جيش الاحتلال يعد خططا لمواصلة القتال في غزة ولبنان – قناة مصر اليوم
فرحتها لم تمكث طويلا، فبعد السعادة التي غمرت إيمان نافع بالإفراج عن زوجها نائل البرغوثي من سجون الاحتلال في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي بدأ تطبيقه أمس الأحد، إذ أن اسم الزوج مدرج مع الذين سيُبعدون عن الأراضي الفلسطينية.
أمضى البرغوثي، البالغ من العمر 68 عامًا، نحو 44 عامًا في سجون الاحتلال، بينها 34 سنة متواصلة، إذ أعيد أسره في 2014 بعد أن أُفرج عنه في صفقة شاليط بين إسرائيل وحماس في العام 2011.
وبحسب نادي الأسير، فإن البرغوثي هو الأسير الذي أمضى أكبر عدد سنوات في السجون الإسرائيلية.
فرحة غامرة
وشعرت إيمان بفرحة غامرة عندما قرأت اسم زوجها ضمن قائمة الأسرى المفرج عنهم التي نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية، وتضمنت مئات أسماء المعتقلين الفلسطينيين، الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق مقابل 33 محتجزًا إسرائيليًا.
وترقبت أيامًا لاستقبال زوجها من جديد، وقامت بتزيين المنزل وتعليق صوره في أرجائه، بعضها وهو في الثامنة عشرة من عمره، وأخرى وهو في الستينات، وجميعها وهو داخل السجن.
إلا أن تلك الفرحة تبددت عندما علمت أن زوجها سيكون من ضمن المبعدين إلى خارج الأراضي الفلسطينية بحسب الشروط الإسرائيلية.
رفض الإبعاد
وقالت إيمان لوكالة فرانس برس: «شعرت بالحزن الشديد، لأنني كنت أنتظره بفارغ الصبر، ولم أتوقع أن يخضع نائل لعقوبة جديدة بإبعاده عن وطنه وعن أرضه. أعتقد أن هذه هي أقسى عقوبة في التاريخ».
وأكدت رفضها لهذا القرار، كما أن زوجها لن يقبل به وسيفضل «البقاء في السجن على أن يخرج».
وتابعت: «تخيّل إنسانًا أمضى 44 عامًا في السجن، تُفرض عليه عقوبة جديدة بإبعاده عن أهله وبلده ووطنه ومكانه الذي عاش فيه».
وينص اتفاق الهدنة، الذي بدأ سريانه الأحد بعد أكثر من 15 شهرًا من حرب على قطاع غزة، على أن تطلق إسرائيل في المرحلة الأولى من الاتفاق قرابة 1900 أسير فلسطيني من سجونها مقابل المحتجزين الـ33.
وورد اسم نائل البرغوثي في قائمة الأسرى، وهو محكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل ضابط إسرائيلي، وتنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية.
وتضم القائمة أسماء أكثر من 230 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد سيُطلق سراحهم على أن يتم إبعادهم بصورة دائمة، دون ذكر وجهة الإبعاد، إلا أن مصدرين في حماس تحدثا عن تركيا وقطر.
وأعلنت إسرائيل أمس استلام ثلاث محتجزات مقابل 90 أسيرًا فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ويفترض أن تستكمل عمليات الإفراج للمرحلة الأولى من الاتفاق خلال الأسابيع الست القادمة.
من اعتقال لآخر
والبرغوثي، الذي اعتقل عام 1978، وأُفرج عنه في صفقة التبادل عام 2011 في صفقة شملت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 فلسطينيًا.
وفي عام 2014، عندما أُعيد اعتقاله بتهمة التحريض، استُؤنف تطبيق حكم المؤبد السابق عليه.
وبحسب مؤسسات مدنية فلسطينية، فإن بين الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة الحالية، 47 كان أُطلق سراحهم في صفقة شاليط 2011، قبل أن يُعاد اعتقالهم.
واعتقلت قوات الاحتلال إيمان نافع العام الماضي لمدة ثلاثة أشهر، في إطار حملة اعتقالات في الضفة الغربية على خلفية الحرب في قطاع غزة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدخل فيها السجن.
وروت لفرانس برس أنها اعتقلت عام 1987 في خضم الانتفاضة الفلسطينية، بتهمة «مقاومة الاحتلال»، وبقيت في السجن عشر سنوات.
وقالت إن يومها شاهدها نائل البرغوثي من سجنه عبر شاشة تلفزيون إسرائيلي، فقرّر الزواج بها عند الإفراج عنه، موضحة: «لم أكن أعرف بذلك حتى. بعد أن أُطلق سراحي في العام 1997، أرسل أهله لطلب يدي، لكن لظروف خاصة لم يتمّ ذلك».
وتابعت أنها لم تكن قد رأت نائل سابقًا، وقابلته حين حُرر في 2011، وبعد شهر من إطلاق سراحه تم الزواج، قائلة: «لكننا لم نعش مع بعض سوى 32 شهرًا، إذ اعتُقل مجددًا».
بعد الإفراج عنه، فرضت إسرائيل على البرغوثي الإقامة الجبرية في بلدته كوبر في شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة.