عائلات المحتجزين تتظاهر أمام وزارة الجيش في تل أبيب – قناة مصر اليوم
تتواصل الجهود الإقليمية والدولية للدفع قدما بصفقة بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء، إن هناك حالة من التكتم بين أطراف المحادثات، وصفتها بـ«التعتيم الإعلامي» على تطورات المفاوضات التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة.
ولفتت أيضا أنه حتى الآن لا يوجد يقين بشأن هوية المحتجزين المفرج عنهم في المرحلة الأولى، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله أيضا على بنود أخرى في الصفقة.
وأشارت إلى أن هناك العديد من التساؤلات التي لا يوجد أي توضيحات بشأنها.
ورأت هآرتس أن أزمة توزيع المساعدات في غزة تجري تحت أعين الجيش الإسرائيلي دون أن يقدم – حتى الآن – خطة لإدارة القطاع، أو أن يطرح ترتيبات لتقسيم تلك المساعدات التي تسمح لأكثر من مليوني غزي بالبقاء على قيد الحياة.
وأوضحت أن التوصل لصفقة تطلق سراح المحتجزين من غزة يتطلب وجود اتفاقات على إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، وهو الأمر الذي لا يزال الطريق طويل أمامه.
الضغط العسكري
وفي إطار التعنت الإسرائيلي والموقف المتصلب، أفادت إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل) بأن من المرتقب الدفع بمزيد من القوات إلى شمال قطاع غزة لزيادة الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات أكثر في المحادثات الدائرة في الدوحة.
وفي الوقت الحالي تتواجد 3 ألوية من جيش الاحتلال في شمال غزة، تتمركز في جباليا وبيت حانون.
وفي تقرير لموقع واللا، أمس الإثنين، أفاد بأن القيادة الجنوبية بالجيش تواصل ممارسة الضغط العسكري على قطاع غزة بأكمله، بتوجيه من المستوى السياسي وهيئة الأركان العامة.
فيما أفاد موقع (JDN) بأن جيش الاحتلال كثف خلال الفترة الأخيرة من عملياته في قطاع غزة.
ولفت إلى أن وزير الجيش، يسرائيل كاتس، هدد قبل أيام بأنه «إذا لم تسمح حماس قريبًا بالإفراج عن المحتجزين ولم تتوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإنها ستتلقى ضربات بقوة لم نشهدها في غزة منذ فترة طويلة».
رئيس الموساد
وكان من المفترض أن ينضم رئيس الموساد، ديفيد برنياع، أمس الإثنين، إلى مسؤولين أميركيين وممثلي الوسطاء في الدوحة، حيث تجري المفاوضات حول صفقة المحتجزين، إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن وتم تأجيل السفر، وليس من الواضح متى سيغادر.
ورأت صحيفة يديعوت آحرنوت أن تأخر توجه رئيس الموساد إلى قطر يشير إلى أن المحادثات تواجه صعوبات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على التفاصيل إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان برنياع سيسافر إلى قطر أم لا، مؤكدين أنه «لكي يسافر، هناك حاجة إلى تقدم كاف، فهو لن توجه للدوحة حاليا».
وأفادت مصادر أخرى الصحيفة بأنه ليس من الضروري اعتبار توجه رئيس الموساد إلى الدوحة مؤشرا على جدية المفاوضات، حيث توجه برنياع في السابق عدة مرات دون تحقيق انفراجة، مؤكدة أنه لا تزال هناك الفجوات في المفاوضات بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلي وعودة النازحين إلى الشمال، وليس فقط تحديد أسماء المحتجزين الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى.
وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن الجهود مستمرة طوال الوقت، وأوضحوا أنه لا جدوى من سفر رئيس الموساد إلى قطر إذا كانت هناك ثغرات قائمة. وبحسب يديعوت، فإن التقديرات في إسرائيل هي أن حماس تريد التوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن الحكومة تقود محادثات مكثفة من أجل التوصل لصفقة وتريد إعادة كل المحتجزين.
«المستوى الفني»
واليوم الثلاثاء، أكدت قطر أن المحادثات بشأن التوصل إلى هدنة في غزة بين إسرائيل وحماس تتواصل «على المستوى الفني» بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي إن «الاجتماعات على المستوى الفني لا تزال متواصلة بين الطرفين».
وأضاف الأنصاري في تصريحاته «أما على مستوى أعلى من المستوى الفني، فليس هناك أي وفود حاليا».
وأكد المتحدث القطري أن هناك «الكثير من القضايا التي يجري مناقشتها» في الاجتماعات الجارية، لكنه رفض الخوض في التفاصيل لضمان حسن سير المفاوضات.
وقالت حركة حماس نهاية الأسبوع الماضي إن المفاوضات غير المباشرة في الدوحة استؤنفت، في حين قالت إسرائيل إنها سمحت للمفاوضين بمواصلة المحادثات في العاصمة القطرية.
حجب الثقة
على الصعيد السياسي داخل إسرائيل، تقدم زعيم المعارضة، يائير لابيد، باقتراح لحجب الثقة عن الحكومة الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، بسبب فشلها في استعادة المحتجزين.
وأكد لابيد، أمس الإثنين، أن عدم عودة المحتجزين إلى منازلهم هو فشل ذريع للحكومة، قائلا «هذا فشل لا يمكن تبريره، لقد توفرت لهذه الحكومة كافة الإمكانيات والخيارات لإعادة المحتجزين.. لقد فشلت هذه الحكومة على مدار 458 يوما في استعادة مواطنين تم احتجازهم خلال ولايتها».
وتابع لابيد موجها انتقاده لحكومة نتنياهو «عليكم الاعتراف بالفشل والذهاب إلى البيت وتسليم الحكم لأناس أكثر جرأة وأكثر مهنية منكم، أنتم لا تستحقون الجلوس على هذه المقاعد، لذلك أطالب الكنيست بالموافقة على حجب الثقة عن هذه الحكومة».
كذلك، أكد زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض، يائير غولان، أن النصر الحقيقي في الحرب هو الإفراج عن مئة محتجز إسرائيلي. مشددا على أن هذا لن يتحقق إلا عبر صفقة شاملة، بينما يواصل نتنياهو رفض التوصل إلى صفقة تعيد جميع المحتجزين.
وتظاهر العشرات من أهالي المحتجزين الإسرائيليين ومؤيدين لهم، أمس الأول، أمام مقر إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة، للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين.
وقالت عائلات المحتجزين إن الدولة تخلت عنهم بمماطلتها في توقيع صفقة شاملة تضمن عودة الجميع.