رئيس الوزراء: التطوير سيشمل جميع المحافظات دون استثناء
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن الحكومة تسعى إلى تحقيق تنمية شاملة في جميع محافظات مصر، مؤكدًا أن أي محافظة لن تُترك دون تطوير.
جاء ذلك خلال تصريحات تليفزيونية أدلى بها رئيس الوزراء لوسائل الإعلام عقب اختتام جولته التفقدية في محافظة السويس، والتي تابع خلالها مجموعة من المشروعات التنموية والخدمية.
وتزامنت الزيارة مع الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، الذي يتوافق مع ذكرى انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973، وتجسد صمود السويس في وجه العدوان.
في مستهل كلمته، أعرب مدبولي عن سعادته بالزيارة، التي رافقه فيها كبار المسؤولين، وعلى رأسهم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، إضافةً إلى وزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، ووزير التربية والتعليم، السيد محمد عبداللطيف، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
وكان في استقبال الوفد اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، الذي قدم لهم رؤية حول أهم المشاريع والتحديات التي تواجه المحافظة.
التطوير الشامل والخدمات المتكاملة للمحافظة
أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تسعى إلى تحقيق تنمية شاملة في جميع محافظات مصر، مؤكدًا أن أي محافظة لن تُترك دون تطوير.
واستعرض مدبولي عدداً من المشروعات التي تفقدها، والتي تركزت على تحسين جودة الحياة للمواطنين في السويس، مثل مشروعات الإسكان والمجمعات الطبية والمدارس، وصولاً إلى تطوير القطاع الصناعي، ما يعكس التزام الحكومة بخطط التطوير.
الإسكان المتطور لأهالي السويس
أحد أهم المشروعات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي هو إنشاء وحدات سكنية متطورة لأهالي السويس، حيث قام مدبولي، عبر “صندوق التنمية الحضرية”، بتسليم مجموعة من عقود الوحدات السكنية الجديدة للأسر المستحقة. ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية لسكان السويس، إذ تم الانتهاء من تجهيز 13260 وحدة سكنية بتصميمات وتشطيبات عالية الجودة وفي مواقع متميزة داخل مدينة السويس، مما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على السكن وتحسين البيئة المعيشية للمواطنين. ووجه رئيس الوزراء بسرعة إتمام أعمال تنسيق المواقع ورصف الشوارع الداخلية لتكون الوحدات السكنية جاهزة لاستقبال السكان في أقرب وقت.
التعليم: خطوة نحو المستقبل
في سياق تحسين جودة التعليم، شملت جولة رئيس الوزراء زيارة إلى إحدى المدارس المصرية اليابانية، والتي تفتح أبوابها قريباً، وأشاد مدبولي بنموذج التعليم الياباني، الذي وصفه بأنه تجربة رائدة بفضل دمج أساليب تعليمية متطورة تعزز من قدرات الطلاب وتبني شخصياتهم، وأصبحت المدارس اليابانية جزءًا من خطة الدولة لإصلاح التعليم الأساسي، ويجري تنفيذ المزيد من هذه المدارس في المحافظات كافة، ما يعكس رغبة مصر في تحسين نوعية التعليم وضمان توفير بيئة تعليمية تواكب التطورات العالمية.
الصحة: مجمع طبي عالمي يخدم السويس ومحيطها
أشاد رئيس الوزراء بمجمع السويس الطبي، الذي أُنشئ بهدية من رئيس الجمهورية لأهالي السويس. ويعتبر المجمع من أحدث وأهم المنشآت الصحية التي تخدم ليس فقط المحافظة، بل كل مدن إقليم قناة السويس وشرق القاهرة أيضًا.
وأضاف مدبولي أن المجمع بات مجهزًا بأحدث المعدات الطبية وبتصميم متكامل وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مما يوفر خدمات طبية متقدمة تشمل الرعاية الصحية والتشخيص والعلاج.
وعبّر عن سعادته برؤية هذا المشروع قيد العمل، إذ بات مواطنو السويس قادرين على الحصول على الرعاية الصحية دون الحاجة إلى التنقل إلى القاهرة، ما يوفر الوقت والجهد ويعزز من قدرة النظام الصحي المحلي على تلبية احتياجات المواطنين.
المشاريع الصناعية: قاطرة النمو الاقتصادي
ركزت جولة مدبولي أيضًا على قطاع الصناعة، حيث أجرى زيارة لمجموعة من المصانع الكبرى بالمحافظة، التي تقدم منتجاتها للسوقين المحلي والدولي وتساهم في دعم مشروعات قومية كبرى.
تفقد رئيس الوزراء مصنع كناوف للألواح الجبسية، وهو مصنع يمتلكه فرع لشركة ألمانية لكنه يعمل لتلبية احتياجات السوق المحلي، فضلًا عن تصدير منتجاته لدول المنطقة.
وأعلن مدير المصنع عن خطط للتوسع من خلال استثمارات بقيمة 80 مليون يورو، تستهدف زيادة إنتاج المصنع إلى 60 مليون متر مربع، وهو ما سيزيد من قدرة المصنع على دعم المشروعات مصر اليومية الكبرى مثل الأبراج في العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، بالإضافة إلى مشروعات النقل والمواصلات.
انتقل مدبولي بعدها إلى مصنع يونيفرسال للأثاث، الذي يُصدر كامل إنتاجه إلى الخارج، ويعد المصنع نموذجًا للاستثمار الأجنبي الناجح، إذ تم بناؤه بتمويل سعودي ويعمل على تلبية طلبات التصدير لدول عدة، وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذا الاستثمار يساهم في تنمية الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء السويس.
كما زار رئيس الوزراء مصنع روهربمبن، المتخصص في إنتاج الطلمبات، الذي أُنشئ بدعم من هيئة الاستثمار وتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد عرض رؤيته أمامه في أحد المؤتمرات. يساهم المصنع في تلبية احتياجات مشروعات محلية مهمة، من بينها مشروعات الصرف الصحي ومحطات تحلية مياه البحر، ويوفر جزءًا من إنتاجه للتصدير إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية، بما في ذلك ألمانيا، ما يعزز مكانة المصنع على المستوى الدولي ويدعم الاقتصاد المصري من خلال تقديم منتجات عالية الجودة محليًا ودوليًا.
رؤية مستقبلية للسويس ودعم السياحة والتجارة
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة تعمل بجهد لتطوير محافظة السويس بصورة شاملة، مما سيمكنها من جذب الاستثمارات المحلية والدولية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وأشار إلى أن السويس بما تمتلكه من إمكانيات تؤهلها لتكون مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا مميزًا في المستقبل، خاصة في ظل اهتمام الدولة بتطوير الموانئ وتحديث البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة. كما تسعى الحكومة إلى تعزيز السياحة في السويس عبر تطوير مناطق الجذب السياحي مثل قناة السويس، التي تعد من أهم الممرات المائية في العالم، وتتمتع بموقع استراتيجي يسهم في دعم حركة التجارة العالمية والسياحة.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، خلال التصريحات التلفزيونية التي أدلى بها عقب انتهاء جولته بمحافظة السويس، إلى طلب المحافظ بتسريع الخطى من أجل إنهاء تطوير مشروع قصر ثقافة السويس وذلك بعد توقف أعمال تطويره بسبب عدم توفير الموارد المالية اللازمة له.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزرء إلى قيامه والوفد المرافق له بزيارة موقع قصر الثقافة، حيث لم تكن زيارة المبنى مُدرجة في برنامج الزيارة، موضحا أنه تم توجيه وزارتي التخطيط والتنمية المحلية وكذا المحافظة بتوفير المبالغ المطلوبة وقيمتها 100 مليون جنية لإنهاء المشروع وافتتاحه في أسرع وقت ليكون هدية لأهالي محافظة السويس.
وفي ختام حديثة، أكد رئيس الوزراء حرصه على إنهاء الجولة في الممشى التاريخي في بورتوفيق لما يمثله من ذكريات مهمة للغاية لأهالي محافظة السويس، مشيراً إلى أن الممشى له إطلاله رائعة علي قناة السويس، وتم تطويره من قِبل المحافظة في غضون شهرين فقط، واليوم نفتتحه ليكون أيضًا هدية لأهالينا في السويس بمناسبة العيد القومي للمحافظة.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي الشكر لمحافظ السويس الحالي علي دعوة السادة محافظي السويس السابقين لحضور افتتاح الممشى، باعتبارهم جزءا من هذا الإنجاز الكبير.
كما أكد رئيس الوزراء استمرار نهج القيام بزيارة أسبوعية لكل محافظة من محافظات مصر؛
لمتابعة أعمال التطوير والتنمية الجارية بالمشروعات المختلفة التي كانت حلما لأهالي هذه المحافظات.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي استمرار تنفيذ المشروعات الحيوية لصالح أهالي المحافظات؛ لتعويض فترات طويلة من الإهمال كانت تعاني منها؛ بسبب نقص التمويل وعدم وضعها على خريطة التنمية، مشيرًا إلى أن ما تستهدفه الدولة حاليًا هو إعادة بناء جميع محافظات الجمهورية.
وشدد رئيس الوزراء: لن نترك أي محافظة دون أن تمتد إليها أعمال التطوير، مشيرًا إلى مطالبة محافظ السويس بإدخال القطاع الريفي بالمحافظة في المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، وكذا مطالبته بتطوير مناطق الإسكان الشعبي القديمة التي تم بناؤها بعد حرب أكتوبر المجيدة منذ أكثر من 50 سنة، حيث تم التوجيه فوراً بالتحرك نحو تطوير هذه المناطق بالكامل.