ظلال الاخبار

رمضان.. شهر الرحمة والتقوى والعتق من النار | تقارير

0:00

شهر رمضان هو شهر الصيام والعبادات والتقرب إلى الله، والصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام، حيث فرضه الله على المسلمين كما فرضه على الأمم السابقة، مصداقًا لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

وفي الجنة، خُصص باب الريان للصائمين، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن كان من أهل الصيام دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ”.

وللحفاظ على أجر الصيام، يُنصح المسلمون بالابتعاد عن السوء، والرفث، والفسوق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “الصيامُ جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلاَ يَرْفُثْ ولا يَجهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتلهُ أوْ شاتَمَهُ، فَليَقُلْ إني صائمٌ”.

ويُعد شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله، ومضاعفة الأجور، والتزود بالطاعات، إذ إن فيه عديدًا من المزايا التي لا توجد في سائر شهور العام.

(غيتي)

خصائص شهر رمضان

ليلة القدر

يتميز شهر رمضان بوجود ليلة القدر، وهي ليلة مباركة اختصها الله بنزول القرآن الكريم، وقد ورد فضلها في قوله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.

وقد وعد النبي، صلى الله عليه وسلم، من قام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا، بمغفرة الذنوب، حيث قال “مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.

صلاة التراويح

ويحرص المسلمون في رمضان على صلاة التراويح، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}.

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم، بملازمة الإمام في صلاة القيام حتى ينصرف، حيث قال “من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ”.

تلاوة القرآن الكريم

يُعد رمضان شهر القرآن، حيث أنزل الله فيه كتابه الكريم كما ورد في قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ}.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من تلاوة القرآن في رمضان، حيث ورد أنه كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه عرضه مرتين.

رجل يصلي في مسجد خلال شهر رمضان المبارك (رويترز)

العتق من النار

من أعظم فضائل رمضان أنه شهر العتق من النار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “للهِ عندَ كلِّ فطرٍ عُتَقاءُ”. وهذه نعمة عظيمة ينبغي للمسلمين اغتنامها بفعل الصالحات، واجتناب المحرمات، والإكثار من الدعاء.

الصدقة

للصدقة شأن عظيم في الإسلام، وقد وعد الله المتصدقين بالبركة والخير، حيث قال {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم، أجود ما يكون في رمضان، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما “كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيل”.

لذلك، يُستحب للمسلمين الإكثار من الصدقة خلال هذا الشهر الفضيل، سواء بإطعام الفقراء، أو دعم المحتاجين، أو التبرع للمشاريع الخيرية.

العمرة

تُعتبر العمرة في رمضان من أعظم الأعمال الصالحة، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضلها بقوله “عُمرة في رمضان تعدل حجة معي”.

blank
نساء يؤدين الصلاة بالمسجد الأقصى في شهر رمضان (القسطل)

فضائل الصيام في الآخرة

جعل الله الصيام عبادة خاصة به، كما ورد في الحديث القدسي “كلُّ عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به”.

إضافةً إلى ذلك، فإن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، كما جاء في الحديث “يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان”.

أثر الصيام في تهذيب السلوك

والصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل التحكم في السلوك والأخلاق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

وهذا يؤكد أن الغاية الحقيقية من الصيام هي ضبط النفس وكبح الشهوات، وتعزيز القيم الأخلاقية بين المسلمين.

الصيام وأثره على الصحة

إلى جانب فوائده الروحية والاجتماعية، للصيام فوائد صحية مثبتة، فهو يعمل على تنقية الجسم من السموم، من خلال تجفيف الرطوبات الزائدة التي قد تسبب الأمراض، كما يساعد تقليل الإفراط في تناول الطعام، على تنظيم عمليات الهضم ويقلل من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة.

وقد أكد ابن سينا وغيره من الأطباء، أن الصيام يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة، ويمنح الجسم فرصة للتجدد واستعادة النشاط.

الصيام تهذيب للنفس

ويُعتبر الصيام وسيلة فعالة لتعليم الصبر والتحكم في النفس، فمن خلال الامتناع عن الطعام والشهوات، يتعلم المسلم كيف يسيطر على رغباته، مما يساعده في مواجهة الصعوبات الحياتية.

وقد أوصى الإسلام بضرورة التحلي بالصبر، وجعل الصيام مدرسة عملية في تحقيق ذلك، حيث يتعلم الإنسان كيف يتحمل الجوع والعطش، ويتجنب الغضب والخصام، امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم “فإن سابَّه أحد أو شاتمه، فليقل: إني صائم، إني صائم”.

blank
ينبغي وضع عدة برامج لشهر رمضان من بينها ختم القرآن والقيام (غيتي)

الارتقاء بالروح

يُعد الصيام من أكثر العبادات التي تؤثر إيجابيًا على الجانب الروحي للفرد المسلم، إذ يسهم في تهذيب النفس وتعزيز التقوى، وهي الأساس في إصلاح القلوب وتحقيق السعادة الحقيقية، كما جاء في قوله تعالى {فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

وتؤكد الآيات الكريمة أن الخوف والحزن من أهم أسباب اضطراب النفس، بينما تمنح التقوى المسلم اليقين والطمأنينة، حيث قال الله تعالى
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.

كما يتميز شهر رمضان بأجواء روحانية خاصة، حيث تُقيد مردة الشياطين، ويُفتح باب الرحمة والمغفرة، وتنادي الملائكة “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أدبر”.

ويعد الاعتكاف من أعظم الممارسات الروحية في العشر الأواخر من رمضان، حيث كان النبي ﷺ يحرص عليه، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها “كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.

ويمنح الاعتكاف الإنسان فرصة للتأمل والتوبة وتعزيز القرب من الله، حيث ينقطع المسلم عن مشاغل الدنيا، ليعيد ترتيب أولوياته الروحية.

vlqhk>> aiv hgvplm ,hgjr,n ,hgujr lk hgkhv | jrhvdv
رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا
زر الذهاب إلى الأعلى

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد