أخبار فلسطين اليوم

«شعب الجبّارين».. طبيب فلسطيني بُترت ساقه في الحرب يصرّ على مواصلة عمله في غزة

0:00

يتنقل طبيب الأطفال الفلسطيني خالد السعيدني بلا كلل بساق اصطناعية بين غرف الأطفال الجرحى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح مستعينا بمشاية من الألمنيوم، مقدما الرعاية الطبية اللازمة.

يلج الطبيب الباب البرتقالي لإحدى الغرف ويبدأ بمداعبة أحد الأطفال مبتسما قبل أن يفحصه من خلال سماعته الطبية التي يلفها على عنقه.

وكان الطبيب السعيدني فقد ساقه جراء إصابته بشظية بعد قصف جوي إسرائيلي تعرض له منزله العام الماضي، لذلك يدرك تماما طبيعة الإصابات وخاصة تلك التي لدى الأطفال.

ويقول «أصبت بشظية ولأنني مريضا بالسكري تفاقمت حالتي واضطررنا إلى بتر الساق».

ويضيف «ركبت طرفا اصطناعيا لكنه مؤقت وغير دائم، تجريبي وله كثير من السلبيات، متعب».

وبينما كان الطبيب يفحص الطفل كان الأخير الذي لفت يده بضمادات وتم تزويده بأنبوب للتنفس الاصطناعي، يراقبه.

في المستشفى، كانت أسرّة المرضى الذين يرافقهم أقرباؤهم تتوزع بين الممرات، العديد منهم يتلقون العلاج لإصابات تعرضوا لها نتيجة القصف الإسرائيلي.

ويقع مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة حيث تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها الوحشي على المواطنين.

وشهدت أحياء كبيرة قرب المستشفى معارك عنيفة منذ بداية الحرب، اشتدت حدتها في الأشهر الأخيرة مع توسع الهجوم العسكري الذي تركز في بادئ الأمر على شمال قطاع غزة.

شهداء القطاع الصحي

منذ اندلاعها في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تسببت الحرب في غزة بخسائر فادحة في صفوف العاملين في القطاع الصحي والمرافق الطبية.

وأشار تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة، استند إلى أرقام قدمتها وزارة الصحة في القطاع ، إلى أن ما لا يقل عن 1057 من العاملين في القطاع الصحي والطبي الفلسطينيين استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب.

الأربعاء، عبّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن أسفه «للهجمات المستمرة على المنشآت الصحية في قطاع غزة» والتي قال إنها تمنع الناس من الوصول إلى العلاج الذي يحتاجون إليه.

وتزعم قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نفّذت اعتداءات إجرامية على مستشفيات غزة وحولها، إن هذه المنشآت تستخدمها حماس في أنشطة ضدها، وهو ما تنفيه الحركة.

ودمرت الحرب معظم مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى بما في ذلك مستشفى الشفاء الذي يعتبر المنشأة الصحية الرئيسية في القطاع وقد تحول إلى أنقاض بعد أن استهدفته القوات الإسرائيلية العام الماضي.

مع ذلك، يواصل الأطباء مثل السعيدني تقديم ما يمكنهم من علاج للمرضى الذين لا ينقطع توجههم إلى المنشآت الطبية التي بالكاد تعمل.

ويقول الطبيب «مع إنّي أتعب مع الطرف الصناعي، لكنّي سعيد نفسيا، مرتاح وأنا في عملي لذلك قررت العودة إلى عملي».

ويبدو أن ذوي مرضاه سعيدون بمرافقته الطبية لأطفالهم، ومن بينهم والدة الطفلة ميرا حميد المريضة بالكلى وفقا لوالدتها.

عن الطبيب تقول الوالدة «بالرغم من بتر ساقه، يتابع الأطفال وحالتهم ويقدم خدماته، بوركت جهوده».

آلاف الجرحى بحاجة للإجلاء

وقبل 3 أيام، زار وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ممثل بفريق التأهيل الجسدي بزيارة ميدانية لمركز الأطراف الصناعية والشلل في قطاع غزة.

وقالت بلدية غزة، في بيان على حسابها بموقع فيسبوك اليوم الخميس، إن الزيارة هدفها متابعة الأمور الفنية في المركز حيث تضمّنت جولة داخل أقسام المركز، والإطّلاع على الأعمال السارية تحديداً في قسم الأطراف الصناعية بالإضافة إلى قسم العلاج الطبيعي.

وفي مطلع الشهر الماضي، طالب أطباء فلسطينيون ودوليون، بإجلاء 25 ألف جريح ومريض، من قطاع غزة إلى مستشفيات مدينة القدس الشرقية عبر الممر الإنساني بين المنطقتين.

وأشارت منظمات إغاثية تضم لجنة الإنقاذ الدولية ومنظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين في بيان نقلته «بي بي سي»، إن جروح المرضى تترك دون علاج، ويواجه الطاقم الطبي نقصا مزمنا في المواد الطبية الأساسية، بما في ذلك الشاش الجراحي ومواد تثبيت الكسور.

«auf hg[fRhvdk»>> 'fdf tgs'dkd fEjvj shri td hgpvf dwvR ugn l,hwgm ulgi td y.m
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل