تيسير سليمان.. أحد مؤسسي القسام يروي للجزيرة مباشر تفاصيل مسيرة سنوات مع الضيف والسنوار(فيديو)
روى القيادي في حركة حماس تيسير سليمان، أحد مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، للجزيرة مباشر تفاصيل عن علاقته التي استمرت نحو 32 عامًا بالقائدين في حركة حماس محمد الضيف ويحيى السنوار، وتاريخهما في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.
وعن معرفته بالضيف وبدء المقاومة المسلحة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، قال الأسير المحرر “إنهم بدؤوا في مطلع تسعينيات القرن العشرين تنفيذ بعض العمليات النوعية ضد الاحتلال، تضمنت تفجيرات وأسر جنود وقتل مستوطنين، وغير ذلك”.
وأضاف: “في هذه الفترة بدأنا تنفيذ خطة جديدة اقترحها محيي الدين الشريف، يمكن من خلالها نقل أبناء قطاع غزة إلى الضفة ليشاركوا معنا في تنفيذ العمليات، ولنتبادل معًا السلاح أو المال ليصل غزة، من أجل تقوية القطاع”.
الضيف وعبقرية تخطيط الانسحاب مع الهجوم
وتابع: “في تلك الفترة كان لقاؤنا مع محمد الضيف، أو محمد المصري -كما كان يسميه الجيش الإسرائيلي- أبو خالد، وتولدت فكرة تأسيس “خلية غزة” داخل الضفة الغربية برئاسة محمد الضيف، وكان عندنا تقريبا 6 مجموعات عسكرية، في رام الله والقدس وبيت لحم والخليل وقرى الخليل.. وكنا نجتمع نحن الستة معًا، وكنت مسؤول مجموعة القدس آنذاك”.
وحول شخصية محمد الضيف، قال سليمان: “كانت طبيعة محمد الضيف هادئة للغاية، وكان أكثر شيء يهتم به هو التخطيط الدقيق، ودراسة التفاصيل بدقة، ورسم العملية على الورق، وهناك بعض العبارات التي لا أنساها له أبدًا، وهي أنه كان يقول: قبل أن نخطط كيف سنهجم لا بد من أن نخطط كيف سننسحب، وبالفعل كل عملياته كانت تنجح بشكل لافت”.
وأردف: “ساهم الضيف بدور مميز في تطوير كتائب القسام؛ لا سيما قسم التسليح وتطوير الأسلحة، وهو أهم قسم في القسام والذي كان مسؤولا عن تطوير صواريخ القسام وقذيفة الياسين وعبوة الشواظ.. قام بنقلة نوعية للكتائب سواء بالعدد أو النوعية أو الأفراد.. وهذا ما كان واضحًا في طوفان الأقصى، وأنهم كانوا مستعدين للحرب وبقوة”.
وأشار إلى أن الضيف استطاع إعادة تأهيل أسلحة يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية، وأخرى يعود إنتاجها إلى عام 1919.
ونقل سليمان عن قيادي سابق في القسام هو الشهيد نضال فرحات قوله: “كان الهمّ الأكبر للقائد محمد الضيف هو إخراجكم من السجن”.
واستشهد الضيف في معركة طوفان الأقصى، وأعلنت حركة حماس في، 30 يناير/كانون الثاني، استشهاده مع عدد من قيادات القسام، لكنها لم تكشف عن تاريخ استشهاده.
السنوار “صانع المجد”
وفي حديثه عن الشهيد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال سليمان إن السنوار اكتسب شهرته من قيادته لجهاز المجد، وهو بمثابة الجهاز الأمني والاستخباري لحركة حماس، وكان يهدف لحماية أبناء الحركة وضمان عدم اختراقهم من عملاء الاحتلال، إلى جانب أجهزة أخرى لمكافحة العمالة داخل المجتمع الفلسطيني.
وعن لقائه الأول بالسنوار قال سليمان للجزيرة مباشر: “في عام 1991 كنت أزور أحد أقربائي في سجن عسقلان، وقال لي: تعال أعرفك على شخص تحبه.. فكان أول لقاء بـ’أبو إبراهيم‘ (يحيى السنوار)، ليسألني حينها: أنت مقاوم؟ فقلت له: نعم، بمعنى أنني أتبنى نفس الفكرة”.
وأشار سليمان إلى أن السنوار كان يحظى بشهرة واسعة بين أبناء حركة حماس، وكان هذا أول لقاء مباشر بينهما، وأوضح أن السنوار ذكّره بهذا الموقف بعد 5 سنوات أثناء اعتقالهما معًا، وقال “كنت محكومًا بمؤبد بتهمة قتل جنود إسرائيليين، وظللت في السجن مع “أبو إبراهيم” لسنوات طويلة حتى تم تحريرنا معًا في صفقة وفاء الأحرار، عام 2011″.
وعن شخصية يحيى السنوار، قال سليمان: “ربما ترون الشراسة والقوة في وجه ’أبو إبراهيم‘ لكنه كان على العكس تماما، وأغلب الذين عاشوا معه في السجن تعلموا على يديه اللغة العربية والعبرية والتجويد والسياسة والكتابة.. واشتهر له كتاب ’الشوك والقرنفل‘، لكن ما ميزه هو ترجمة الكتب العبرية”.
واستذكر سليمان أن السنوار قام بشراء كتاب واحد بـ100 دولار كان لرئيس الشاباك لترجمته وكتابة تعليقه عليه وشرحه لشباب الحركة وبيان ما حقيقة ما كتب، وكيف وصل هذا الكتاب إلى أكثر من ألف شخص.
وأكد سليمان أن “ميزة السنوار أنه كان عنده هدف واضح، وهو السعي لنجاح الحركة عبر بناء قاعدة تنظيمية قوية ومحمية أمنيا، لكونه يمثل حركة مقاومة ضد الاحتلال”.
وأوضح أنه لم يستغرب استشهاد السنوار وهو يقاتل في الميدان بين المقاتلين في الصفوف الأولى، مشيرا إلى أن هذا يعبر عن تقدمه أمنيا عن الاحتلال.
وقال سليمان: “أبو إبراهيم صنع مجدا، ومجده ليس شخصيا بقدر ما هو جعل هناك نموذجا لكل إنسان أنك تستطيع أن تقاتل حتى النهاية حتى ولو بعصا”.
وختم قائلا: “أنا عندي قناعة أن من انتمى لكتائب القسام بالفترة الأخيرة، على مشهد استشهاد ’أبو إبراهيم‘ (السنوار) ربما هو جيل التحرير القادم”.