دريد لحام: لو عارضت النظام لاستخرجوا عظامي من سجن صيدنايا (فيديو)

تحدَّث الفنان السوري دريد لحام عن موقفه السابق من نظام الأسد، وصمته الذي برره بالخوف من الزج به في سجن صيدنايا المعروف بسوء سمعته.

وأكد لحام في لقاء مع برنامج “المسائية” على الجزيرة مباشر، السبت، أنه لو عارض النظام علنًا خلال سنوات حكمه، لكان مصيره السجن أو الأسوأ.

ويأتي هذا الاعتراف بعد إعلانه تأييده للإدارة السورية الجديدة، وتبنّيه مواقف الثورة السورية.

“التفاؤل مع أحمد الشرع”

وعبَّر لحام عن تفاؤله بمستقبل سوريا تحت إدارة أحمد الشرع، مشيدًا بالقيادة الجديدة وداعيًا إياها إلى الاستماع لجميع وجهات النظر، بما في ذلك الآراء المخالفة.

وأشار إلى أن المستقبل يبشر بالخير، خاصة بعد سقوط نظام الأسد. وقال “سوريا أصبحت بلدًا حرًّا، وأصبحت سوريا الحرة، بعد القضاء على رمز الاستبداد المتمثل في سجن صيدنايا.”

ودعا لحام السوريين إلى نبذ الانتماءات السياسية والطائفية، قائلًا “انسوا الانتماءات السياسية والطائفية، ولتكن طائفتكم الوحيدة هي سوريا فقط”.

كما وجَّه نداءً إلى الفنانين والكتّاب السوريين لإنتاج أعمال تفضح ممارسات النظام السابق، مؤكدًا أهمية توعية الجمهور بما حدث في سوريا، خاصة ما يتعلق بسجن صيدنايا وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان.

وعن دوره في المرحلة المقبلة، أشار لحام إلى أنه يفكر في تقديم عمل مسرحي أو تلفزيوني يعكس الواقع السوري الجديد.

نقد متأخر لحكم آل الأسد

ووجَّه لحام انتقادات حادة لرموز نظام الأسد، واصفًا إياهم بأنهم “أصحاب الرأي الأحادي” الذين لا يقبلون الرأي الآخر. وكشف عن خوف المجتمع الفني من الرقابة خلال فترة حكم عائلة الأسد، مشيرًا إلى منع جملة من عمل فني تتضمن تشبيهًا بالحيوانات، معللًا ذلك بحب باسل الأسد للخيول وعدم جواز انتقاده.

وفي رده على الانتقادات الموجهة إليه بشأن موقفه من النظام السابق، أكد لحام أن أعماله الفنية كانت دائمًا تنتقد السلطة، قائلًا “إذا ترى مسرحياتي من ‘ضيعة تشرين’ إلى ‘غربة’ إلى ‘كاسك يا وطن’، كلها كانت تجرح بالسلطة وتنتقد أخطاءها، ولم أكن في يوم من الأيام صامتًا ضد أخطاء السلطة إطلاقًا”.

وفي إشارة إلى هروب بشار الأسد، علَّق لحام قائلًا “إذا لم يرتكب شيئًا ضد الإنسانية، لماذا يهرب؟ فهو يعرف أنه ارتكب فظائع كثيرة بحق الشعب السوري”. ووجَّه رسالة إلى الأسد قائلًا “الله لا يسامحك على ما فعلته بالشعب السوري”.

انتقاد للعالم العربي

وتطرّق لحام إلى قضايا أوسع تهم العالم العربي، منتقدًا الحواجز بين الدول العربية وصعوبة التنقل بينها، وصرَّح قائلًا “أصبح العبور من بلد عربي إلى آخر يحتاج إلى فيزا من السماء”، مضيفًا أن مفهوم “الأمة العربية” قد يكون “كذبة تاريخية”.

وتابع “العرب يخافون من بعضهم البعض، وهذا هو السبب في هذه التعقيدات”.

وانتقد دريد لحام الموقف العربي مما يحدث في غزة، موضحًا أنه لو كانت هناك “أمة حقيقية متماسكة من المحيط إلى الخليج”، لما حدث ما يحدث في غزة وجنوب لبنان.