ضربة جديدة للنفوذ الفرنسي: ساحل العاج تستغني عن الوجود العسكري الفرنسي

أعلن الرئيس الإيفواري الحسن وتارا أن القوات الفرنسية ستنسحب من بلاده نهاية الشهر الجاري، في خطوة تعكس تراجع النفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا.

وقال وتارا -في خطاب بمناسبة نهاية العام- إن ساحل العاج يمكنها أن تفخر بجيشها “الذي أصبح تحديثه الآن فعالا”، مضيفا “في هذا السياق قررنا أن تنسحب القوات الفرنسية بشكل منسق ومنظم” من البلاد.

ويأتي هذا الإعلان في سياق ما تسميه فرنسا “إعادة تنظيم” علاقاتها العسكرية في المنطقة، بعد أن أُجبرت قواتها على مغادرة مالي وبوركينا فاسو والنيجر في السنوات الأخيرة، إثر تولي حكومات عسكرية معادية للقوة الاستعمارية السابقة السلطة في هذه البلدان.

وأشار الرئيس الإيفواري إلى أنه سيتم تسليم كتيبة مشاة البحرية الفرنسية الرابعة والثلاثين -المتمركزة حاليا في بور بويه بأبيدجان- للقوات المسلحة الإيفوارية ابتداء من الشهر الجاري.

وتعد ساحل العاج -أكبر منتج للكاكاو في العالم- من أهم حلفاء فرنسا في المنطقة، وتمتلك احتياطيات ضخمة من الموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والغاز والذهب.

وكانت فرنسا قد نشرت نحو ألف جندي في كتيبة مشاة البحرية الرابعة والثلاثين للمساعدة في مكافحة الجماعات المسلحة التي تشن هجمات متكررة في منطقة الساحل، وشمال بعض الدول المطلة على خليج غينيا.

وأعلنت كل من السنغال وتشاد الشهر الماضي مغادرة الجنود الفرنسيين أراضيهما، فيما قال الرئيس السنغالي ماكي سال إن كل أشكال الوجود العسكري الأجنبي في بلاده ستنتهي بحلول عام 2025.

وكانت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قالت في وقت سابق إن هذه التطورات تشير إلى اكتمال القطيعة بين باريس وشركائها الأفارقة السابقين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوجود العسكري الفرنسي في القارة الإفريقية تقلص بشكل كبير، حيث لم يتبق سوى بضع مئات من الجنود في الغابون وساحل العاج، وأضافت أنه حتى في منطقة القرن الإفريقي، التي كانت تعدّ شبه مستعمرة فرنسية حتى تسعينيات القرن الماضي، بات الجيش الفرنسي يتعايش مع وجود عسكري أمريكي كبير وقاعدة صينية، إضافة إلى حضور ياباني.

وخلص تحقيق للصحيفة إلى أن الوجود العسكري الفرنسي المتبقي في إفريقيا اليوم ما هو إلا رمز واضح لتراجع النفوذ والهيبة الفرنسية في مستعمراتها السابقة.