شهادات مروعة حول قصف مبنى الداخلية في خان يونس جنوب قطاع غزة
2/1/2025–|آخر تحديث: 2/1/202509:09 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مبنى الداخلية والبريد وسط خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما خلف 11 شهيدا وعددا من الجرحى.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة الأنباء الفرنسية “استشهد مدير عام جهاز الشرطة في قطاع غزة اللواء محمود صلاح، ونائبه اللواء حسام شهوان (أبو شروق)، جراء استهداف الاحتلال بغارة جوية خيمة نازحين في منطقة المواصي بخان يونس”.
وأكد بصل أنه، إضافة إلى صلاح وشهوان، سقط في الغارة 9 شهداء، بينهم 4 أطفال و3 نساء، وأصيب 15 شخصا، “بينهم حالات خطرة”.
ووصف يامن سليمان مدير الدفاع المدني في خان يونس للجزيرة مباشر الأضرار الكبيرة الناتجة عن هذا القصف قائلا “بعد سماع صوت الاستهداف، توجهت طواقمنا للمكان، وتفاجئنا بأنه محاط بعدد كبير من خيام النازحين، والاحتلال بطبعه يستهدف الأبرياء، ولا يهتم بوجود أعداد كبيرة من الأطفال والنساء”.
وأضاف سليمان “عندما جئنا تم انتشال عدد من الشهداء والجرحى، وما زالت طواقمنا تعمل على تفقد المكان، ونتوقع زيادة عدد الضحايا”.
تدمير أجهزة الدفاع المدني
وتحدث يامن عن شُح الإمكانيات والأجهزة التي تساعدهم بانتشال الضحايا، مشيرا إلى أنهم مجبرون على استخدام أجهزة بدائية.
ويرجع السبب، كما أوضح يامن، إلى أنه “خلال الحرب تم تدمير جزء كبير جدًا من إمكانياتنا، والآن نحن نتعامل مع الأحداث بالإمكانيات المتوفرة مع أنها مهترئة، ولكن سنسعى دائمًا لخدمة أبناء شعبنا حتى لو بأيدينا”.
وفي السياق ذاته أوضح النازح محمد بربخ أن القصف استهدف مدنيين أبرياء، مضيفا “فجأة بدون سابق إنذار تم استهداف المبنى، وحوله مخيمات نزوح تحتوي على أكثر من 200 عائلة، وتم استهداف المبنى بأكثر من صاروخ، والمكان مدني بشكل كامل”.
كما أكد بربخ أن الأشلاء كانت متناثرة على الأرض منذ لحظات القصف الأولى قائلا “بداية الحدث كان المنظر مروعا، وما كنا شايفين اشي غير أشلاء متناثرة بالمكان، والمصابين بيجروا بالشارع، وأجينا مسرعين على المكان وانتشلنا عدد من الشهداء والجرحى”.
“الأشلاء تتطاير”
وشرح النازح حمادة أبو طه أن الاستهداف تم ببرميل متفجر وليس فقط بصاروخ، مضيفا “قاعد بتكلم على الجوال مع زوجتي، فجأة لقينا صاروخ نازل، والدنيا كلها صارت غبار، والأشلاء بتطير بكل مكان، ولقيت رؤوس ورجلين منتشرة، هذا مش صاروخ هذا برميل متفجر”.
وأضاف “جبت بطانية وصرت ألم بالرجلين والايدين، يعني لميت 4 بطانيات كلها لحم، وكل هذا فجأة بدون سابق إنذار”.
وروى النازح مصطفى الأسطل ما شاهده قائلا “كنت بدي أروح أجيب جوالي من عند الشحن، وأنا ماشي بالشارع فجأة الدنيا كلها صارت غبار وأنا انبطحت على الأرض مش شايف اشي، وأول ما خفت الغبرة لقينا الشارع مليان شهداء وأشلاء مرمين”.
وتابع “فجأة لقيت واحد بصرخ من جوا الخيمة: الحقوني الحقوني، ولما رحتله لقيت ايده مقطوعة، وشلحت بلوزتي لفيت فيها ايده، وصرنا أنا والأهالي نلملم الأشلاء ونحطهم في السيارات ونبعتهم للمستشفى. أنا انتشلت شخصا رأسه مقطوعة”.
وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 45 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 108 آلاف جريح، وآلاف المفقودين تحت ركام المباني المدمرة في القطاع.
وأجبر القصف الإسرائيلي المتواصل أغلب سكان قطاع غزة على النزوح من منازلهم إلى مخيمات الإيواء التي أقامتها منظمات دولية، حيث يعيشون أوضاعا قاسية، ويعانون من شح الغذاء والدواء والمياه.