ظلال الاخبار

عقوبات أمريكية لقائد الجيش السوداني.. ضغط سياسي أم تصعيد جديد في الأزمة؟

0:00

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، متهمة إياه بـ”زعزعة استقرار السودان وتقويض الانتقال الديمقراطي”، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، وفقًا لما ورد في البيان الرسمي للوزارة.

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أنور إبراهيم، أن القرارات الأمريكية اتجاه السودان متسارعة، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون ناتجًا عن فشل واشنطن في التأثير في مسار الحرب بالسودان، في ظل تنامي أدوار قوى إقليمية ودولية أصبح لها تأثير أكبر من الولايات المتحدة.

ويرى إبراهيم أن العقوبات لن يكون لها تأثير مباشر في الحرب بالسودان، مستشهدًا بتجربة العقوبات السابقة التي فرضت على نظام عمر البشير، والتي لم تؤدِّ إلا إلى تعميق الأزمة وتعقيد العلاقة مع واشنطن، على حد وصفه.

الولايات المتحدة ودورها في الأزمة السودانية

ويعتقد إبراهيم أن واشنطن تحاول إبراز دورها في الأزمة السودانية، لكن هذا الدور يفتقر إلى الجهود الحقيقية لإنهاء الصراع، على حد قوله.

وأضاف: “إذا لم تقدم الولايات المتحدة جهدًا واضحًا لوقف الحرب، فإن العقوبات لن يكون لها مغزى، مهما حاولت واشنطن التأثير بطريقتها التقليدية”.

كما أشار إلى أن الحكومة السودانية تركز حاليًّا على حسم المعركة عسكريًّا، مؤكدًا أن التطورات الحالية في الميدان قد تقود إلى حسم عسكري للحرب، خلافًا لما يراه بعض المحللين الذين يؤكدون استحالة إنهاء الصراع بالقوة.

العقوبات أداة ضغط أمريكية

ويرى إبراهيم أن واشنطن تستخدم سياسة “العصا والجزرة” من خلال فرض العقوبات، معتبرًا أنها “لم تؤثر سابقًا على السودان، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو العسكري.. الأنظمة السودانية اعتادت عليها”.

من جانبه، أوضح الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المتغيرات الإقليمية والدولية لعبت دورًا كبيرًا في فرض هذه العقوبات، معتبرًا أنها شكل من أشكال الضغط السياسي الأمريكي على السودان، لكنها لن تؤثر في القرار السياسي أو العسكري في البلاد، على حد قوله.

رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان

تأثير العقوبات في الميدان العسكري

ويرى دنقس أنه من المستبعد أن تؤثر هذه العقوبات في الوضع العسكري، مشيرًا إلى أن هناك إجماعًا داخل السودان على ضرورة حسم الحرب عسكريًّا ضد ما وصفه بـ”الفئة المتمردة”، معتبرًا أن هذا الخيار هو الأكثر واقعية في ظل الوضع الحالي.

وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس هذه الضغوط “لإبقاء السودان ضمن محورها السياسي”، مشيرًا إلى “الصراع الدولي بين المحورين الشرقي والغربي، الذي أصبح يلقي بظلاله على السياسة السودانية”.

العقوبات في ظل التحولات العسكرية والسياسية

وقال دنقس إن العقوبات الأمريكية تحمل رمزية واضحة في هذا التوقيت، إذ إنها تتزامن مع تقدم القوات المسلحة السودانية في العديد من الجبهات، لافتًا إلى تحرير ولايتي سنار والجزيرة، إضافة إلى التوسع في دارفور.

ويرى أن “هذه الخطوات تشكل مصدر قلق لواشنطن، التي لم تتعامل مع الأزمة السودانية بالمستوى المطلوب”، مشيرًا إلى أن “الغرض الأساسي من العقوبات هو كسر إرادة الدولة السودانية وشعبها لمنعها من تحقيق تقدم ميداني حاسم”.

السودان بين واشنطن وموسكو

وأشار دنقس إلى أن العقوبات الأمريكية تأتي في سياق الضغط على السودان لمنعه من التقارب مع روسيا، لافتًا إلى أن هذا التوجه يثير قلق الولايات المتحدة.

وأكد أن “السودان قد يتجه إلى تعزيز علاقاته مع روسيا، مما يغير موازين القوى في إفريقيا، وهو ما تسعى واشنطن لمنعه من خلال العقوبات والضغوط السياسية”.

بدوره، اكتفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية بالبيان الصادر يوم الجمعة، مؤكدًا أن العقوبات الأمريكية “ظالمة” ولن تثني الجيش عن أداء واجبه القانوني والدستوري في الدفاع عن السودان وشعبه.

جندي تابع للجيش السوداني يتجول في أحد شوارع أم درمان
جندي تابع للجيش السوداني يتجول في أحد شوارع أم درمان (رويترز)

العقوبات وأثرها في العلاقات السودانية الأمريكية

ويرى الخبير العسكري اللواء عبد الهادي عبد الباسط أن ما يحدث هو امتداد للسياسة الأمريكية اتجاه السودان منذ عقود، مشيرًا إلى أن العقوبات الجديدة جاءت نتيجة لضغوط من بعض النشطاء والسياسيين السودانيين على واشنطن.

وأكد عبد الباسط أن العقوبات لن يكون لها تأثير فعلي على السودان، واصفًا إياها بأنها “عقوبات ساذجة وعديمة القيمة”، مستشهدًا بتجربة حكومة الإنقاذ التي واجهت عقوبات مشابهة مدة 30 عامًا دون أن تتأثر، على حد قوله.

ويرى عبد الباسط أن العقوبات قد تدفع السودان أكثر نحو تعزيز علاقاته مع روسيا، مشيرًا إلى أن “هذا القرار قد يكون متسرعًا من جانب الإدارة الأمريكية، وأنه قد يكون جزءًا من محاولة إحراج الإدارة الأمريكية القادمة، خاصة مع احتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي قد يتجاهل الملف السوداني تمامًا”.

وبينما تعتبر واشنطن هذه العقوبات أداة للضغط السياسي، يرى محللون سودانيون أن تأثيرها محدود على الأرض، وأنها قد تدفع السودان نحو مزيد من الاستقلالية والتوجه نحو شركاء جدد مثل روسيا.

ur,fhj Hlvd;dm grhz] hg[da hgs,]hkd>> qy' sdhsd Hl jwud] []d] td hgH.lm?
اللهم إني أسألك علماً نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك