ضحية الشهامة .. حكاية ميكانيكى دفع حياته ثمنًا للدفاع عن سيدة فى شبرا الخيمة | مصر اليوم
بلطجى يقيم فى منطقة شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية، فلم يكتف بممارسة البلطجة وإثارة الشغب بنطاق محل سكنه، بل قرر ارتكاب جريمة قتل، راح ضحيتها شاب فى منتصف العقد الرابع من العمر، شاب كل ذنبه أنه تدخل لمنعه من ضرب سيدة وسط الشارع، ليلقى مصرعه قتيلًا، فى مشهد مأساوي، أضحى حديث الأهالى حزنًا على فراق الضحية.
ضحية الشهامة .. حكاية ميكانيكى دفع حياته ثمنًا للدفاع عن سيدة فى شبرا الخيمة
«بابا كان أطيب قلب فى الدنيا وما حدش يتوقع إنه يموت بالطريقة دي».. بكلمات الحزن التى فاضت بدموع الفراق، روت « دنيا» كواليس مقتل والدها « صبحي» على يد بلطجية الحتة.
أشارت إلى أن أباها يدعى «صبحى هلال»، يبلغ من العمر ٤٦ عاما، يعمل ميكانيكيا لإصلاح التكاتك، ولديه ورشة يعمل بها فى منطقة شبرا الخيمة، والذى كرس حياته بحثًا عن لقمة العيش بالحلال، فكان يخرج صباح كل يوم نحو محل عمله ثم يعود فى المساء محمًلا ببشاير الخير ما بين طعام وجنيهات، والحصول على قسط من النوم يمنحه القدرة على العمل صباح اليوم التالي.
عقارب الساعة كانت تشير إلى الثامنة مساء يوم الجمعة الماضي، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، بمحيط ورشة أبى حتى قطع الهدوء الذى يسيطر على الأجواء، صوت صرخات أطلقتها سيدة تستغيث، اعتقد أبى حينها أنه خلاف بين السيدة مع سيدة أخرى، وأن الأمر سيتوقف كالعادة، إلا أن الصوت لم يتوقف فأسرعوا للوقوف على سبب تلك الصرخات.
مع الخطوات الأولى لأبى وقف مصدومًا بينما تراجع باقى الحضور إلى الوراء، حينما شاهدوا رجلا يقوم بالتعدى على سيدة بالضرب وسط الشارع، ليقرر والدى المجنى عليه دون تفكير التدخل لفض الخلاف، وهو الأمر الذى أغضب ذلك الشخص، ليرد على أبى قائلًا: «دى مراتى أنت مالك يا جدع، ليطلب منه أبى حل الخلاف داخل المنزل وليس فى الشارع».
مع تدخل عقلاء المنطقة انصرف الجميع كل إلى مكانه، بينما توعد الشخص الذى يضرب السيدة أبي، قائًلا: «أنا هروح بس هرجع لك تاني»، حيث سيطرت رغبة فى الانتقام لدى المتهم نحو أبي، ولم يمر سوى وقت قصير إلا وحضر القاتل ومعه ١٥ شخصًا آخرون داخل سيارة مدججين بالأسلحة البيضاء والشوم، وقاموا جميعا بالتعدى بالضرب على أبى وتكسير الورشة، بينما قام المتهم رفقة ٣ آخرين بالتعدى على أبى بـسلاح أبيض وضربة على رأسه بشومة: «قسموها نصفين»، ثم تعدوا على شاب يعمل مع أبى داخل الورشة ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة.
خلال دقائق نقل الأهالى أبى إلى المستشفى، إلا أن روحه صعدت إلى بارئها قبل وصوله، وهناك أخبرهم الأطباء: «الراجل ميت مين عمل فيه كده»، ليتم إبلاغ الأجهزة الأمنية.
عقب تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على اللواء محمد السيد، مدير الإدراة العامة لمباحث القليوبية، أمر بسرعة ضبط الجناة والوقوف على ملابسات الواقعة، وعقب تقنين الإجراءات وعمل التحريات اللازمة نجح رجال الأمن فى ضبط المتهمين، وبعرضهم على النيابة العامة أمرت بحبسهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
وناشدت ابنة الضحية المستشار محمد شوقي، النائب العام، بالوقوف إلى جوارهم، حتى تسترد حق أبيها الذى دفع حياته ثمنًا لدفاعه عن سيدة، مختتمة بقولها: «لن يريح قلبى سوى إعدام القاتل».