رمضان يُحَول البلدة القديمة بالخليل من مدينة أشباح إلى مدينة مليئة بالحياة
أعاد شهر رمضان الحياة إلى البلدة القديمة وأزقتها في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعدما كانت خالية من الزوار أغلب أيام العام، بسبب مضايقات الاحتلال الإسرائيلي الذي يُحد من حركة الأهالي والزائرين في المنطقة.
الخليل فيها عبق التاريخ والحلويات
أبو النور، صاحب أحد المحال التجارية عند بوابة البلدة القديمة، تحدث للجزيرة مباشر عن أجواء الشهر الكريم في الخليل قائلا: “الناس تترك البلد في كل المناطق وبتحضر للبلدة القديمة لأهمية هذه المنطقة التاريخية التي يشعر فيها الإنسان بالراحة النفسية وبالطمأنينة”.
وأضاف أبو النور، أن البلدة القديمة فيها طقوس وعادات وتقاليد ليست موجودة في مناطق أخرى، إذ تمتلئ أسواقها بالمأكولات والحاجيات الرمضانية والحرف اليدوية، ولها طابع مختلف عن باقي المناطق لوجود بعض الأصناف المحببة لزوارها مثل حلوى القطايف التي يزداد الطلب عليها خلال شهر رمضان والمكابيس (المخللات) بأشكالها وأنواعها المختلفة.
وأردف أبو النور: “ما قبل شهر رمضان بتكون مدينة أشباح بمجرد ما ييجي شهر رمضان بتعج بحركة الناس؛ لكن الإسرائيلي يحاول ينغص علينا، والقيود الموجودة على بوابات الحرم والإغلاقات طاردة للناس”.
الفلافل الخليلي من أيام أجدادنا
أما التاجر أدهم ادريس، الذي ورث صنع الفلافل الخليلية عن والده، فتحدث عن طريقة صنع الفلافل وعن حشواتها المختلفة من السماق والبصل والجبن والفلفل، التي تضفي مزيدا من الطعم المميز عليها، وبيّن ذلك بقوله: “الفلافل مميزة بشهر رمضان وتختلف عن خارج البلدة القديمة وهي من أيام أجدادنا”.
وبشأن الحرم الإبراهيمي الواقع في البلدة القديمة، يوضح مهند قفيشة أحد سكان المنطقة، أن الاحتلال يتعمد في شهر رمضان منع الناس وخصوصا الشباب من دخول الحرم، كما أنه يتعمد إعاقة حركة الناس على الحواجز.
وأوضح مهند أن الاحتلال يزيد من هذه الممارسات في شهر رمضان، لمنع الناس من الوصول إلى الحرم، وأكد أن في المنطقة المسماة (إتش تو) H2 وحدها نصب الاحتلال فيها 24 حاجزا ومعبرا، كما أنشأ على مداخل البلدة القديمة 3 حواجز ويسمح للزوار بالمرور من خلال حاجز واحد فقط.