ظلال الاخبار

في العام الجديد: اطرد خسائر الأعوام السابقة وامتلك هذه المهارات

0:00

لا أحد يصحو من نومه ويفكر في صنع خسائر في يومه، ولا أحد يريد صنعها في العام الجديد ..

وكلنا نكرر خسائر الأعوام الماضية، بلا تعمد بالطبع.

حتى ننجو من ذلك؛ فلنجلس مع أنفسنا ونكتب “بأمانة” ما تسبب بخسائرنا سابقا، ليس لجلد الذات أو لزرع الشعور بالعجز وقلة الحيلة، بل لاستنهاض العزيمة وتنفس أننا نستحق “الأفضل”، ونستطيع فعله أيضًا، بإجراء بعض التعديلات على تفكيرنا وردود أفعالنا وتصرفاتنا، والتدريب على ذلك بجدية ومثابرة “ويقين” بالفوز، وطرد كل أسباب التراجع أولا بأول.

واذا اكتشفنا بعضًا منها؛ لا نبررها ولا نسمح بإقامتها، ونسارع “بركلها” وطردها والبدء من جديد بإرادة أقوى..

ولا نخبر أحدا بما ننوي فعله؛ فما أكثر المحبطين “والساخرين” ممن يريدون حياة أوسع وأكثر نجاحًا.

إدمان وسلبية

وليكن شعارنا اليوم: سيكون أفضل من الأمس، والغد سيكون أفضل من اليوم، وسنهدي أنفسنا كل يوم ما يفيدنا “ونتحرر” مما يـأخذنا للخسائر بأنواعها: النفسية والجسدية والعاطفية والعملية والاجتماعية.

من الخسائر الشائعة إضاعة أوقات وطاقات في الاهتمام بأمور لا تفيدنا، “وإدمان” متابعة وسائل التواصل الاجتماعي وقراءة تفاصيل لا تعنينا، وامتصاص المشاعر “السلبية” خاصة عند قراءة المشاكل التي “تتنافس”  وسائل التواصل في عرضها وبعضها مزيف.. بل وتتناول العلاقات الإنسانية وتقدم نماذج مؤلمة وكأنها ظاهرة عامة، وليست أحداثًا “فردية”، فيُلقي بظلال سلبية على من “يُصدقها”، ويتعامل مع الحياة بتشاؤم “يخصم” من قدراته على فعل أفضل ما يمكنه.

لا ننكر وجود مشاكل في الواقع ولكن المبالغة في نشرها “وتعمد” تجاهل نشر النماذح الإيجابية “يطفىء” حب الحياة تدريجيا في نفوس المتابعين ولو بعد حين.

أخطاء الماضي

من أسباب الخسائر وضع خطط مبالغ فيها وكأن العام الجديد سيمنحنا قدرات “خارقة”، وسيصلح كل أخطاء العمر السابقة، فالبعض يريد “نسف” كل ماضيه وبدء حاضر يخلو منه ومن “توابعه”؛ وهذا غير واقعي.

نوصي بتذكر أن النسف والهدم سيكلفنا وقتًا وجهدًا، بينما الطرد “وعدم” السماح بتكرار أخطاء الماضي -وكلنا نخطئ- “أسهل” نفسيًا وأقل كلفة.

نود “طرد” بعض العادات؛ كالإفراط في متابعة وسائل التواصل وتحديد وقت -يوميًا- “لا نتجاوزه”، وصنع مهارة شغل أوقاتنا، كالقراءة والكتابة “للنفس” يوميًا لإفراغ شحنات التوتر التي تحاصرنا جميعا، وممارسة هوايات كنا نحبها “وأوهمنا” أنفسنا أننا لا نحتاج إليها أو لا يوجد وقت لممارستها..

والمؤكد أننا نستطيع “انتزاع” بعض الوقت لما يفيدنا.

انتهت صلاحيتها

نتمنى تحسين مهارات التواصل مع شركاء الحياة والأهل والأصدقاء، وزيادة العلاقات “الحقيقية” في حياتنا والابتعاد عن “زيف” علاقات وسائل التواصل والمجاملات الكاذبة.

نخسر دومًا عند الاستسلام للغضب على أتفه الأمور، والتعامل مع أي شيء يخالف توقعاتنا “وكأنه” كارثة لا تحتمل.

وليكن شعارنا المثل اللبناني الرائع: كبرها بتكبر صغرها بتصغر، ولنصنع مهارة  “اختيار” الهدوء ورفض التسرع ونبذ سرعة الانفعال رفيقًا دائمًا، ولنبدأ “بتمثيله” حتى يتحول لعادة.

نود امتلاك مهارة “فلترة” تعاملاتنا الاجتماعية والتوقف عن الاحتفاظ بعلاقات انتهت “صلاحيتها”، فأصبحت كالأغذية الفاسدة “تؤذينا”، وإن منحتنا شعورًا “مؤقتًا” بالشبع؛ ونقصد بها الاهتمام بمن “لا” يهتم بنا كما نستحق -بلا مبالغة بالطبع-، وبمن “أثبتت” المواقف زيف مشاعره، فيجب عدم منحه أي جزء من وقتنا أو  من العمر الذي لن نعوض ثانية منه.

فلترة واستراحة

نرفض قطع العلاقات مع صلة الرحم لأي أسباب؛ “فيجب” استمرارها بود واحترام، ونوصي بفلترة علاقات الزملاء والأصدقاء ووضع كل منها في “حجمه” الذي يستحقه بلا زيادة ولا نقصان، وتعلم مهارة الاحتفاظ بأسرارنا وبخططنا للعام الجديد؛ فلا نبعثرها عليهم والأسوأ نشرها على وسائل التواصل فيقل الحماس لتنفيذها.

من الخسائر عدم الاهتمام بالصحة النفسية، وتجاهل الاستراحة اليومية والاسترخاء “بالتنفس” من الأنف مع إغماض العينين دقائق يوميًا، وتناسي أهمية تناول الغذاء الصحي -ما استطعنا- وتقليل الوزن والاقتراب ما أمكننا من الوزن الأنسب لنا.

فالرشاقة لها فوائد كثيرة، بخلاف المظهر الجميل فهي تفيد صحة الجسد وتقلل من التعرض للأمراض وتساعد في التعافي، وتحسن الثقة بالنفس.

ويخسر من يتجاهل أهمية الرياضة البدنية فالحركة تفيد العقل وتجعل المزاج أفضل، وتقوي الجسم وتحسن التفكير وتقلل التوتر، ويمكن ممارستها في البيت، وعلى اليوتيوب تمارين سهلة لكل عمر، ويُمكن أداؤها ونحن نشاهد التليفزيون أو نستمع لما نحب، مع الاهتمام بالمظهر بلا مبالغة خارج البيت وداخله.

امنع التسلل

قال جلال الدين الرومي: قبل أن تخوض حربًا من أجل شيء تأكد أنه يستحق.

ونخسر كثيرًا عندما ننسى نصيحته الذكية؛ فلنمتلك من العام الجديد مهارة عدم التورط في جدال أو كلام لا فائدة منه، أو الدخول في صراع لا يخصنا أو “يدفعنا” البعض إليه؛ فالحرب مكلفة دومًا فيجب ألا ندخلها “إلا” للضرورة القصوى فقط، ولا نستمر بها إلا بما يفيدنا فقط.

للفوز بالمهارات؛ يجب تذكير النفس بما فزنا به في الأعوام السابقة، “وتجديد” الفرح به وعدم التقليل منه.

فالفرح ينعش الروح “ويطمئننا” بأن لدينا الكثير مما نحتاج إليه وبإمكاننا زيادته. وفي الوقت نفسه يجدد طاقاتنا ويزيل عنها غبار الإحباط  ووجع المشاكل، ويمنحنا “الرغبة” في الصبر الذكي الذي يجعلنا نبذل أفضل ما يمكننا “ولا نتعجل” النتائج.

ننبه لمهارة تغيير الروتين اليومي من وقت لآخر، فالتكرار “يضعف” الحيوية مع تخصيص يوم ولو شهريًا لقضاء وقت خارج البيت، ولو في حديقة عامة أو السفر خارج المدينة؛ لمنح العقل الفرصة في “استراحة” من ضغوط الحياة المتزايدة بشدة.

فلنطرد الخسائر وليس نتجنبها؛ فالطرد أقوى وأكثر حسمًا، “ويمنع” تسللها وينتبه لعودتها فيسارع بطردها ثانية، ونستطيع تحويل أحلامنا إلى حقائق متى منعنا خذلان النفسن.

td hguhl hg[]d]: h'v] oshzv hgHu,hl hgshfrm ,hljg; i`i hglihvhj
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني