الاخبار

توصيات وزارة الزراعة للمزارعين لمواجهة تقلبات المناخ

رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا

0:00

أصدر مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة نشرة تتضمن إرشادات للمزارعين لمساعدتهم في التعامل مع التقلبات المناخية التي تشهدها البلاد. 

تأتي هذه التوصيات في سياق متابعة الوزارة المستمرة للحالة الجوية وتداعياتها على القطاع الزراعي؛ وذلك تحت إشراف وزير الزراعة، الدكتور علاء فاروق، ورئيس مركز البحوث الزراعية، الدكتور عادل عبدالعظيم، بهدف تقليل الخسائر وتعزيز إنتاجية المحاصيل رغم الظروف الجوية المتغيرة.

تأثير التقلبات المناخية على الإنتاج الزراعي

يشير الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، إلى أن فصل الخريف لهذا العام يمر بأول موجات من التقلبات المناخية التي من المحتمل أن تؤدي إلى ما يشبه شتاءً مبكرًا مع تقلبات حادة في درجات الحرارة. 

تتضمن هذه المرحلة انخفاضًا ملحوظًا في الحرارة، إلى جانب تذبذبات حرارية قد تؤثر على عملية امتصاص المغذيات الهامة للنباتات مثل الكالسيوم والفسفور والماغنسيوم، وهي عناصر ضرورية لنمو المحاصيل وتطورها.

وأوضح فهيم أن هذه التغيرات تؤثر سلبًا على المناطق الشمالية التي تعتمد على الطاقة الشمسية للري، إذ أن الغطاء السحابي المستمر يعيق تدفق الضوء المطلوب للعمليات الحيوية. 

كما أن انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى إبطاء حركة العناصر المغذية داخل النبات، ما يتطلب من المزارعين اتخاذ تدابير لمواجهة هذا التأثير السلبي على إنتاجية المحاصيل خلال هذه الفترة.

إرشادات الري وتوجيهات للمحاصيل الحساسة

تضمنت التوصيات التوجيه بضرورة وقف الري تمامًا في المناطق المتوقع أن تشهد سقوط أمطار غزيرة، خصوصًا طريقة الري بالغمر، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشبع التربة بالمياه ويضر بجذور النباتات.

 ويُوصى بضرورة تصريف المياه الزائدة عن خطوط المحاصيل الحساسة للرطوبة مثل الفراولة والبطاطس والفاصوليا، إذا زادت معدلات هطول الأمطار في هذه المناطق، حيث يمكن أن تؤدي التربة المشبعة بالمياه إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض التربة وانتشار الآفات.

كما شدد المركز على ضرورة إعداد المزارعين لتطبيق الإجراءات الوقائية ضد الأمراض التي تزدهر في الأجواء الرطبة والباردة، مثل البياض الدقيقي والندوة المتأخرة، وهي أمراض قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لمحاصيل مثل الطماطم والبطاطس والفراولة.

 من جانب آخر، تساهم هذه الظروف في انتشار آفات زراعية مثل التربس والحلم الدودي، والتي تتطلب احتياطات خاصة لحماية النباتات من تأثيراتها الضارة، خاصة أن هذه الآفات تتغذى على الأنسجة النباتية وتسبب تراجع جودة المحصول.

التكيف مع التقلبات وتوقيع أسس الحصاد والجودة

بينت التوصيات أن الظروف المناخية الحالية قد تحمل تأثيرات إيجابية على بعض المحاصيل. فعلى سبيل المثال، تتأثر أشجار البرتقال بشكل إيجابي بتذبذب درجات الحرارة بين الليل والنهار، مما يعزز من عملية النضج الطبيعي للثمار وتحسين لونها وحجمها دون الحاجة لاستخدام مواد صناعية. ينصح المزارعون باستخدام مركبات البوتاسيوم، مثل نترات البوتاسيوم، لدعم هذا النضج الطبيعي وتحقيق تلوين متجانس للثمار، وهو ما يقلل من خطر الإصابة بذبابة الفاكهة ويزيد من جودة المحصول النهائي مع اقتراب موسم الحصاد.

وفيما يتعلق بالاستعداد لموسم الزراعة الشتوي، نصح مركز معلومات تغير المناخ بضرورة البدء مبكرًا في تجهيز الأرض لزراعة محاصيل مثل القمح والفول والنباتات الطبية العطرية، مثل الكمون والينسون والكراوية. وأوصى بضرورة تحضير الأرض في النصف الأول من نوفمبر لتحقيق أفضل إنتاجية ممكنة وضمان نمو صحي للنباتات، وذلك في ضوء التوقعات بتراجع درجات الحرارة خلال الأشهر المقبلة.

كما أن للمحاصيل التي تُزرع تحت الأغطية البلاستيكية توصيات خاصة، إذ يُنصح بتقديم مواعيد التغطية هذا الموسم للحفاظ على مرونة النباتات وقدرتها على النمو. وينصح أيضًا بالاعتناء بإضافات الكالسيوم والفوسفور مبكرًا، لتحسين مقاومة النباتات للتغيرات المناخية المفاجئة.

التدابير اللازمة للعناية بالمحاصيل الدائمة

فيما يخص المحاصيل المعمرة، مثل أشجار المانجو والزيتون، تركز التوصيات على أهمية تقديم الرعاية الشتوية عبر تقليم الأشجار وتنظيفها باستخدام مركبات النحاس، مما يسهم في تحسين صحة النباتات وقوتها مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً. كذلك، ينصح بإضافة الكبريت الزراعي والسوبر فوسفات ضمن أسمدة الخدمة الشتوية؛ لضمان تحلل جيد للمغذيات وتفعيل فعاليتها خلال الموسم القادم، خاصة أن هذه الأسمدة تتطلب فترة طويلة للتحلل الكامل في التربة الباردة.

أما بالنسبة لمحاصيل قصب السكر، فقد دعا المركز إلى مراقبة مبكرة لظهور الحشرات القشرية ودودة القصب، وهي آفات زراعية قد تتزايد في ظل الظروف المناخية الحالية، حيث يُنصح باستخدام الفوسفور لدعم النبات وزيادة مقاومته للآفات والأمراض.

زر الذهاب إلى الأعلى