيادة المسؤولة عن أحداث 7 أكتوبر» على حد تعبيره.

50 ألف طن

قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية بلغت أكثر من 50 ألف طن، استخدمها جيش الاحتلال في الحرب على غزة ولبنان وسوريا، بحسب بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، التي نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وبحسب بيانات المعهد، التي نشرتها الصحيفة العبرية، فإن الولايات المتحدة زودت جيش الاحتلال بين عامي 2019 و2023 بنحو 69% من الأسلحة، وهو رقم ارتفع إلى 78% في الفترة اللاحقة.

وبحلول ديسمبر/ كانون الأول 2023، نقلت الولايات المتحدة أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة بقيمة 2.4 مليار دولار إلى دولة الاحتلال في صفقة محددة، وقفز هذا الرقم إلى 50 ألف طن، بحلول أغسطس/ آب 2024، على متن مئات الطائرات والسفن.

إبادة جماعية

وحول سؤال عن مدى استشعاره القلق بشأن أنه كان يشرف على ما قد يراه العالم «إبادة جماعية» ارتكبتها إسرائيل في غزة، رد بلينكن رافضًا: «لا.. ليس الأمر كذلك.. لا أستطيع الإجابة عما يتعلق برؤية العالم، لكن على الجميع أن ينظروا إلى الحقائق، ثم يستخلصوا استنتاجاتهم الخاصة منها».

ويأتي تصريح بلينكن الذي يدافع باستماتة عن دولة الاحتلال، على الرغم من أن وزير الجيش الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، اعتبر ما حدث في القطاع الفلسطيني «جرائم حرب وتطهير عرقي».

وفي نوفمبر الماضي، أصدرت اللجنة الأممية الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة، تقريرًا يعتبر أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة «تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية» ويتهم الاحتلال باستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب.

منع المساعدات

وفيما يتعلق بإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، أكد بلينكن أنه كان هناك إجماع في إسرائيل على مستوى القيادات والمجتمع بأكمله على عدم «وصول أي مساعدات ولو حتى إلى فلسطيني واحد داخل غزة»، مبررًا ذلك بأن بسبب حالة الصدمة التي عاشتها دولة الاحتلال بعد أيام من السابع من أكتوبر 2023 وإطلاق حركة حماس عملية «طوفان الأقصى».

وزعم بلينكن أن إدارة بايدن حاولت طوال الوقت، من خلال الضغط على إسرائيل، «تلبية احتياجات الذين وقعوا في مرمى نيران الحرب، لا سيما وأن هناك شعب فلسطيني يعيش في صدمة».

وتتعارض تصريحات بلينكن بما يشهده قطاع غزة من نقص في المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب وكذلك إجراءات الاحتلال بمنع دخولها أو تجريدها من مكوناتها الحيوية، ما فاقم أزمة الجوع في القطاع.

وقد حذرت الأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أن 1.95 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في غزة، وأنه في غياب زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية، فإن الناس سوف يبدأون في الموت جوعاً.

وفي 24 ديسمبر/ كانون الأول، قالت إن عمليات تسليم المساعدات الإنسانية لا تزال غير كافية، وخاصة في شمال القطاع، حيث أصدرت إسرائيل أوامر بالإخلاء وفرضت قيودًا شديدة على المدنيين.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن جورجيوس بيتروبولوس، وهو مسؤول كبير في الأمم المتحدة في رفح جنوب القطاع، قوله في تنهاية ديسمبر الماضي، إنه عندما تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول المساعدات الإنسانية، فإنها تجرد الشحنات من عناصر حيوية، مثل الوقود اللازم لتشغيل المولدات في المستشفيات ومراكز إيواء النازحين.

وقف إطلاق النار

وحول جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، قال بلينكن لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن إدارة الرئيس بايدن أمضت عدة أشهر في وضْع خطة «اليوم التالي» للحرب في غزة مع العديد من الدول في المنطقة، وتحديدًا من «الشركاء العرب».

وأشار إلى أنه «إذا لم تسنح لنا الفرصة للبدء في محاولة تنفيذها من خلال اتفاق وقف النار وإطلاق سراح المحتجزين في غضون الأسبوعين المقبلين، فسنسلمها إلى إدارة ترمب القادمة، ويمكنها أن تقرر ما إذا كانت ستمضي قدماً في ذلك».

وأكد بلينكن أن التوصل لاتفاق وقف النار يسمح بعملية لتبادل المحتجزين، هو السبيل الأسرع والأكثر فاعلية لإنهاء حرب غزة بشكل دائم، زاعمًا أن أكبر عائقين يحولان دون التوصل إلى ذلك يتعلقان بدوافع حماس.

نتنياهو «يعرقل» والسنوار «صانع قرار»

وردًا على سؤال بشأن دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في عرقلة جهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في يوليو الماضي، الذي كان سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، قال بلينكن «لا، هذا ليس صحيحًا».

لكنه أقر بأن إسرائيل سبق وأن اتخذت إجراءات أدَّت إلى جعْل المفاوضات أصعب، ورغم ذلك زعم بلينكن أنه «كان هناك مبرر» لتلك الإجراءات من قبل حتى لو كانت تزيد من صعوبة الوصول التوصل إلى اتفاق.

كما اعترف وزير الخارجية الأميركي بأن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، في مواجهة مع قوات الاحتلال في جنوب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أدى إلى «غياب صانع قرار وحيد»، مشيرًا إلى أن ذلك جاء في وقت «اعتقدنا فيه أننا قد نكون قادرين على التوصل إلى اتفاق، وفجأة لم يعد هناك صانع قرار، وبات من الصعب للغاية الحصول على قرار من حماس».

 

ــــــــــــــــــ

مصر اليوم| البث المباشر لقناة مصر اليوم

rfdg vpdgi>> fgdk;k dfvv [vhzl Ysvhzdg td y.m>> ,dvtq hjihlih fhvj;hf «Yfh]m [lhudm»
اللهم إني أسألك علماً نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم ارزقني حسن الخاتمة