روضة الصيام في موريتانيا.. حين يجتمع الطبيب والفقيه في خدمة الصائم

تعد “روضة الصيام” في موريتانيا إحدى أبرز مظاهر الأجواء الرمضانية في البلاد، حيث يحتضن الجامع الكبير في العاصمة نواكشوط محاضرة يومية ثابتة تبدأ بعد صلاة الظهر وتستمر حتى صلاة العصر، وذلك بمشاركة طبيب وفقيه، يقدمان محاضرات تمزج بين الفقه والطب؛ مما يجعلها محط اهتمام وتفاعل كبير من قبل الحاضرين.

وانطلقت روضة الصيام منذ بداية التسعينيات. ورغم التطور الكبير في وسائل الإعلام والاتصال، ما زالت هذه الروضة مستمرة منذ عقود، محافظة على دورها في كل رمضان.

وقال محمد عبد الله ولد يبه، منسق الروضة ومدير إذاعة القرآن الكريم في موريتانيا، إن هذه المبادرة جاءت ضمن برنامج أطلقته الإذاعة الموريتانية سنة 1991، يستمد اسمه من الحديث النبوي الشريف “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا”.

وأضاف ولد يبه، في حديثه للجزيرة مباشر، أن الهدف من هذا البرنامج هو التثقيف، ونشر العلوم الشرعية والطبية، حيث يقدم الفقيه محاضرة علمية في أحد مجالات العلوم الشرعية المتعلقة بالصوم، ويرد على أسئلة واستفسارات الحاضرين، في حين يرد الطبيب المحاضر على الأسئلة الطبية.

بدوره، قال المدير المساعد للتوجيه الإسلامي في موريتانيا أحمدو سالم ولد محمد إن هذا البرنامج دأبت عليه البلاد منذ ثلاثة عقود، بهدف تثقيف المواطن في أموره الدينية والصحية خلال شهر رمضان.

وأوضح للجزيرة مباشر أن أبرز المواضيع التي تُناقَش خلال المحاضرات تشمل أحكام الصيام، وقيام ليالي رمضان، وفضل ليلة القدر. كما أكد أهمية هذه المحاضرات في ظل تطور وسائل الإعلام والاتصال، حيث يتم بثها عبر الإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يتيح وصولها إلى أكبر عدد من المسلمين داخل موريتانيا وخارجها.

مزيج بين الفقه والاستشارات الطبية

ولفت المواطن الموريتاني عبد الله محمدو، في حديثه للجزيرة مباشر، إلى أنه يحضر هذه المحاضرات منذ أربع سنوات، مشيدًا بفائدتها لأنها تمزج بين الأحكام الشرعية والاستشارات الطبية المجانية التي يقدمها الطبيب.

وشدد محمدو على أن الكثير من الناس يحتاج إلى هذه الإجابات المباشرة، حيث يتمكن الحاضرون من طرح أسئلتهم والحصول على إجابات وافية من الفقيه والطبيب في آن واحد.