عرض عقد من الألماس يرتبط بسقوط آخر ملكات فرنسا للبيع في مزاد
تستعد مدينة جنيف السويسرية لاستضافة مزاد استثنائي الأسبوع المقبل، لبيع عقد فاخر مرصع بـ300 قيراط من الألماس، يحمل في طياته تاريخًا مثيرًا، ارتبط بالفضيحة التي ساهمت في إسقاط آخر ملكات فرنسا، “ماري أنطوانيت”.
وقد أعلنت دار “سوثبيز Sotheby’s” للمزادات، أن جامع مقتنيات آسيوي خاص سيعرض العقد يوم الأربعاء 13 نوفمبر، وسط توقعات بأن تصل قيمته إلى مليوني فرنك سويسري، أي ما يعادل 2.29 مليون دولار أمريكي، وقد يتجاوز هذا الرقم خلال المزاد.
قيمة العقد ومكانته التاريخية
وأوضحت دار المزادات أن العقد، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، قد يجذب اهتمامًا واسعًا، بسبب الارتباط التاريخي الذي يحمله، حيث يعتقد البعض أن حبات الألماس المستخدمة فيه كانت جزءًا من العقد الذي أثار “فضيحة عقد الألماس” الشهيرة.
وهي الفضيحة وقعت في ثمانينيات القرن الثامن عشر، عندما ادعت النبيلة “جين دي لا موت” زورًا أنها الملكة “ماري أنطوانيت”، وحصلت على العقد الثمين باسمها، وعلى الرغم من براءة الملكة لاحقًا، فإن الفضيحة زادت من السخط الشعبي تجاهها، إذ اتهمت بالإسراف، ما ساهم في تأجيج الثورة الفرنسية وإعدامها في نهاية المطاف!
“جيسيكا ويندهام”، مسؤولة قسم مبيعات المجوهرات الفاخرة في “سوثبيز”، تحدثت لوكالة “رويترز”، قائلة: “من المرجح أن تكون بعض حبات الألماس في العقد المعروض مأخوذة من العقد الأصلي، الذي لعب دورًا في سقوط ماري أنطوانيت”.
اقرأ أيضًا: عرض قطعاً نادرة من “تيتانك” للبيع في مزاد عالمي
وأضافت: “المجوهرات التي تعود ملكيتها للنبلاء، غالبًا ما تثير حماسة كبيرة بين عشاق المقتنيات الفاخرة”، وأكدت “ويندهام” أن العقد السابق للملكة الفرنسية، الذي بيع عام 2018، تجاوز التقديرات الأولية بكثير، في إشارة إلى الإقبال المتزايد على المجوهرات التاريخية.
لغز الألماس المفقود!
ورغم مرور قرون، لا تزال الألماسات الأصلية التي رصعت عقد “ماري أنطوانيت” الشهير موضوعًا للبحث والتحقيق، فبعد بيعها في السوق السوداء عام 1776، تشتتت هذه الألماسات، ما جعل تعقبها أمرًا بالغ الصعوبة، ولكن بعض الخبراء يشيرون إلى جودة الألماس وعمره كدليل محتمل على علاقة العقد المعروض بالعقد التاريخي.
ومن بين الشخصيات البارزة التي امتلكت العقد في السابق، كان الماركيز البريطاني “أنجليسي”، حيث استخدمته إحدى أفراد عائلته كجزء من مراسم تتويج الملكة “إليزابيث الثانية”.
ومن المتوقع أن يحظى المزاد بمتابعة كبيرة من عشاق المجوهرات والتاريخ، الذين يترقبون بشغف لمعرفة السعر النهائي للعقد، الذي يحمل في داخله أسرار حقبة مضت.
وفي الوقت الذي تتوالى فيه مزادات المجوهرات التاريخية، يبقى عقد “ماري أنطوانيت” رمزًا لأحداث غيرت مسار التاريخ الفرنسي، وجاذبًا للباحثين عن القطع النادرة ذات القصص المثيرة.