“فرحة العيد ماتت”.. مأساة عائلة مسيحية نازحة بالمواصي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة (فيديو)

يفتقد المسيحيون في قطاع غزة أجواء عيد الميلاد للعام الثاني على التوالي، بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 14 شهرًا، وتتجسد معاناتهم في قصة عائلة طوني المصري، النازح من مدينة غزة إلى جنوبها.

وقال المصري، الذي اضطر للنزوح إلى جنوب القطاع بسبب الحرب، إنه حُرم منذ أكثر من عام من أداء الصلوات الدينية في الكنيسة، كما لم يتمكن من الاحتفال بالأعياد المسيحية للمرة الثانية بعمره الذي يتخطى السبعين عامًا.

وأكد في حديثه للجزيرة مباشر أن جميع المسيحيين فقدوا بهجة العيد بسبب الحرب، وخصوصًا مع حرمانهم من التنقل إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية والمشاركة في الأعياد بكنيسة المهد.

وأوضح أنه اضطر إلى النزوح في خيمة بمنطقة المواصي جنوبي قطاع غزة، وحُرم على إثر ذلك من الصلاة في الكنيسة التي اعتاد ارتيادها يوميًّا، وخصوصًا في أيام الآحاد والأعياد الدينية.

وأشار إلى أنه عندما شاهد استئناف الاحتفالات بإحدى كنائس غزة عبر التلفاز بكى كثيرًا وشعر بحرقة، وتمنى أن يكون مع رفاقه من المسيحيين في هذه المناسبة، قائلًا إن أمنيته الوحيدة الآن هي أن تتوقف الحرب قريبًا.

وقالت زوجته آمال عموري إنها وزوجها حاولا العودة إلى غزة عبر المؤسسات الإنسانية الدولية للمشاركة في الصلوات والأعياد المسيحية، لكن الاحتلال رفض عودتهم.

وأوضحت أنها كانت قبل الحرب الإسرائيلية على غزة تستعد للانتقال إلى الضفة الغربية للمشاركة في أعياد الميلاد بكنيسة المهد، غير أن الحرب حرمتها من ذلك، وأجبرتها على البعد عن كنيستها.

وأضافت “حُرمنا من طقوسنا الدينية بسبب الحرب، وليس لدينا قدرة على أداء هذه الطقوس في الوقت الحالي”، مؤكدة أن حالتهم النفسية سيئة للغاية، وأنهم تعرضوا مثلهم مثل المسلمين لظلم الاحتلال وبطشه.

ويحرم الاحتلال الإسرائيلي مئات العائلات المسيحية داخل قطاع غزة من المشاركة في أعياد عيد الميلاد التي تنظم سنويًّا في مدينة بيت لحم، وذلك للعام الثاني على التوالي.

ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة طائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.

وخلال الحرب تعرضت كنيسة “دير اللاتين” لاستهدافات عدة، كما تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كذلك استهدف جيش الاحتلال المركز الثقافي الأرثوذكسي في “حي الرمال الجنوبي” غربي مدينة غزة.